رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 رمضان 1425هـ - 27 اكتوبر 2004
العدد 1651

بلا حــــدود
الأكذوبة!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

تصريح رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي بشأن النهج الديمقراطي هو بلا شك تصريح خطير، فالرئيس الإصلاحي الفاضل يرى أن الديمقراطية أكذوبة، وأن الهدف منها تفرد الحزب بالحكم وبمقدرات البلد، وأنه ليس هناك ديمقراطية، بل هناك دين إسلامي متكامل يمنح كل ذي حق حقه وفق الشريعة الإسلامية، وهذا التصريح لا يقل خطورة عن تهديدات السادة عذبي وطلال الفهد لجريدة "الطليعة" بسبب اختلاف "الطليعة" مع رأي هؤلاء السادة في أسلوب معالجة وإصلاح الحركة الرياضية في الكويت!!

رئيس جمعية الإصلاح لا يملك الحق في التنازل أو التراجع بهذه الصورة عن مكتسبات كويتية وطنية، وعن حقوق حرص أهل الكويت على التمسك بها حتى في أحرج المواقف وأقسى التجارب!! وأيضا لا يملك الإخوة الفهد حق انتهاك تلك المكتسبات من خلال الالتفاف على أسلوب الحوار العقلاني والناضج الذي ارتضاه أهل الكويت جميعهم ليكون الفيصل في حواراتهم واختلافاتهم واللجوء الى ديكتاتورية الحوار والتهديد الطائش!!

إن الديمقراطية التي نبذها الرئيس الإصلاحي والإخوة الفهد، هي إرث أهل الكويت الذي ورثوه عن أجيال ناضلت في سبيل إحقاق هذا الحق، والسير في الطريق الديمقراطي السوي الذي دوّنه ورسخه رجالات الكويت بجهدهم ومعاناتهم وأرسوا لبناته التي لا نزال نبني ونشيد فوقها·

إن الديمقراطية التي وصفها رئيس جمعية الإصلاح بكونها أكذوبة مهدت لها حركات تنويرية اتخذت من أرض الكويت مهدا لها، وتشكلت على ضوئها يقظة فكرية ووطنية، قادها رجال "الكتلة الوطنية" الذين وضعوا برامجهم وأقسموا على الإخلاص لما تضمنته تلك البرامج من أهداف ومبادئ تلخصت في المطالبة بقيام مجلس تشريعي على أساس انتخابات حرة شريفة، وأيضا على أن تناط بهذا المجلس كل الصلاحيات للإشراف على تنظيم شؤون الإمارة·

ولتتكلل تلك الجهود في ليلة ثلاثين من ربيع الثاني عام 1357 الموافق ميلاديا عام 1938 بصياغة مطالب "الكتلة الوطنية" الديمقراطية في خطاب وجهوه الى الشيخ "أحمد الجابر" ليخرج المجلس التشريعي بعد انتخابات نزيهة متوجا مسيرة الكويت الديمقراطية!! ولينعكس ذلك فيما بعد على سائر الشؤون الكويتية!!

إن "الأكذوبة" التي تحدث عنها رئيس جمعية الإصلاح وتجاوزها الإخوة الفهد هي ما ميز تاريخ الكويت عن سائر دول المنطقة، وبسبب تلك "الأكذوبة" وقف العالم باحترام مؤيدا ومساندا للكويت في محنتها إبان غزو النظام العراقي، ولولا تلك "الأكذوبة" لما تجمع أهل الكويت في مؤتمر جدة، محصنين ضد الكارثة بنهجهم الديمقراطي، ومتعاضدين بما رسموا لأنفسهم من نهج حكيم تقوم أساساته على احترام متبادل بين الحاكم والمحكوم، وتقدير لكل الرؤى والآراء·

انتهاكات الإخوة الفهد، وشيخ جمعية الإصلاح لا يجب أن تمر عابرة كأي اختلاف طارئ، بل يجب التوقف عندها مليا، والتعامل معها بنضج يتفق وخطورتها على ذلك الإرث التاريخي المشرف والناصع·

لقد سبق لأهل الكويت أن دافعوا عن مسيرتهم الديمقراطية في طور نشأتها الأولى حين اعترضتها بعض الشوائب وكما حدث مع القنصل البريطاني ديكوري آنذاك والذي لم يكن يتصور أن يكون بين الكويتيين من يملك زمام الرأي أو يحسن التصرف في الأمور، بل ولم يكن يتخيل أن يستغني المجلس عن مشورته والانصياع لحكمه، وبدأ يتحفظ مع المجلسيين ويبالغ في تأكيده لحقوق الحكومة الإنجليزية المكتسبة، وذلك حين بدت له تلك الروح الاستقلالية من جانب المجلسيين وحرصهم على السير بشؤون الكويت سيرا مستقلا نزيها حازما لا تردد فيه ولا وجل!!

إن مسيرة الكويت الديمقراطية هي ثروة وطنية تفوق في أهميتها ثروة النفط والمال، والحفاظ عليها واجب وطني لا يقتصر الدور فيه على أهل السياسة وحدهم، بل يشاركهم في ذلك كل مواطن يتمتع بحرية الحديث بلا خوف، والتحرك بلا رهبة، والكتابة والخطابة بلا تهديد!! فكل هذه مكاسب أمنتها ديمقراطية أهل الكويت التي يرى فيها البعض "أكذوبة"·· والبعض الآخر تطاولا يستدعي التهديد·

suad.m@taleea.com

�����
   

شفافية فساد الحكومة:
د·أحمد سامي المنيس
صح النوم:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تكفه يامخلد..
تكفه يالحماد:
عبداللطيف الدعيج
الأكذوبة!!:
سعاد المعجل
الحقيقة نور:
محمد بو شهري
من هم المتخلفون؟:
فهد راشد المطيري
الدين والقبيلة "والطريق إلى كابول":
د. سامي عبدالعزيز المانع
التحدي الحضاري!:
عامر ذياب التميمي
ISO الداخلية و السلطة واو:
مسعود راشد العميري
محاربة الفساد:
المحامي نايف بدر العتيبي
مجازر "أيام الندم":
عبدالله عيسى الموسوي
ماذا تريد أمريكا من إيران؟:
موسى داؤود
"موو بس بالكلام"!:
عبدالخالق ملا جمعة
هل للفساد من نهاية؟:
عبدالحميد علي
صناعة الحياة أم الكراهية؟:
فيصل عبدالله عبدالنبي
دروس إغلاق "العروبة" البحريني:
رضي السماك