رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 - 8 ربيع الأول 1420هـ - 19 - 22 يونيو 1999
العدد 1381

بلا حــــدود
الشكوى الإماراتية!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

شهدت الساحة الخليجية في الفترة الأخيرة تحركات سياسية واتصالات لتخفيف حدة التوتر في العلاقات بين أبو ظبي والرياض، الذي أثاره التقارب السعودي - الإيراني!! فبينما رأت دولة الإمارات في العلاقات السعودية - الإيرانية مؤشرا على تقاعس دول مجلس التعاون عن الضغط على طهران في قضية الجزر الإماراتية!! رأت المملكة العربية السعودية أن الإمارات كانت سبّاقة لتحسين علاقاتها مع العراق على حساب المصالح الخليجية الشاملة، وأنها رفعت شعار "عفا الله عما سلف" تجاه جرائم النظام العراقي لخدمة مصالحها الخاصة!!

إن خلافات خليجية مشابهة للخلاف السعودي - الإماراتي الحالي، ستبقى دائما عالقة تثور بين الحين والآخر وذلك لضعف في الأساس والبنية التعاونية الخليجية!! فالتعاون الخليجي الذي ترجمته دول الخليج في إعلانها عن قيام مجلس التعاون الخليجي في فبراير 1981، قد قام على إرث من الاختلافات السياسية والخلافات الحدودية والتي لم تحسمها دول الخليج قبل إشهار تعاونها، بل ولم تحرص على طرحها بصراحة وبموضوعية في أي من لقاءات أو اجتماعات المجلس الدورية أو الاستثنائية وبحيث بقيت تلك الخلافات عائقا أمام أي تعاون حقيقي أو أي صيغة أمنية مشتركة!!

لقد تعرضت العلاقات الخليجية ومنذ انهيار السيطرة العثمانية لعوامل مد وجزر، ضاعف منها صراع الدول العظمى فيما بعد ومع ظهور النفط كثروة اقتصادية وسياسية، واتخذت الصراعات الخليجية شكلا جديدا، تمثل في الاستعانة بعوامل وعناصر خارجية لحسم صراعات النفوذ والحدود التي كانت عالقة بين دول الخليج!!

وتقاسمت الولايات المتحدة وبريطانيا منطقة الخليج الى أن بدأت حقبة استقلال دول المنطقة في بداية الستينيات والسبعينيات!! وانتهت معها السيطرة الغربية المباشرة غير أن إرث الخلاف بقي مسيطرا بصورة خلقت مناخا من عدم الثقة بين دول الخليج، كان ولا يزال واضحا في علاقات تلك الدول ببعضها بعضا وبجيرانها الإقليميين!! بل إن مجلس التعاون الخليجي بحد ذاته، لم يكن مشروعا قائما على أساس تعاون حقيقي موجود وفاعل، عبرت عنه دول الخليج بإعلان المجلس ليكون الصيغة الحاضنة لذلك التعاون!! وإنما جاء المشروع ليعبر عن هاجس الخوف وعدم الثقة الذي تكنه المنظومة الخليجية لجيرانها، حيث كان الهدف الحقيقي من ورائه محاصرة إيران الثورة والتي أربكت البنية والمناخ السياسي الخليجي وإسناد العراق وإمداده ليكون حاجزا بين دول الخليج وبين إيران!!

ولعل في تجربة غزو النظام العراقي للوطن ما يؤكد نزعة الخوف وعدم الثقة المتمكنة من العلاقات الخليجية!! فالتعاون الذي شهدته فترة أشهر الغزو وما تبعها من حرب، كان جزءا من إجماع دولي على مجابهة نظام بغداد، وخوفا خليجيا من احتمال امتداد الغزو الصدامي الى كافة دول الخليج!! بدليل عودة الخلافات الخليجية مع جلاء الخطر وزوال أسبابه نسبيا!!

إن الاستياء الإماراتي الأخير للتقارب السعودي - الإيراني، يعتبر جزءا من مسلسل عدم الثقة والخوف الذي تكنه دول الخليج بعضها لبعض، ولعل في تعليق صحيفة "عكاظ" السعودية على أزمة الخلاف القائم ما يؤكد صحة ذلك، حيث علقت الصحيفة قائلة: "إن هناك سوء فهم من الجانب الإماراتي في ما يتعلق بالتقارب السعودي - الإيراني· وبودنا ألا يكون هناك سوء فهم من قبل الأشقاء خصوصا حين يتعلق الأمر بجهودنا لإعادة بناء علاقات قائمة على الثقة وتسخيرها لخدمة قضايا المنطقة"·· إذاً تعترف الصحيفة السعودية بأن العلاقات الخليجية قائمة على الخوف وتفتقد لتلك الثقة التي تعتبر عنصرا أساسيا في أية علاقة كانت!!

لقد ضاعف الغزو العراقي للوطن من درجة الهاجس الأمني الخليجي!! وازدادت حدة الخوف مع تزايد مصادر الخطر وأصبحت دول الخليج أقل تسامحا، وظهر الى السطح إرث الخلافات الخليجية على الحدود والنفوذ، وبدأت دول الخليج في البحث عن حلفاء من خارج منظومة مجلس التعاون!!

لقد سبقت دولة الإمارات دول الخليج الأخرى في إشهار حاجتها الى حليف يقوي من موقعها ونفوذها داخل المجلس التعاوني، فجاء تقربها من نظام الحكم في بغداد ليعبر عن تلك الحاجة!! غير أن العلاقات العراقية - الإماراتية بدت شاذة لأسباب أولها استمرار نظام بغداد في إدارة العراق على الرغم من كل ما سببه ويسببه ذلك من مآس وآلام للشعب العراقي!! لذا فإن أي تعاون في ظل هذه الظروف يعتبر مساهمة مباشرة في إذلال وتدمير الشعب في العراق!! وثاني تلك الأسباب هو أن دولة الإمارات كانت من ضمن من طالهم تهديد صدام حسين· بل لقد أتت في المرتبة الثانية من بعد الكويت في حصة الاجتياح والطموح العراقي!!

إن الشكوى الإماراتية الأخيرة من تطور العلاقات السعودية - الإيرانية شأنها شأن التفاعل والتقارب الإماراتي والقطري مع نظام الحكم في بغداد، تأتي لتعبر عن حقيقة الشك والخوف وعدم الثقة السائد فيما بين دول الخليج والتي لم تنجح وللأسف كارثة ككارثة الغزو في الارتقاء بأهدافها، أو في إنضاج برامجها وخططها التعاونية· فانطلقت تبحث عن الأمن والأمان من مصادر وهمية وهشة!!

�����
   

محطات انتخابية:
فوزية أبل
لا ديمقراطية بدون أحزاب:
محمد مساعد الصالح
مساعدة شعب كوسوفا:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
جاهلية "أنصار الشورى":
د.مصطفى عباس معرفي
رسالة إلى الناخب(3):
يحيى الربيعان
دروب السلام!:
عامر ذياب التميمي
لا ألفية في العربية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الشكوى الإماراتية!!:
سعاد المعجل
الوصايا العشر.. للسلطتين التنفيذية والتشريعية!:
د· بدر نادر الخضري
الإمام الخميني: مجدد الإسلام في القرن العشرين (2-2):
د. عمران حسن محمد
الصناديق الدبلوماسية:
مال الله يوسف مال الله
أسرار تنشر لأول مرة (الحلقة 3)
من داخل الزنزانة قصي وكلبه "الحَكَم" حالة هستيرية!:
حميد المالكي