رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 ربيع الآخر 1425هـ - 26 مايو 2004
العدد 1629

العرب والديمقراطية
د. محمد حسين اليوسفي
alyusefi@taleea.com

المنطقة العربية هي آخر معاقل الاستبداد بعد أن غطت موجة الديمقراطية أقطار العالم ولفتها، فمن كان يصدق أن تتحول البرازيل والأرجنتين وشيلي الى النظام الديمقراطي، بل من كان يدور في خلده أن نظام بول بوت الرهيب سيسقط وسيتبعه حكم ديمقراطي نابع من تجربة كمبوديا المرة، وكان يفسر استعصاء المنطقة العربية بأنظمتها الاستبدادية على الأخذ بالديمقراطية هو أنها حليف للغرب وبالذات لأمريكا وأن الأخيرة تغض الطرف عن تلك الأنظمة لما تحققه لها من مصالح أولها تدفق النفط الرخيص وثانيها العلاقة مع إسرائيل وتحديدا بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، وقد تكون هذه الحجة بها الكثير من الوجاهة، إلا أنها لا تستطيع أن تفسر العوامل الداخلية التي حالت دون تطور الفكر والبنى الديمقراطية في المجتمع العربي، ولعل هذه الحجة قد ضعفت أقصد حجة عدم اكتراث الغرب بتشجيع النظم الديمقراطية في البلاد العربية - أقول، لقد ضعفت تلك الحجة بعد أن تبنت الولايات المتحدة شعار الديمقراطية في الشرق الأوسط، ونحن هنا لا نناقش مدى جدية هذا الشعار وهل ستلتزم به الإدارات الأمريكية الحالية والمقبلة، وأي نوع من الضغوطات ستمارسه تحقيقا لتلك الشعارات، بل ما نقوله إن الولايات المتحدة - على المستوى الدعائي على الأقل - قد أصبحت في صف الديمقراطية وانتشارها في المنطقة، لكن ما نراه وما نتلمسه هو هذا الرفض الشديد لأطروحات الإصلاح من قبل الأنظمة بدعوى أنها إصلاحات مفروضة من الخارج، ودعوى هؤلاء باطلة لأن السواد الأعظم منهم يعتمد على أمريكا في بقائه في السلطة عبر أشكال الدعم المختلفة، وعليه، فإن هذا الرفض إنما يؤكد الحجة المضادة التي تقول إن غياب الديمقراطية في الوطن العربي وتخلف الأنظمة العربية عن ركب الديمقراطية إنما هو لعوامل داخلية مستقرة في بنية المجتمعات العربية وتركيب السلطة فيها وثقافتها السائدة، وبالتالي، فإنه من دون عمل جدي على الصعيد الداخلي بتنظيم الجماهير وتثقيفها بفكر ديمقراطي متنور وبنقد حقيقي لنسق القيم السائد فإننا لن نحصل على نظام ديمقراطي قابل للاستمرار والتطور، رغم أننا قد نحصل على حق تنظيم انتخابات، وقد نتمتع ببعض الحريات الصحافية، أو حريات أخرى، كما هو جار في كثير من الدول العربية، ذلك أن تداول السلطة معدوم فيها، والحريات ناقصة، وحقوق الأقليات مهضومة، والمرأة بعيدة عن المعترك السياسي، بل إن الثقافة السائدة المتمثلة في المناهج المدرسية والخطاب الإعلامي والتثقيف الديني الرسمي لا تمت بصلة لخلق مواطن متبن للمبادئ الديمقراطية·

لا بد إذن من كسر الحلقة الفارغة لغياب الديمقراطية في الوطن العربي بتعميق الثقافة الديمقراطية ونشرها بين الجماهير العربية، ونقد النزعات التسلطية الكامنة في ثقافتنا، وعدم الاكتفاء بمظاهر الديمقراطية كالعملية الانتخابية وبعض الحريات الصحافية، بل النضال من أجل تطبيق جوهر الديمقراطية وهو حكم الشعب لنفسه·

 

alyusefi@taleea.com

�����
   

آخـر وقـفة
(قمة) التراجع المنظم:
د·أحمد سامي المنيس
الالتزام الدستوري:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الغبار الأنجلو – أمريكي:
سعاد المعجل
ألا يستحق الحياة؟:
محمد بو شهري
التجربة الفردية بين "العيب" و"الحرام"!:
فهد راشد المطيري
المثالب الديمقراطية:
يحيى الربيعان
شكرا·· الشيخ صباح أوقف الفحش الفكري!:
بدر نادر الخضري
"وسعوها في قريش تتسع":
عبدالخالق ملا جمعة
الإصلاح الإنساني
من الخارج أفضل من الداخل:
فيصل العلاطي
المنطقة والمستقبل!:
عامر ذياب التميمي
الكويت والديمقراطية:
المحامي نايف بدر العتيبي
العرب والديمقراطية:
د. محمد حسين اليوسفي
الإرادة الدولية تتحدى أمريكا:
عبدالله عيسى الموسوي
أيها الإرهابيون·· بأي إسلام تدينون ؟:
المحامي د.عبدالله هاشم الواكد
المقاومة·· مقارنات ودروس:
د. جلال محمد آل رشيد
المجموعات السيادينة وأزمة الهـوية الوطنية:
خالد عايد الجنفاوي
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد:
حميد المالكي
قدسية العلم الوطني:
رضي السماك