رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 رمضان 1425هـ - 27 اكتوبر 2004
العدد 1651

التحدي الحضاري!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

يتسم شهر رمضان المبارك بلمحات خاصة في مختلف المجتمعات الإسلامية وإن توحدت العبادة والقيم الإيمانية، ويعتني الأجانب كثيرا بطقوس رمضان ولذلك فإن الكثير منهم يحاول أن يفهم كيفية التعامل مع المسلمين خلال هذا الشهر، ويحاول بعض رجال الأعمال تجنب السفر إلى بلاد المسلمين خشية من تعكير صفاء عباداتهم بارتباطات أعمال على أن تؤجل إلى ما بعد شهر الصيام·

ولا شك أن فترة الصيام قد تؤثر كثيرا على الأداء في الأعمال وتحتم انخفاض المجهود العملي إلا أن عددا من المسلمين يستغل هذه الفترة للتقاعس عن الأداء بالمستوى اللائق· وما من شك أن امتحان رمضان يمثل تحديا حضاريا للعرب والمسلمين في مواجهة المسؤولية، حيث إن السؤال المطروح هو: هل تمثل العبادات قيدا على الأداء المهني أو العملي؟ وهل يجوز استخدام تلك العبادات للنكوص عن أداء الواجبات؟ ولابد أن مختلف شعوب الأرض من مختلف الديانات قد مرت بامتحانات مشابهة إلا أن جل تلك الشعوب قد تجاوزت تلك الامتحانات بنجاح وبتقدير مرتفع حيث لم يعطلها تدينها عن أداء واجباتها الدنيوية والانطلاق بمسيرة التنمية بنجاح بين، ولابد من التذكير بأن الشعوب المسيحية مرت بمحنة كبيرة خلال العصور الوسطى نتيجة لهيمنة الكهنوت والكنيسة على مقدراتها لحقب زمنية طويلة، لكن تلك الشعوب استجابت لدعوات المصلحين من رجال الدين المسيحيين مثل مارتن لوثر، الذي تمكن من تطوير منظومة قيم مجتمعية دفعت تلك الشعوب نحو النهضة والتطور والخروج من عبادة الكهنوت الديني المتزمت، ولا يمكن للمرء إلا أن يعترف بأهمية الدور الذي لعبه مارتن لوثر في تطوير المجتمعات الأوروبية، والتأثيرات التي ساهمت فيها ثورته في إنعاش الفكر والثقافة والبحث العلمي، وهذه التأثيرات مازالت أساسية ويمكن اعتبارها أهم مرتكزات التنمية الحديثة والتي مكنت المجتمعات المتقدمة من الوصول إلى المستويات التقنية والصناعية الراهنة·

وإذا كنا في المجتمعات العربية والإسلامية مجرد متلقين لنتاج الحضارة الإنسانية، حيث تثبت الدراسات والبحوث المتعمقة بأننا لم نقدم مساهمات تذكر على مدى القرون القليلة الماضية، فهل يمكن أن نطور قيمنا وتراثنا للتواصل مع التقدم العلمي والحضاري؟ ثم هل يمكن لرجال الدين أن يصلحوا العلاقة بين الدين والحياة المعاصرة لتصبح المجتمعات المسلمة أكثر فعالية في الحياة الإنسانية؟

ولابد من التذكير بأن ما يجري على أرض الواقع وانتشار العنف والإرهاب المدفوعين بالفكر المتطرف قد جعل علاقة المسلمين، والعرب خصوصا، مع شعوب الأرض الأخرى أكثر من متوترة وتتسم بالشكوك· إن المطلوب من رجال الدين، وهناك الكثير من المتنورين منهم والذين يحملون فكرا تقدميا لا غبار عليه، هو تأصيل التلاقح بين  الفكر الإسلامي والفكر الإنساني وتطوير العلاقات من خلال اللقاءات والحوارات، كذلك يجب أن يساهم هؤلاء بتفعيل الحوارات في المجتمعات العربية والإسلامية لتلافي الصراعات غير المجدية والتي تعطل عملية التنمية وتعرقل ترشيد الثقافة والفكر· ربما يخطر على بال المرء قيام مؤسسة الأزهر الشريف بالتصدي لعملية الإصلاح الديني في المجتمعات الإسلامية إلا أن الواقع يؤكد هيمنة مجموعة من المحافظين على هذه المؤسسة والتي أصبحت من أدوات الحرب على الفكر الحر والثقافة المتجددة في المجتمع المصري، فكيف يمكن أن ينتج عن هذه المؤسسة الأساسية مصلحون قادرون على مواجهة التحدي الحضاري؟ هل يمكن لنا أن نتوقع بروز شخصيات دينية متنورة بحجم جمال الدين الأفغاني، أو محمد عبده أو رفاعة الطهطاوي أو غيره ممن برزوا في نهايات القرن التاسع عشر أو بدايات القرن العشرين؟ نحن الآن في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ونواجه مشكلات حقيقية في العلاقة بين الدين والحياة ولابد من مواجهتها على أسس عقلانية تمكن الناس من التطور والتقدم نحو أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية أفضل وتمكنهم من حق الإيمان بمعتقداتهم الدينية·

 

tameemi@taleea.com

�����
   

شفافية فساد الحكومة:
د·أحمد سامي المنيس
صح النوم:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تكفه يامخلد..
تكفه يالحماد:
عبداللطيف الدعيج
الأكذوبة!!:
سعاد المعجل
الحقيقة نور:
محمد بو شهري
من هم المتخلفون؟:
فهد راشد المطيري
الدين والقبيلة "والطريق إلى كابول":
د. سامي عبدالعزيز المانع
التحدي الحضاري!:
عامر ذياب التميمي
ISO الداخلية و السلطة واو:
مسعود راشد العميري
محاربة الفساد:
المحامي نايف بدر العتيبي
مجازر "أيام الندم":
عبدالله عيسى الموسوي
ماذا تريد أمريكا من إيران؟:
موسى داؤود
"موو بس بالكلام"!:
عبدالخالق ملا جمعة
هل للفساد من نهاية؟:
عبدالحميد علي
صناعة الحياة أم الكراهية؟:
فيصل عبدالله عبدالنبي
دروس إغلاق "العروبة" البحريني:
رضي السماك