| مشاعر الفرح كانت تنتاب لاجئي كوسوفا وهم يتابعون القوات الدولية التي دخلت بلادهم بعد خروج الصرب منها·
وكانت مشاعر الفرح تختلط مع الدموع والابتسامة لتسجل انتصارا جديدا لتحرير شعب آخر كان يعاني من ظلم وقع عليه ولم يستطع رفعه إلا بمساعدة دولية·
وشاهد العالم أجمع ترحيب الشعب هناك بمقدم طلائع هذه القوات والتي من المفترض أن تفرض السلام على هذا الإقليم بعيدا عن اعتداءات الصرب الذين تركوه حسب الظاهر الى الأبد لأن شعب كوسوفا لن يستطيع العيش مرة أخرى مع وجود الصرب وبالتالي لا بد من احترام رغبتهم باستقلال إقليمهم أو على الأقل الحكم الذاتي المطلق والمصاحب مع بقاء القوات الدولية في الإقليم الى أجل غير مسمى·
وتبقى الأولوية الآن كما عبر عنها أحد جنود جيش تحرير كوسوفا هي عودة اللاجئين الى ديارهم بعد أن يستتب السلم والهدوء في الإقليم، وهي عودة تحتاج الى مساعدات دولية متنوعة، ووجود فرق المساعدات الإنسانية أمر ضروري للمساعدة الآن وهنا لا بد للدول العربية والإسلامية أن يكون لها دور كبير وواضح في هذا الأمر خصوصا أنه لم يكن لها أي دور في تحرير الإقليم من الصرب عسكريا!
كما أن المطلوب من الكويت أن تبادر هي الأخرى حكومة وشعبا لمد يد العون لهذا الإقليم المنكوب وأن يكون لجمعية الهلال الأحمر الكويتية التي عرفت بمساعداتها المتواصلة الدور البارز وكذلك للجمعيات الخيرية، وحبذا أن يتواجد فريق من الكويتيين هناك وأن يقيموا معسكرا للمساعدات الإنسانية والطبية كما فعلت دولة الإمارات العربية، ففي ذلك أبلغ الأثر في توطيد عرى الصداقة والمحبة بين شعب الكويت وشعب كوسوفا خصوصا أننا كشعب قد مررنا بما يشبه تلك المأساة التي يمر بها أهالي كوسوفا المسلمون الآن·
وبعيدا عن أي توتر أو سلبيات قد يطرحها البعض بشأن العمل الخيري الكويتي لا بد أن نبرز هذا الجانب في شعبنا والذي عرف به على مدار تاريخه الطويل من حب لعمل الخير ومساعدة الآخرين بالإضافة الى أن ذلك واجب إنساني وإسلامي في المقام الأول، كما أن للمرأة الكويتية الدور الواضح الذي يمكن أن تقدمه في مساعدة أختها المسلمة من شعب كوسوفا لتخفف عنها معاناتها وتساعدها للعودة الى مواصلة حياتها من جديد وبذلك نضرب للعالم درسا بليغا للدور الكويتي في مساعدة الآخرين حين تتعرض دولهم ومجتمعاتهم للأضرار، وهي سمة طيبة من سمات المجتمع الكويتي علينا أن لا نتخلى عنها· |
