| تحدثنا في مقالات سابقة عن خطورة "جدار الفصل العنصري" الذي تقيمه سلطات الاحتلال الصهيوني ومخالفته للقوانين والأعراف الدولية لما يشكله من حاجز عنصري، يقوض مسيرة التسوية والسلام - المزعومة - ويبدد على أرض الواقع إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة·
ونستعرض اليوم تقريرا أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيرا حول العواقب الوخيمة لبناء الجدار لتبيان حقيقية الوضع المأساوية الذي يعيشه إخواننا في فلسطين·
أكد التقرير أن جدار الفصل في الضفة الغربية ستكون له عواقب إنسانية وخيمة على نحو 680 ألف فلسطيني يمثلون ثلث السكان في المنطقة حيث إنه سيقتطع %14,5 من الأراضي الفلسطينية عن باقي الضفة الغربية·
وقال التقرير إن المنطقة بين "إسرائيل" والحاجز داخل أراضي الضفة يعيش فيها 274 ألف فلسطيني في 122 قرية وبلدة حيث سيعاني %30 من الفلسطينيين من عواقب إنسانية وخيمة بينما سيحتاج 400 ألف فلسطيني آخرين يعيشون شرق الجدار لعبور الجدار للوصول الى أعمالهم ومزارعهم والخدمات الأساسية التي يحتاجونها·
وأوضح التقرير أن الكثير ممن لا يستطيعون الوصول لأراضيهم لجني المحاصيل أو رعي الماشية أو الوصول لأعمالهم لكسب المال لشراء الطعام سيجوعون·
وبالفعل، فقد قامت مجموعة من المتطرفين الصهاينة أخيرا بحماية من الشرطة الإسرائيلية بتجريف مئات الدونمات من مزارع الفلسطينيين واقتعلوا أشجار الزيتون وذلك دون أن يستطيع المزارعون الوصول لأراضيهم لأن شرطة الجدار الفاصل منعتهم من ذلك·
وكما هو معروف، فإن حكومة الاحتلال الصهيوني شيدت حتى الآن %25 من الجدار المقرر أن يمتد لمسافة 680 كلم وهي مستمرة في مشروعها بالرغم من الإدانة الدولية الواسعة التي تجسدت في القرار الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة علما أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض "الفيتو" لمنع مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار يدين هذه الجريمة·
فهل مازال بعض العرب وعلى رأسهم سلطة الحكم الذاتي يأملون بالعودة لطاولة المفاوضات واللهاث خلف الوسيط الأمريكي لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم؟!!
abdullah.m@taleea.com |
