رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 - 8 ربيع الأول 1420هـ - 19 - 22 يونيو 1999
العدد 1381

الإمام الخميني: مجدد الإسلام في القرن العشرين (2-2)
د. عمران حسن محمد

ذكرنا في الجزء الأول من مقالنا في الذكرى السنوية لرحيل قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني نبذة عن أفكاره التحررية ومواقفه الجهادية وقيامه ضد ملك عصره الشاه محمد رضا بهلوي العميل الأمريكي وشرطي الخليج لإقامة الجمهورية الإسلامية·

لقد ابتليت الأمة الإسلامية منذ زمن بعيد بطبقة من الناس بلباس أهل العلم والدين وخدعوا البسطاء من الأمة بزهدهم الظاهري وتقواهم القشري ومظهرهم العلمائي ولكن كانوا من أعوان الظالمين ووعاظ السلاطين والمتسكعين على موائد الملوك الأمراء والخلفاء وهم الذين حذر منهم رسول الله [ قائلا: صنفان من أمتي إذا فسدا فسدت أمتي وإذا صلحا صلحت أمتي، العلماء والأمراء"· ويقول الإمام الخميني عن هؤلاء: "إن القرآن الكريم الذي نزل ليكون نقطة تجمع المسلمين وتخلصهم من الشياطين والطواغيت أصبح بواسطة الحكومات الجائرة ورجال الدين الخبثاء الأسوأ من الطواغيت أداة لإقامة الجور والفساد وتبرير ظلم الظالمين وأعداء الله تعالى· ويضيف الإمام الراحل في مقطع آخر من وصيته للشعوب الإسلامية والمستضعفة: "نحن رأينا جميعا أن محمد رضا بهلوي طبع قرآنا وخدع جماعة، وطفق بعض رجال الدين الجاهلين بالأهداف الإسلامية في مدحه"·

فشتان بين عالم إسلامي وفقيه ولي يعطي الحقوق الإنسانية والسياسية لكل من المرأة والرجل على حد سواء من الانتخاب والترشيح والمشاركة في الاستفتاءات العامة ومجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) والمجالس البلدية مع مراعاة الأخلاق والحشمة والحجاب والعفة والكرامة ومراعاة الفروق النفسية والجسدية التي تحدد أوجه الالتقاء والافتراق بالأدوار وبين من يفتي بحرمة تسلم المرأة لأي منصب يمثل مسؤولية سياسية بل ويحرم النساء من أبسط الممارسات الإنسانية مثل قيادة السيارة، وفرق بين من يحول السفارة الإسرائيلية في طهران الى سفارة دولة فلسطين بعد انتصار الثورة الإسلامية وبين من يفتي بجواز الصلح مع الكيان الصهيوني إسرائيل الغاصبة هذا العدو التاريخي الأول للأمة الإسلامية وبالمقابل يفتي بحرمة المطالبة بالإصلاحات السياسية والحقوق الإنسانية والدستورية ومعارضة الحكام الظالمين وينسى وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل ويبرر للطغاة اعتقال المصلحين والعلماء المجاهدين والأحرار من الشعوب بل ويفتي بجواز تعطيل الدستور وحل البرلمان وإبعاد المعارضين الشرفاء عن البلاد وزج العلماء المجاهدين والمثقفين المخلصين في قعر السجون حيث التعذيب والممارسات اللاإنسانية· لقد أصبح الإمام الخميني على الصعيد الدولي المثال والقدوة والأسوة التي يستضاء بمواقفها وأفكارها وأخلاقياتها وإخلاصها، بالنسبة لكل حركة ثورية وشعب يتطلع للحرية وعالم مصلح وعابد عارف·

ينبغي إثراء المكتبة الإنسانية والعربية بالدراسات اللائقة بهذه الشخصية العلمائية المجاهدة التي أثبتت خطأ المقولة المغرضة: "إن الدين أفيون الشعوب" بل بات العكس هو المقبول وأن الدين الإسلامي بخاصة هو قوة محررة للشعوب ومناهضة للاستعمار والاستبداد والدكتاتورية بشرط أن يمثلها عالم وقائد كفء يعرف الدنيا كما يعرف الآخرة ويعي مقتضيات الزمان والمكان ولا يكون من وعاظ السلاطين والملوك والحكام الذين يبيعون آخرتهم بدنياهم بل بدنيا غيرهم من أسيادهم مصداقا لحديث ما معناه: "شركم من باع دينه بدنياه، وأشر منه من باع دينه بدنيا غيره"·

ونقول لك يا إمام: ارقد قرير العين في رحمة الله وفضله وظله فلقد أديت الأمانة ونصحت الأمة حتى أتاك اليقين، ففي الأمة الإسلامية من المحيط الى الخليج، وفي العالم أجمع أفرادا وجماعات، قلوبا وعقولا، أبدانا وأرواحا تحمل إسلامكم العزيز وأفكاركم التقدمية التحررية وأخلاقكم السامية الإنسانية ودعوتكم العالمية الى الوحدة والأخوة الإسلامية والتفاهم والحوار بين شعوب العالم للوصول إلى الاستقلال والحرية في الصراع الأزلي بين الحق والباطل وبين الشعوب المقهورة المضطهدة وبين الأنظمة الظالمة والمستبدة وعلى رأسها إسرائيل الغاصبة هذه الغدة السرطانية الخبيثة التي يجب أن تزول وحليفتها الاستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية حامية الإرهاب الرسمي الصهيوني وعدوة الشعوب المسلمة والمستضعفة·

تحيا الأمة الإسلامية··· وتحيا المقاومة الإسلامية··· الموت للظالمين·· والنصر للشعوب المستضعفة تحقيقا للوعد القرآني الإلهي: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون"·

وصدق الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه القائل: "هلك خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة"·

�����
   

محطات انتخابية:
فوزية أبل
لا ديمقراطية بدون أحزاب:
محمد مساعد الصالح
مساعدة شعب كوسوفا:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
جاهلية "أنصار الشورى":
د.مصطفى عباس معرفي
رسالة إلى الناخب(3):
يحيى الربيعان
دروب السلام!:
عامر ذياب التميمي
لا ألفية في العربية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الشكوى الإماراتية!!:
سعاد المعجل
الوصايا العشر.. للسلطتين التنفيذية والتشريعية!:
د· بدر نادر الخضري
الإمام الخميني: مجدد الإسلام في القرن العشرين (2-2):
د. عمران حسن محمد
الصناديق الدبلوماسية:
مال الله يوسف مال الله
أسرار تنشر لأول مرة (الحلقة 3)
من داخل الزنزانة قصي وكلبه "الحَكَم" حالة هستيرية!:
حميد المالكي