رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 - 8 ربيع الأول 1420هـ - 19 - 22 يونيو 1999
العدد 1381

جاهلية "أنصار الشورى"
د.مصطفى عباس معرفي

ميزة النظام الديمقراطي أنه يعترف حتى بالآراء النشاز، ومفخرة الحكم التعددي أنه لا يرفض حتى الأفكار المعادية له، ومن الركائز الأساسية أن النظام يستوعب حتى الذين يكفرون به· فقد طلعت علينا في الأسبوع الجاري أبواق مجموعة جديدة - قديمة عرفت نفسها بأنصار الشورى، فوزعت كتيبا أصفر لا يساوي محتواه حتى سعر الورق والطباعة، أنصار الشورى ومن خلال الباب الواسع للديمقراطية يدفعون بفكرة مفادها أن الحكم الديمقراطي ليس إلا حكم الغوغاء والجهلاء، وينادون بالرجوع الى حكم الشورى، وذلك بالطبع حسب فهمهم لحكم الشورى، والذي يرون فيه خلاص المجتمع من كل ما يحيط به من بلاء ونجاته من كل ما يواجهه من معضلات· نظام حكم الشورى، من وجهة نظر أنصاره، هو حكم ما يسمى بأهل الحل والعقد والذي يستحيل تعريفه عمليا، ولم يشهد التاريخ، بما في ذلك تاريخنا الإسلامي تطبيقا كامل النجاح له· فقضية تحديد أهل الحل والعقد، وهم يمثلون في مصطلحنا المعاصر السلطة التشريعية، قضية شائكة وتفترض وجود شخص ما يتمتع بمؤهلات خارقة وتتوافر فيه على أقل تقدير صفات ملائكية يمكنه من خلالها اختيار الأنسب لشغل هذه الوظيفة·

الحاكم، من منظور أنصار الشورى الجديدة، مؤيد بالوحي أو مؤزر بالإلهام الرباني على أقل تقدير، ومن هذا المنطلق فإنه معصوم من الكبائر والصغائر على حد سواء لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، وهي صفات لم يدعيها حتى السابقون السابقون من الصحابة· ففي خطبة تولية إمارة المسلمين يشدد الخليفة الأول أنه ولي على المسلمين وفي يقينه أنه ليس بأفضلهم، ودعا المجتمع الإسلامي الى تصويب مساره إن أخطأ وتعديل دربه إن حاد وتقويم اعوجاجه إن أخطأ الجادة، كما دعاهم الى إعانته على نفسه· هذا القول لم يأت من فرد عادي من المسلمين، بل إن صاحبه هو من نعلم، فما بال "أنصار الشورى" لا يأخذونه أسوة حسنة يقتدون بها ويهتدون بنير فكرها ويسيرون على هدي دربها·

"أنصار الشورى" ليسوا في جوهر الأمر إلا أنصار الحكم الفردي المطلق سواء أعلموا بذلك أم لم يعلموا، فهم دعاة الهرقلية الجديدة والكسروية الحديثة، وهم في هذا لا يختلفون عن هرقليي وكسرويي ما بعد مرحلة الخلافة الراشدة· "أنصار الشورى"، ومن حيث يعلمون أو لا يعلمون، هم دعاة العودة الى جاهلية ما بعد الخلافة الراشدة، أما أنصار الديمقراطية فهم في نهجهم، ومن حيث يعلمون أو لا يعلمون أيضا، دعاة العودة الى الجذور العملية للشورى مع تكييف النظام الشوروي لمعطيات العصر ومتطلبات الزمان·

�����
   

محطات انتخابية:
فوزية أبل
لا ديمقراطية بدون أحزاب:
محمد مساعد الصالح
مساعدة شعب كوسوفا:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
جاهلية "أنصار الشورى":
د.مصطفى عباس معرفي
رسالة إلى الناخب(3):
يحيى الربيعان
دروب السلام!:
عامر ذياب التميمي
لا ألفية في العربية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الشكوى الإماراتية!!:
سعاد المعجل
الوصايا العشر.. للسلطتين التنفيذية والتشريعية!:
د· بدر نادر الخضري
الإمام الخميني: مجدد الإسلام في القرن العشرين (2-2):
د. عمران حسن محمد
الصناديق الدبلوماسية:
مال الله يوسف مال الله
أسرار تنشر لأول مرة (الحلقة 3)
من داخل الزنزانة قصي وكلبه "الحَكَم" حالة هستيرية!:
حميد المالكي