وقعنا في الخطأ مرتين في المقالة الماضية وعنوانها: "المنيس مصلوبا"·
المرة الأولى حينما ذكرنا أن مذكرات أم سعود: "أربعون عاما في الكويت" قد حوت توثيقا "لأحداث سياسية مهمة كبناء سور الكويت وتهديدات الإخوان ومعركة الجهراء"· والصحيح أن أم سعود وزوجها ديكسون قد سكنا الكويت في العام 1929، حيث شغل روجها منصب المعتمد البريطاني في الكويت إلى العام 1936· أما بناء السور ومعركة الجهراء فكانا في العام 1920، لكنهما عايشا تهديدات الإخوان، ذلك أن تهديداتهم قد امتدت الى العام 1930 حيث استسلم ثلاثة من زعمائهم (الدويش وبن حثلين وبن لامي) في التاسع والعاشر من يناير من تلك السنة· وقد قام ديكسون بإجراء مفاوضات الاستسلام مع هؤلاء الزعماء - كما يشرح بالتفصيل في كتابه Kuwait And Her Neighbours (الكويت وجاراتها) في الفصل السابع· أما سبب هذا الخطأ فإنه يرجع الى أنني كنت أقرأ كتابين في الوقت نفسه: كتاب أم سعود، وكتاب آخر بعنوان: الكويت قبل النفط، وهو عبارة عن مذكرات لطبيب الإرسالية الأمريكية في الكويت واسمه س· ستانلي ماليري· وهذا الكتاب ترجمه أستاذنا الدكتور محمد الرميحي· وماليري هذا قد عايش بناء السور ومعركة الجهراء ولنا وقفة مع مذكراته الشيقة في القريب العاجل·
والخطأ الآخر هو أننا ذكرنا أن الشخص المصلوب كان أحمد المنيس، والصحيح أنه كان محمد المنيس واسمه الكامل - كما ذكره لي زميلنا الدكتور أحمد المنيس - هو: محمد عبدالعزيز عبدالكريم المنيس، وهو عم المرحوم سامي المنيس· أما سبب الخطأ فلا أتحمله بل يتحمله الأستاذ الفاضل المؤرخ سيف مرزوق الشملان، حيث قام بمراجعة كتاب أم سعود: "أربعون عاما في الكويت" وعلق عليه· فقد كنت متيقنا من أن محمد هو الاسم الصحيح لذلك الشخص المصلوب كما تصفه أم سعود، إذ كنت في سني الأولى التي تعرفت فيها على المرحوم سامي المنيس في نادي الاستقلال قد سألته عن أحداث "سنة المجلس" وعن دور عمه· إلا أنني وقفت حائرا أمام ما كتبه الأستاذ سيف مرزوق الشملان في هامش الصفحة 196 بقوله: "إن الرجل المصلوب هو أحمد المنيس"· فقلت في نفسي: لا بد أن يكون أستاذنا الفاضل المؤرخ سيف مرزوق الشملان على صواب، إذ هو حجة في تاريخ الكويت وأنا هاو مبتدئ·
على العموم، جل من لا يخطىء
alyusefi@taleea.com |