رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 19 شوال 1424هـ - 13 ديسمبر 2003
العدد 1606

الشرطة العراقية·· والمعاناة المزدوجة!
رضي السماك
* ???? ??????

قبل أيام قليلة أعلنت السلطات السعودية عن ضبطها شاحنة محملة بالمتفجرات على الحدود مع العراق تنوي التسلل الى داخله، ويفهم من الخبر أن أصحاب الشاحنة هم من فلول منظمة "القاعدة" الإرهابية التي ما انفكت السلطات السعودية تطاردهم والذين ساموا الشعب السعودي عذابا من عملياتهم الإجرامية بحق الأبرياء·

وبعد هذا الإعلان أجرت إحدى الفضائيات العربية حوارا قيما مع الأمير طلال بن عبدالعزيز المعروف بعقليته المستنيرة وانفتاحه السياسي، وفي هذا الحوار أدان الأمير طلال مجمل العمليات الإرهابية التي ترتكب باسم الكفاح ضد الاحتلال الأمريكي للعراق والتي يروح ضحيتها عشرات الأبرياء من العراقيين المسالمين علاوة على اغتيال الرموز السياسية والدينية المدنية، كما انتقد الأمير طلال الموقف السلبي لمعظم الحكومات والقوى السياسية العربية من مجلس الحكم الانتقالي بما في ذلك تخوين كل أعضائه دون استثناء من مختلف القوى السياسية والدينية والقومية العراقية مقارنا هذا الموقف بموقف إيران التي رغم تحفظها عليه إلا أنها سعت لاستباق أن تكون أول من يرسي معه صفحة جديدة من العلاقات وذلك لما هو متوقع ومأمون بأن يكون المجلس مستقبلا نواة للدولة العراقية الجديدة أيا كانت نسبة تحقق هذا التوقع·

ولم يمض سوى أيام قليلة على مثل هذه المواقف السعودية العقلانية المرنة من الأوضاع في العراق حتى استقبل الشعب العراقي الجريح المنكوب أول أيام رمضان المبارك بخمسة انفجارات دموية، أربعة منها استهدفت مراكز للشرطة العراقية والخامس استهدف "لجنة الصليب الأحمر الدولية" ويكفي أن تدقق في الاسم لكي تعرف جيدا هوية مرتكبيه انطلاقا من ضيق أفقهم بالتطير من الاسم في مطلق الأحوال ولو ارتبط بمنظمة دولية عريقة مختصة بشؤون الإغاثة ولا صلة لها بالأمور الدينية أو التبشير هذا علاوة على عمليات تفجير حواجز ومراكز الشرطة التي جرت في الأيام التالية·

وعلى هذا المنوال من المنطلق الضيق للأفق نفسه خططت ونفذت العملية التفجيرية بمقر الأمم المتحدة، وكذلك العمليات التي نفذت عند بوابة ضريح الإمام علي بالنجف وراح ضحيتها 83 من بينهم الشهيد محمد باقر الحكيم، وعند السفارة الأردنية، والسفارة التركية، وفندق بغداد بوسط العاصمة، فضلا عن عمليات الاغتيال الناجحة وغير الناجحة التي استهدفت رموزا سياسية مدنية، كالتي استهدفت منزل آية الله محمد سعيد الحكيم (نجا منها)، وعقلية الهاشمي وغيرهم، هذا علاوة على التفجيرات التي طاولت أنابيب البترول والغاز ومحطات الكهرباء وغيرها، وكلها عمليات يتضرر منها الشعب العراقي لا الاحتلال·

ودون التقليل من خطورة كل هذه العمليات على مصالح الشعب العراقي والتي تلحق أبلغ الضرر به في ظروفه المأساوية الكارثية الراهنة الغنية عن الوصف في ظل الاحتلال وغياب الدولة، فإنه لا أحد حتى الآن من كل المراقبين والمحللين عرب وغير عرب توقف عند أبعاد مخاطر العمليات التي تنفذ ضد الشرطة العراقية على أمن الشعب العراقي·

لقد نددنا على الفور بإدارة احتلال الأمريكي لحل الجيش العراقي وقلنا إن تسريح مئات الآلاف منهم سيدفع الكثير منهم الى الانضمام الى جيش المجرمين والقتلة من فلول النظام السابق وعشرات الآلاف من المجرمين الذين أطلق سراحهم رئيس النظام السابق صدام حسين قبل سقوط بغداد·· ومن هذا المنطلق نفسه ينبغي التنبيه بخطورة العمليات التي ترتكب بحق الشرطة العراقية الذين يقتصر في الغالب دور معظمهم على حفظ أمن المواطنين والانضباط وحماية الناس من السرقات والاعتداءات وتنظيم سير المرور وهو دور لعبته شرطة كل البلدان العربية حتى في ظل احتلالها ووقوعها تحت الاستعمار قبل نيل استقلالها·

وفي مقابلات صحافية أوضح هؤلاء الشرطة كم هي معاناتهم مزدوجة ومزرية من صلف إدارة الاحتلال الأمريكي وسوء معاملتها لهم، ومن سوء فهم المتطرفين لدورهم الوطني فائق الأهمية في الظروف الراهنة بالغة الدقة التي تمر بها بلادهم حيث يعيش الشعب العراقي مرعوبا بلا أدنى مظلة أمنية معرضا لأعمال القتل والسرقة والاغتصاب·

وبالتالي فمتى يفيق المتطرفون من سكرة إصرارهم على العمليات الإرهابية تحديدا؟ ومتى إدارة الاحتلال تتحمل كامل مسؤولياتها الأخلاقية والدولية في حفظ الأمن للشعب العراقي أو لتعترف بفشلها الذريع وترحل اليوم قبل غد؟·

* كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

من المستفيد؟!:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تركي الحمد!:
إسحق الشيخ يعقوب
قيود الانتماء:
سعاد المعجل
كيف يُصنع المستقبل؟:
يحيى الربيعان
"الاسم عالي و البطن خالي":
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
أموال الناس (3):
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
المرأة وحقـوقهـا!:
عامر ذياب التميمي
لماذا "الكويتية"؟:
د. محمد حسين اليوسفي
المأساة!!:
عبدالله عيسى الموسوي
"تغييـر الدوائـر يحدد هوية مجلس 2007":
يوسف مبارك المباركي
الكويت عام 2050: تعديل الدوائر والناخب الحائر:
خالد عايد الجنفاوي
قراءة هادئة لأعمال الشيخة أمثال التطوعية والبيئية:
د· علي خريبط
الشرطة العراقية·· والمعاناة المزدوجة!:
رضي السماك