رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 - 8 ربيع الأول 1420هـ - 19 - 22 يونيو 1999
العدد 1381

ألفـــاظ و معـــان
لا ألفية في العربية
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

لم ترد كلمة ألفية في كل ما قرأته في كتب التراث  إلا مرة واحدة هي "ألفية ابن مالك" التي ضمنها مؤلفها كل قواعد النحو والصرف حتى وصل حجمها إلى ألف بيت من بيوت الشعر الموزون والمقفى· وكانت غاية الرجل تيسير استظهار كل تلك القواعد الكثيرة والمعقدة أحيانا، ذلك أن الوزن والقافية يسهلان التذكر ويضبطانه إذ يندر أن يضع المرء كلمة محل أخرى من دون أن يختل الوزن· ورجعت إلى صحاح الجوهري فوجدت: "الألف عدد، وهو مذكر "وهذا ما يصحح خطأ شائعا· أما في "وسيط مجمع اللغة العربية فنجد "الألف : عشر مئات "ويجمع جمع قلة على آلاف، وجمع الكثرة على ألوف، ومنه ""ألوف مؤلفة" ولا يغيب عن فطنة القارىء أن ماحملني على هذا البحث ما يقال ويكتب عن مهرجان يقام في مصر بمناسبة "الألفية" من دون تحديد للمقصود· والغالب أن أصحاب هذا التعبير يعنون الاحتفال بنهاية الألف الثاني لميلاد السيد المسيح إذن أن سنة 2000 هي نهاية القرن العشرين وأول سنة من الألف الثالث هي 2001·

وأغلب الظن أن دعاة الألفية صاغوها ترجمة للكلمة المستخدمة في بريطانيا بهذه المناسبة Millennium· وأحسب هجر الكلمة الانكليزية السائدة thousand يرجع إلى أن الكنيسة أبقت هذه الكلمة اللاتينية لأنها مستمدة مما جاء في الكتب المقدسة حول المدة التي سيحكم فيها السيد المسيح أرض الله الواسعة بعد عودته إليها، وهي بطبيعة الأمور سنوات محبة وسعادة ورخاء وظلت تلك الكلمة في الذاكرة الأوروبية ممزوجة بتلك المعاني والأماني الرائعة، وليس في هذه الاستعارة من التاريخ الكنسي الغربي ما يستغرب، فقد قامت النهضة في أوروبا داعية لتحقيق جنة على هذه الأرض بالعلم المتنامي والعمل الدؤوب، والعودة إلى التعبير المشحون بالخير والعواطف الكريمة يريد أن يزرع بين البشر أن هيمنة الرأسمالية الكوكبية بإلغائها الحدود والانتقاص من شأن الدولة القومية وتقديس "السوق" هي قفزة ضخمة على الطريق إلى الجنة الموعودة على الأرض·

أما نحن في هذا الجزء من العالم يمكن أن نحتفي مثلا "مع بعض التأخير" ببداية الألف السادس على توحيد مصر "3200 قبل ميلاد السيد المسيح" تلك الوحدة الإقليمية التي لم تنقسم منذ ذلك التاريخ مما يعطيها محلا فريدا في تاريخ الحضارة البشرية·

ومن اليسير حساب رأس السنة في التقويم المصري القديم إذ إن التقويم القبطي حفظها لنا، وبأسماء شهور السنة كما كانت، ولما كان للمسيحية في مصر تاريخ مجيد فلنشترك جميعا في الاحتفاء بذكرى عام الشهداء الذي هو بداية التقويم القبطي "عام 284 بعد مولد المسيح ومن ناحية أخرى لماذا لا نعد منذ الآن بالاشتراك مع كل مسلمي العالم "1.1 مليار نسمة" لاحتفاء عالمي بمرور 1450 عاما على الهجرة النبوية الشريفة؟ إن مولد السيد المسيح حدث جلل غيّر تاريخ البشرية تغييرا عميقا يجب الاحتفاء به في كل أرجاء الأرض، أما "الألفية" الكوكبية التي تحتفي بنجاحها في استغلال شعوب الأرض وخيراتها فكيف نهلل لها ونحن فيها كالأيتام في مأدبة اللئام·

�����
   

محطات انتخابية:
فوزية أبل
لا ديمقراطية بدون أحزاب:
محمد مساعد الصالح
مساعدة شعب كوسوفا:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
جاهلية "أنصار الشورى":
د.مصطفى عباس معرفي
رسالة إلى الناخب(3):
يحيى الربيعان
دروب السلام!:
عامر ذياب التميمي
لا ألفية في العربية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الشكوى الإماراتية!!:
سعاد المعجل
الوصايا العشر.. للسلطتين التنفيذية والتشريعية!:
د· بدر نادر الخضري
الإمام الخميني: مجدد الإسلام في القرن العشرين (2-2):
د. عمران حسن محمد
الصناديق الدبلوماسية:
مال الله يوسف مال الله
أسرار تنشر لأول مرة (الحلقة 3)
من داخل الزنزانة قصي وكلبه "الحَكَم" حالة هستيرية!:
حميد المالكي