رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 رجب 1424 هـ - 6 سبتمبر 2003
العدد 1593

هل تنفع معهم الثنائية؟
الإشكال في النقد الثنائي للفكر السياديني
خالد عايد الجنفاوي
kaaljen@taleea.com

يجادل وينتقد الكثير من الكتّاب الليبراليين  الفكر السياديني عن طريق أسلوب نقدي أصبح نمطيا، ولدى الكثير من القراء القدرة على توقّع ما تحويه رسائل هذا النقد عن طريق قراءة عناويين المقالات الصحافية فقط· فالخلطة السرّية قد أصبحت معروفه لدى الجميع: أضف بعضا من البهارات" الظلامية،" لا تنسى قبل ذلك أن تضيف إليها بعضا من "الجهل" ولا يجب أن تنسى التهكّم حول تخلف التيار السياديني عن "ركب الحضارة،" وهكذا· لربما لا تكون مكوّنات هذا الخليط النقدي موجودة في غالبية النقد السياسي الليبرالي  للفكر السياديني، ولكنها أصبحت أسهل الاختيارات عند الحاجة لذلك· ولكن مايميّز النقد الموّجه للتيار السياديني بشكل أفضل، هو رؤية وتحليل مواقف  الفكرالسياديني من منطلق ونظرة ثنائية·

نعني هنا بالثنائيةBinary  أو النقد من وجهة نظر واحدة "محافظة" لاتعير الانتباة حول حقيقة أنّ الفكر "الديني" الموجود على الساحة هو بالأساس أيديولوجية سياسية بحتة، تحوي الكثير من التناقضات المشابهة لما تحتويه التيارات أو الأيديولوجيات السياسية الأخرى· بالطبع يمكن القول إنّ الفكر السياديني الموجود على الساحة الآن "سعيد جدا" بتلقي هذا النقد الليبرالي المحافظ جدا·

فمن وجهه النظر السيادينية يمكن القول إن النقد السياسي الذي يرى التيار الديني كتيّار "متخلّف" وأنّ التيار الليبرالي الحر هو "التقدمي" فقط،  لايؤثر كثيرا في صورة التيار الديني لدى المواطن العادي، فلدى هذا التيار القدرة على قلب رسالة النقد السياسي الليبرالي إلى رصيد إيجابي، عن طريق إعطاء المواطن العادي الانطباع بأنّ الفكر السياديني هو فقط المحافظ على العادات والتقاليد (بالطبع هذا مطلب رئيسي لدى الكثير من الناخبين التقليديين) وأنّ الليبراليين هم المتغربون الذين يجب عدم الاستماع إليهم، و لكن يمكن مواجهة ونقد الفكر السياديني بطريقة أكثر فعالية More Constructive .

أي يجب علينا حقيقة إضافة جانب "تعددي" لنقدنا السياسيPluralism .  نعني بالتعددية هنا المحافظة على المبادئ الديمقراطية عن طريق إعطاء جميع الآراء السياسية، بما فيها السيادينية، الفرصة في الحديث، هذا لا يعني طبعا أن تتحول هذه التعددية إلى نسبية سياسية، أو أنّها تتغاضى عن تأثير البيئة السياسية أو الاجتماعية الموجودة، ولكنها تعني عدم إعطاء الفرصة للتيار السياديني بأن يحوّل النقد السياسي المشروع الموجه إليه إلى عذر لإظهار نفسه كأنّه المظلوم دائما، فلقد أصبح Victimization أو عكس صورة الضحية آخر المخترعات السيادينية لجذب الكثير من المتعاطفين!

بالطبع المراقب لهذه "الشقلبات" السيادينية لا يفوته ذلك ولكن هناك الكثير من الجهات، حتى بعض جمعيات حقوق الإنسان، تصدّق بأنّ التيار السياديني هو الضحية الحقيقية فقط، لا ننكر هنا بأنّ الكثير من أعضاء التيارات السيادينية قد عانوا وما زالو يعانون تعنّت الكثير من الجهات، نحن نعترف بذلك، لا بل نطالب برفع الظلم عن المظلومين مهما كانت معتقداتهم السياسية، ولكن التيار السياديني يستغل الوضع الحاليGlobal Irrationality   في العالم لتسويق صورتة السياسية الجديدة·      

فبدلا من توجيه نقد سياسي لا يرى سوى الفرق بين الأسود ولأبيض، أو لا يرّدد سوى مقولة شخصيات، يجب علينا نقد الفكر السياديني من وجهة نظر واقعية·  Four legs good, two legs bad  أورول فعلى سبيل المثال، لا بدّ لنا من المراجعة المتواصلة بما نعنيه بالمشروع الديمقراطي· فيمكن القول إنّ المواطن العادي لا يعير الكثير من الاهتمام لمشروع ديمقراطي غير واضح المعالم والذي لا يتذكّر منه سوى الجانب السلبي الذي يعكسه التيار السياديني على الساحة، كهدم الموروثات الثقافية المحلية·· إلخ·

كذلك يجب علينا تحليل ونقد ما نعني بالضبط بالموروث الديمقراطي الكويتي، ألم ينتج الموروث المشروع الديمقراطي الكويتي عن طريق جهود قوى سياسية "محلية" معجونة وملوّنة بالثقافة والواقع المحليين؟  التيّار السياديني لا يبيّن هذا الجانب من المشروع الديمقراطي للمواطن أو القارئ العادي، بل يصوّر جهود القوى الديمقراطية الكويتية بالمتغربّة والتي تدعو لهدم أسس المجتمع· طبعا كل مطلع متورع يعرف أنّ ذلك غير حقيقي ويعرف كذلك أنّ القوى الليبرالية لاتألو جهدا في رفع المعاناة عن المواطنين والناخبين الكويتيين عن طريق توفير أو الحفاظ  على الحريّات الخاصّة والحقوق الدستورية المكتسبة·

التيّار السياديني لا يريد للمواطن العادي أن يعرف ذلك، لأنّ من يتمتّع بنعيم الحرية الخاصّة والدستورية يكون لديه القدرة على نقد الأيديولوجية السياسية للتيارات أو المجموعات السياسية الموجودة على الساحة· إن أدرك المواطن أو الناخب العادي قدر الحرية في النقد السياسي الذي يسعى التياّر الليبرالي لتوفيره وتقوية فرصه، فيصبح "حرا" فعلا في اختيار المشروع السياسي الذي يتناسب مع متطلباته الشخصية·

التيّار السياديني هو هدف شرعي للنقد السياسي البحت، فالبرامج والأجندات السياسية السيادينية، كغيرها من المشاريع السياسية ألأخرى، معقّدة، Sophisticated، وتتشابه في استراتيجياتها مع القوى السياسية الأخرى· فيجب حقيقة نقد التيّارات السيادينية من هذا المنطلق النظري البحت، وإلاّ أصبحت هذه القوى بعيدة جدا عن منوالنا· أي أنّ نجاح التيّار السياديني في تصوير  نفسه بالضحية لمؤامرة "غربية" سوف يجعله مقدسا فعلا! أي بمعنى آخر، سوف يصل هذا التيّار لمرحلة Sainthood!

kaaljen@taleea.com    

�����
   
�������   ������ �����
الجندي الأمريكي الذي أعرفه
The American Soldier I Know
الخوارق الإسبانية والرصاصات الخفية!
مناجاة: صدام والطرْق المستمر
التطـرف: ثلاث صــفات مشـتـركة
وطنـي وبعضــنـا··
القمة العربية: أزمة حوار وثقافة
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(3 – 3)
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(2-3)
هنيئا روسياCongratulations Russia
(1-3)
"فرانكيشتاين" العراق الموقت
مدينة علمية كويتية شاملة:
ما المانع من وجود زويل كويتي؟
التوائم السيامية الفرانكفونية: المحاكاة والهوية الجزئية
إعفاء عضو مجلس الأمّة من منصبه عن طريق جمع تواقيع الناخبين
العلمانية: الأيديولوجية والخاصية الثقافية
?Secularism: Culture-bound Ideology
”اللي يحب النبي يضرب!”
أيهما يتسع للنقاش الديمقراطي الحر: قبة البرلمان أم قبة ديوان العضو؟
الليبرالي x المتعنت Dogmatic vs. Liberal
نداء إلى السيدة الفاضلة نبيلة العنجري:
تطوير المرافق الترفيهية والسياحية في الجهراء
هل المثقـف الكـويتي معزول عما يـدور حوله؟
Ivory tower Syndrome!
  Next Page

في خطبة صريحة لوداع السياسة والعودة للثقافة
هافيل: كنت متردداً ·· خائفاً ·· و فقدت الثقة في نفسي!:
حمد عبد العزيز العيسى
آفاق ورؤية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
بعد أن جيرتها السلطة لصالح مشروعها
تفعيل مؤسسات المجتمع المدني يعيد التوازن للساحة السياسية:
ناصر يوسف العبدلي
حقوق الإنسان في مجال إقامة العدل:
المحامي د.عبدالله هاشم الواكد
هل تنفع معهم الثنائية؟
الإشكال في النقد الثنائي للفكر السياديني:
خالد عايد الجنفاوي
الشتات العربي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
التنمية الثقافية في الكويت:
يحيى الربيعان
العراق والكويت: ماذا بعد؟:
عامر ذياب التميمي
الموت الإكلينيكي:
عبدالله عيسى الموسوي
ندوة لندن وتداعياتها
"سقوط الأقنعة":
عبدالمنعم محمد الشيراوي
سياسة "خذوه فغلوه" تجاه الگويتيين البدون!!:
د. جلال محمد آل رشيد
حملة انتخابية مستمرة:
المحامي نايف بدر العتيبي
محاكمة المجرمين العراقيين الصداميين ضرورة إنسانية وقانونية وأخلاقية:
حميد المالكي