في موقع الداعية عمرو خالد على الإنترنت يوجد مشروع تحت اسم "صناع الحياة" وبه قسم رسومات اسمه "ضحكة ولها معنى" تتكلم عن الطموحات العربية، فوجدت رسمة بعنوان "حلمنا لأمتنا·· حلمنا 2030" تتحدث عن أهداف عجيبة، إذ تصور المكان الخاص لختم الجوازات في المطار للقادمين، فيوجد لافتة كتب عليها "أي مواطن عربي" ويقف تحتها شرطي مبتسم يمرر بسهولة كل من يحمل جواز عربي، وبجانبه "كابينة" يجلس بها شرطي مكفهر الوجه كتب عليها "حاملو جوازات غير عربية" ويقف الأجانب طابورا طويلا ينتظرون مرورهم!
البعض يتساءل: هل طموحات وأحلام "صناع الحياة" هي أن نضطهد الآخرين ونعرقل مرورهم ونعبس في وجوههم وهم جاءوا لزيارتنا؟ يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: "ثقافة المرء هي تحدد سلوكه" في بريطانيا صناع الحياة البريطانيون لا يفرقون بين بني البشر في مطاراتهم ما دامو يحترمون القانون والنظام حتى لو وجدت قسما خاصا للمواطنين البريطانيين، ولكن لا تجد حلمهم بأن يعبسوا بوجه الأجانب وتأخيرهم وإذلالهم من غير مبرر، فلماذا نجد بعض صناع الحياة بالعالم العربي والإسلامي يتكلمون عن المثاليات ولكن عندما تدقق بطموحاتهم تجدها مليئة عقدا نفسية تريد تحطيم وذل الآخرين حتى في المطارات، هذا يدل على أن كثيرا من الحركات المتلبسة بلباس الإسلام والإسلام منها بريء، هي مهما تلونت وتشكلت وظهرت بأناقة وجمال فهي تخفي وراء هذا الثوب الأنيق غول الكراهية وإلغاء الآخر ومحاولة ذل كل من ليس على شاكلتهم، ليتهم قبل أن ينصبوا أنفسهم صناعا للحياة أن يحاولوا صناعة أخلاق وعقول تقتدي بقول الله عز وجل: "ولقد كرمنا بني آدم" فلم يقل كرمنا العربي فقط أو من لحيته طويلة، بل كرم كل إنسان، أتصور أن الغرب تطور لأنه فهم هذه الآية ونتائج تطبيقها، ولذلك مبدعونا ومفكرونا يهربون لهذه الدول التي تعز من التجأ إليها ولا تحلم أن تذل الآخرين بطوابير، يذكر المفكر السوري خالص جلبي كلام القاضية الكندية عندما هاجر الى كندا إذ قالت لهم: "دخلتم هذه القاعة مهاجرين وتخرجون منها مواطنين مثلي لا أتميز عنكم بشيء (···) ادخلوا هذا البلد آمنين، واعتنقوا الدين الذي به تؤمنون، وتنقلوا واعملوا في أي مكان تحبون، وادخلوه وغادروه في اللحظة التي ترغبون، تعلموا قول الحق والعمل به وفي ذلك لومة لائم لا تخشون، علموا أولادكم ذلك وعلى محاربة كل ألوان التمييز العنصري والجنسي كونوا حريصين، والآن قوموا فليسلم بعضكم على بعض فقد أصبحتم بنعمة الله إخوانا"، العجيب أننا نجد الأخلاق السامية في الغرب وكأن الإسلام الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق نزل عليهم، والأخلاقيات التي نهى عنها الإسلام تجد كثير منها في العالمين العربي والإسلامي·
machaki@taleea.com |