رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 9 رجب 1424 هـ - 6 سبتمبر 2003
العدد 1593

قضيتنا المركــزية
الموت الإكلينيكي
عبدالله عيسى الموسوي

في لغة الطب يعتبر "الموت الإكلينيكي" حالة يعتبر فيها الشخص ميتا ولكنه يعيش على قيد الحياة بوساطة الأجهزة الطبية المتطورة وبالتالي، فإن نسبة بقائه حيا تعتبر شبه معدومة ما لم تحدث معجزة تعيده للحياة·

وهذه الحالة، تنطبق اليوم بصورة كبيرة على مشروع السلام الأمريكي لحل النزاع العربي - الصهيوني والذي يعرف بـ "خريطة الطريق"، حيث وصلت الأوضاع اليوم الى حالة مأساوية بسبب عدم رغبة الجانب الإسرائيلي بالسلام مع العرب، خصوصا وأن حكومة العدو اليوم هي الأشد تطرفا في تاريخ الدولة العبرية ويترأسها سفاح مثل أرييل شارون"، وبالمقابل نجد أن الانحياز الأمريكي الى الجانب الإسرائيلي قد وصل الى ذروته في تاريخ العلاقة بين البلدين بسبب تحالف المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية مع حزب الليكود·

كما أن حالة الهزيمة العربية والانكسار خصوصا بعد احتلال العراق وخوف الأنظمة العربية حتى لخروج مظاهرة سلمية للتنديد بالإرهاب الصهيوني نظرا لاستعداد إدارة جورج بوش لنعتها بالدول المارقة وتصنيفها على قوائم الإرهاب العالمي، كل هذه الأسباب قد أدت لوفاة مشروع السلام المذل في بنوده من الأساس·

إزاء هذا الوضع، نجد بأن حركة الكفاح الوطني الفلسطيني تواجه وضعا صعبا بعد أكثر من خمسة عقود من الصمود والتحدي في وجه الآلة الصهيونية والقوى المساندة لها حيث باتت هذه المنظمات وعلى رأسها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية" و"الجناح العسكري لحركة فتح" في وضع لا تحسد عليه، وهي عندما قبلت بالهدنة تحت ضغوط دولية وعربية لا يستهان بها وجدت أن الجانب الإسرائيلي يمارس شتى صنوف الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، واصفا الهدنة بأنها دليل على ضعف حركات المقاومة، وعندما جاء الرد بعملية نوعية في قلب مدينة القدس سارعت الدول العربية وقيادة سلطة الحكم الذاتي قبل غيرها بالتنديد بهذا "الإرهاب الموجه ضد الأبرياء في دولة إسرائيل!!"·

خلاصة الحديث أن إسرائيل لا تريد السلام قط، ولا ترغب في إعطاء الفلسطينيين دويلة حتى وإن قبلوا بمساحة %22 من أرضهم التاريخية، وثاني هذه الأمور أن الولايات المتحدة لأسباب سياسية وانتخابية وأيديولوجية لا ترغب بفرض السلام على حليفها الاستراتيجي خصوصا وأن العرب في حالة انكسار بعد أحداث 11 سبتمبر المشؤومة·

وإذا رجعنا لبدايات الصراع مع اليهود على أرض فلسطين العربية، لا نستطيع، إلا أن نستذكر القول العربي "يا مثبت العقل والدين!!" ففي عام 1947 أصدرت منظمة الأمم المتحدة قرارا يعترف ضمنيا أن أرض فلسطين هي ملك للفلسطينيين، ولكنه يقضي بتقسيمها الى دولتين، وكان نصيب الفلسطينيين في هذه القسمة دولة على ما يعادل %47 من إجمالي مساحة الأرض، ونصيب اليهود دولة تقوم على الجزء الباقي أي %53 من مساحة الأرض رغم أن العرب يشكلون الأغلبية السكانية ويملكون ما يزيد على %92 من مساحة الأراضي·

ورفض العرب الشرفاء آنذاك قرار التقسيم واعتبروا "دولة إسرائيل" مجرد "كيان سرطاني" زُرِع في قلب عالمنا العربي ويجب أن يستأصل بأي وسيلة ممكنة من منطلق عقلي وقانوني وشرعي·

وبقية الحكاية معروفة، حيث إن خريطة الطريق تمنح الفلسطينيين مساحة %7 من أرضهم التاريخية ليقيموا عليها دولتهم فعار على كل عربي أن يقبل ولو بمجرد مناقشة هذه المهزلة التي يجب أن تذهب لمزبلة التاريخ·

 

bdullah.m@taleea.com

 

 

�����
   

في خطبة صريحة لوداع السياسة والعودة للثقافة
هافيل: كنت متردداً ·· خائفاً ·· و فقدت الثقة في نفسي!:
حمد عبد العزيز العيسى
آفاق ورؤية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
بعد أن جيرتها السلطة لصالح مشروعها
تفعيل مؤسسات المجتمع المدني يعيد التوازن للساحة السياسية:
ناصر يوسف العبدلي
حقوق الإنسان في مجال إقامة العدل:
المحامي د.عبدالله هاشم الواكد
هل تنفع معهم الثنائية؟
الإشكال في النقد الثنائي للفكر السياديني:
خالد عايد الجنفاوي
الشتات العربي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
التنمية الثقافية في الكويت:
يحيى الربيعان
العراق والكويت: ماذا بعد؟:
عامر ذياب التميمي
الموت الإكلينيكي:
عبدالله عيسى الموسوي
ندوة لندن وتداعياتها
"سقوط الأقنعة":
عبدالمنعم محمد الشيراوي
سياسة "خذوه فغلوه" تجاه الگويتيين البدون!!:
د. جلال محمد آل رشيد
حملة انتخابية مستمرة:
المحامي نايف بدر العتيبي
محاكمة المجرمين العراقيين الصداميين ضرورة إنسانية وقانونية وأخلاقية:
حميد المالكي