لا شك أن حركة التأليف والنشر في أي قطر عربي تعتبر محورا مهما من محاور التنمية الثقافية، إذا نشطت نمت معها حركة القراءة ونما المجتمع وإذا كسلت حركة التأليف والترجمة والنشر كان في ذلك جمود حتمي على التنمية الثقافية في القطر برمته·
فالملاحظ في السنوات الأخيرة أن الاعتمادات المالية في ميزانية الدولة شطب منها أو همش فيها موضوع الثقافة واقتناء الكتب وباتت المكتبات المدرسية والجامعية والعامة، عارية من أحدث الإصدارات ولم يكتفوا بذلك بل شطبوا من الميزانيات كل ما يمت بصلة للأعمال والنشاطات الإبداعية في المدارس وغيرها·
إن ضريبة التقشف وترشيد الإنفاق أول ما تبدأ بإزهاق روح المقومات الثقافية للتنمية فتمزقها وتقطع أوصالها حتى تبقى حركة الثقافة في الوطن جافة ومعتمة مما يعرض شباب المجتمع إلى الوقوع في فوضى وغوغائية وارتفاع في معدلات الجريمة وزيادة المتعاطين للمخدرات وغيرها، وتسوء حال البلاد والعباد ويتسع عدد العازفين عن القراءة بشكل رهيب ومتسارع ويظهر لدينا جيل مشتت الفكر بلا هوية ثقافية، والسبب هو إشعال الحروب في المنطقة ورصد جل إيرادات الدولة لها·
وتبقى حركة النشر تدور في حلقة مفرغة طالما لا يوجد لديها اتحاد يرفع صوتها ويشد عضدها في وقت الأزمات والمحن، ومحنة الناشر الكويتي الكبرى هي:
عدم وجود اتحاد للناشرين الكويتيين حيث أصبح ضرورة حتمية وبالغة الدقة والأهمية ومطلوب إحياؤه بأي ثمن لما له من دور فعال في تضميد حياتنا الثقافية والمهنية في ظل التعسف الذي تمر فيه حركة النشر بشكل خاص والثقافة الكويتية بشكل عام·
yahya@taleea.com
|