رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 ربيع الآخر 1425هـ - 26 مايو 2004
العدد 1629

بلا حــــدود
الغبار الأنجلو – أمريكي
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

مع تدهور الأحداث الأخيرة في العراق، وتصاعد حدة العنف والتمرد من قبل بعض الأطراف العراقية، يتساءل البعض عن إمكانية تسليم السلطة للعراقيين في نهاية يونيو المقبل، خاصة في ظل الانقسام الطائفي الذي برز كما لم يبرز من قبل عبر تاريخ العراق·

في مقال نشرته الواشنطن بوست أخيرا يرى الكاتب أن هنالك معوقات قد تعيق تسليم السلطة، وقد بنى الكاتب استنتاجه هذا من خلال مراقبته لفيلق الدفاع المدني العراقي الذي من مهامه دعم الشرطة العراقية، والحفاظ على النظام والقانون بعد انتهاء الاحتلال، فقد كان أداء الكثير من وحدات فيلق الدفاع المدني العراقي في وسط العراق سيئا خلال العصيان الذي اكتسح مختلف أنحاء العراق في الشهر الماضي، وفي بعض وحدات الفيلق بلغت معدلات الهروب من الجندية خمسين في المئة، ووفقا للتقديرات ستكون 16 من أصل 36 كتيبة لفيلق الدفاع المدني جاهزة بحلول نهاية يونيو، وإذا ما عجز فيلق الدفاع المدني العراقي عن السيطرة على الأمور فبإمكانه الاستعانة بالجنود الأمريكيين والبريطانيين الباقين في العراق، وهو أمر يرى فيه الكاتب مسألة حتمية، لكنها قد تقوض شرعية الفيلق بنظر العراقيين·

إن تدهور الوضع في العراق بهذه الصورة والسرعة لا شك أنه سيكون عقبة في وجه مشروع تسليم السلطة الى العراقيين، فإلى ما بعد سقوط تمثال ساحة الفردوس بدا الوضع مهيئا لاستقرار مستقبلي، وبدأت الحياة تدب في الأطراف العراقية، وبدأ الناس داخل العراق وخارجه يحلمون بالفرص الاستثمارية التي ستوفرها عودة العراق الى الساحة الدولية السياسية والاقتصادية وبدأ "كابوس المستنقع العراقي" الذي كان مجرد افتراض في البداية، بدأ يتشكل في الذاكرة الأمريكية ويعيد الى الأذهان مشاهد فيتنام المأساوية وذلك مع وصول الخسائر البشرية الأمريكية والبريطانية الى ما يقارب السبعمئة قتيل والآلاف من الجرحى ناهيك عن فضيحة "سجن أبو غريب" التي أعادت صورة "الأمريكي القبيح" لتسود ليس في العراق ولا في العالم العربي وحسب وإنما في أمريكا وأوروبا كذلك·

وسط هكذا مشهد، كيف سيكون بالإمكان تسليم السلطة للعراقيين في الشهر المقبل؟ ومن سيكون المرشح لتسلم هذه السلطة في ظل الصراع الطائفي والعرقي الآخذ في الازدياد؟ وعلى من ستستقر السياسة الأمريكية في وضع أسس الشرعية في العراق، خاصة بعد أن أصبح مجلس الحكم يشكل مشكلة لأمريكا التي ما إن تسع الى تقريب السنة، حتى يثور الشيعة وما إن تعمل على حل المؤسسة العسكرية وقيادتها البعثية، حتى تصطدم بعجزها عن معالجة الوضع في الفلوجة والنجف من دون الحرس القديم من البعثيين فتعيد بذلك بناء ما حلّته مسبقا·

قبل الحرب على العراق، كان الحديث يدور حول الاستعدادات الأمريكية فائقة الدقة لاحتواء حالة الفراغ التي سيخلفها سقوط صدام وحزبه، وكانت تلك التفاصيل تتعرض لأدق الأمور بما في ذلك الأغاني الوطنية لمرحلة ما بعد صدام، ولون زي الشرطة وسياراتهم وشكل العملة والعلم العراقيين، الى آخر ذلك من مظاهر السلم والاستقرار، الآن حلت مكان تلك التفاصيل السلمية، تفاصيل كانت خارج التريبات الأمريكية كمواجهة الصدر، ومعارك الفلوجة، وفلول القاعدة التي تسللت الى المشهد العراقي، أضف الى ذلك التصفيات السياسية العربية - العربية التي استوطنت البقعة العراقية بعد إغلاق الأجواء اللبنانية أمامها·

لقد أثارت الحسابات الأمريكية الخاطئة غبارا يفوق في حلكته الغبار الصدامي البائد·· وأصبح العراق - وللمرة الأولى في تاريخه - على شفا هاوية التصادم الطائفي الذي يحتمي في العتبات المقدسة مهددا بترحيل هذا الصراع الطائفي الى سائر الدول الإسلامية!! ومسؤولية إزالة هذا الغبار العالق في سماء العراق تقع على الولايات المتحدة وبريطانيا باعتبارهما صاحبتي مشروع "الحرية للعراق"·· لكي لا يأتي يوم يترحم فيه العراقيون على الغبار الصدامي·· مقارنة بالغبار الأنجلو - أمريكي!!!

 

suad.m@taleea.com

�����
   

آخـر وقـفة
(قمة) التراجع المنظم:
د·أحمد سامي المنيس
الالتزام الدستوري:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الغبار الأنجلو – أمريكي:
سعاد المعجل
ألا يستحق الحياة؟:
محمد بو شهري
التجربة الفردية بين "العيب" و"الحرام"!:
فهد راشد المطيري
المثالب الديمقراطية:
يحيى الربيعان
شكرا·· الشيخ صباح أوقف الفحش الفكري!:
بدر نادر الخضري
"وسعوها في قريش تتسع":
عبدالخالق ملا جمعة
الإصلاح الإنساني
من الخارج أفضل من الداخل:
فيصل العلاطي
المنطقة والمستقبل!:
عامر ذياب التميمي
الكويت والديمقراطية:
المحامي نايف بدر العتيبي
العرب والديمقراطية:
د. محمد حسين اليوسفي
الإرادة الدولية تتحدى أمريكا:
عبدالله عيسى الموسوي
أيها الإرهابيون·· بأي إسلام تدينون ؟:
المحامي د.عبدالله هاشم الواكد
المقاومة·· مقارنات ودروس:
د. جلال محمد آل رشيد
المجموعات السيادينة وأزمة الهـوية الوطنية:
خالد عايد الجنفاوي
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد:
حميد المالكي
قدسية العلم الوطني:
رضي السماك