الحمد لله على نعمة الإسلام دين السلام ودين الأخلاق، الذي ما بعث رسولنا الكريم إلا ليتمم مكارمها، وهو دين الرحمة والإنسانية لبني البشر كافة، (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فلم يخص الإسلام برحمته المسلمين بل،جاءت دعوته للرحمة تحمل معنى عالميا، يشمل جميع الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم·
إن الإسلام نظام حياة وسلوك اجتماعي ومعاملات، بنيت على أعلى قدر من احترام الإنسان لأخيه الانسان، واحترام الكرامة الإنسانية المتأصلة في جميع أفراد الجنس البشري،فالخالق عز وجل خص بني آدم بالتكريم (ولقد كرمنا بني آدم…) فهذا التكريم الرباني لم يقتصر على المسلمين دون غيرهم،حتى أن الله عز وجل أمر رسوله الكريم في دعوته للناس بالإسلام أن يكون لطيفا معهم، وأن يستعمل أسلوب الحوار العقلاني الهادئ والإقناع (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)·
هذا الإسلام العظيم الذي لن تسعفنا هذه المقالة ولا غيرها، لذكر اليسير اليسير من تعاليم رحمته ومحافظته على الإنسان وحياته، التي منع الاعتداء عليها بغير حق، أصبح الآن وللأسف يستغل وترتكب أبشع الجرائم باسمه،فها هم حفنة من الإرهابيين يستغلون الدين لتنفيذ مخططات شريرة لهم،لا تخدم الإسلام لا من قريب ولا من بعيد، بل أساءت للإسلام أبلغ إساءة، فأصبحنا نوسم كمسلمين بالإرهاب والقتل والتدمير، وأصبح كل مسلم إرهابي ما لم يثبت العكس·
إذا ما أردنا أن نتساءل وبمنطقية وعقلانية كما عودنا الإسلام، فهل تعتبر التفجيرات التي تمت في المجمعات السكنية والمرافق الحكومية في المملكة العربية السعودية الشقيقة أعمالا يرضى عنها الإسلام ويباركها؟إن الإسلام ينهى عن قتل الأبرياء والأطفال والشيوخ،حتى أنه نهى عن قطع الشجر،وبشكل عام لم يبح إلا قتل العدو الذي يحمل السلاح في وجه الجيش الإسلامي،بينما ضحايا هذه التفجيرات هم من السكان الآمنين بمن فيهم الأطفال والشيوخ والنساء، ومنهم موظفو إدارات مدنية من عامة الشعب السعودي،الذين يسهرون على خدمة أبناء وطنهم، فما هو الإسلام الذي رفعتم لواءه أيها الإرهابيون عند قيامكم بهذه الأعمال الإجرامية؟ وما الفائدة التي جناها الإسلام من نتائج أعمالكم؟
ونعود لنكرر التساؤلات نفسها عن الأعمال الإرهابية التي كان يحضّر لها هؤلاء المجرمون في الأردن، فمن المناطق التي كانت مستهدفة بأعمالهم، المدارس والأماكن العامة، وخطط أيضا لاستعمال أسلحة كيماوية لإيقاع أكبر عدد من الأرواح البشرية البريئة،لا بل ماذا جرَّت تفجيرات مركز التجارة العالمي في نيويورك على العالم الإسلامي؟ وأي جهاد تدعونه بقيامكم بمثل هذه الأعمال؟
برغم كل الدنس الذي تقترفونه باسم الإسلام، فإن ثوب الإسلام لن يتسخ به فكل نفس (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)ويبقى الإسلام عظيما بتعاليمه وإنسانيته، نابذا لكل أشكال التطرف والعنف،وهو براء من تصرفاتكم الإجرامية هذه·
ü كاتب أردني-عمّان |