جريمة أيام الندم التي قامت قوات الاحتلال الصهيوني بارتكابها بدم بارد في فلسطين المحتلة تؤكد لنا أن هذا الكيان الغاصب مستمر في سلسلة مجازره الدموية التي بدأها مع النشأة الأولى لهذه الدولة العنصرية·
والمراقب لما جرى في قطاع غزة من مجازر، يتأكد له كم هي وحشية عقلية وممارسات فلول المستوطنين، حيث إن كل منزل في هذا القطاع، شهد قصة مؤثرة، يدمى القلب لها، ففي إحدى الجرائم، أمر قائد وحدة عسكرية بإطلاق النار على طفلة لم تبلغ الثالثة عشرة من عمرها بزعم أنها قد تحمل متفجرات في حقيبتها المدرسية، وبعد التأكد من مقتل الفتاة وأنها لا تحمل أية أسلحة، أمر قائد الوحدة بإطلاق 18 رصاصة عليها والتنكيل بجثة الشهيدة·
وهناك عشرات الجرائم التي وثقتها المنظمات الدولية خلال فترة الأسابيع الثلاثة التي أبيحت فيها مدينة غزة، حيث باتت عمليات قصف المنازل وتوجيه رصاص القناصة للأبرياء وقطع المياه والكهرباء وخطوط الهاتف من الأمور المألوفة لدى الفلسطينيين·
وهناك قصة للطفلة الشهيدة إسلام ماهر التي أطلق عليها الرصاص وهي في فناء منزلها تقوم بعجن الخبز لأسرتها، حيث اختلطت دماؤها الطاهرة بالعجين في مشهد مؤثر أصاب والدتها بالانهيار العصبي·
وسقط خلال هذه المجازر طفلان، كانا يلعبان بالكرة أمام منزل أحدهما، عندما أطلق عليهم أحد القناصة النار بدم بارد، ومن دون إبداء أي أسباب·
وبينما يحتفل المسلمون في أنحاء المعمورة بشهر رمضان المبارك، قامت قوات الاحتلال بقطع الطرق المؤدية الى مدينة غزة وضواحيها لمنع وصول الإمدادات الغذائية الرئيسية في جريمة تفتقر لأدنى الأخلاقيات وتخالف جميع المواثيق القانونية مما دعا 12 منظمة دولية لشؤون الإغاثة لإصدار تقرير موحد يحذر من وقوع مأساة في قطاع غزة·
إن جرائم الاحتلال كثيرة، وتحتاج لمجلدات لتدوينها، والفلسطينيون يواجهون محنة تهدد وجودهم، وما لم يتحرك المجتمع الدولي لرفع المعاناة عنهم، فإن كارثة إنسانية آتية لا محالة، وسيتحمل مسؤوليتها أمام الله والضمير العالمي الحي أولئك المتفرجون الصامتون على جرائم شارون وعصابته ومن ورائهم الإدارة الأمريكية·
abdullah.m@taleea.com |