أبدى الشعب الكويتي وعيا ناضجا ومسؤولية كبيرة حين تسارع للتضامن وإدانة الأعمال الإرهابية المشينة التي قام بها "خوارج" العصر من تفجير مسجد وضريح الإمامين العسكريين الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما السلام، فلقد كانت الإدانة السريعة من القيادة السياسية بإرسال برقية تعزية واستنكار الى القيادة العراقية صاحبها المهرجانات الجماهيرية التي عقدها المواطنون في الساحات العامة والمساجد والحسينيات واشتراك كل فئات الشعب الكويتي بمختلف توجهاته وتياراته السياسية بإدانة هذا العمل الجبان والقيام بهدم المساجد والأضرحة لأهل بيت النبوة وأولياء الله·· وقامت القوى السياسية هي أيضا بإصدار البيانات التي تدين هذا العمل الإرهابي·
كل ذلك يحدث والكويتيون يتابعون بكل ألم وحسرة ما يحدث من تفجيرات متعمدة يقوم بها بعض عناصر البعث المنهار وزمرة من التكفيريين الذين لا يراعون ذمة ولا حرمة·
إدانة المجتمع الكويتي لتلك التصرفات تعكس أصالة هذا الشعب النبيل وقدرته على التمييز بين الصواب والخطأ والتفاعل مع الأحداث بشكل سريع، ومنع انتقال الفتن من الخارج وإصرارهم على التعاضد وسد ذرائع الاختلاف·
ويسجل لشعبنا الوفي عدم الانجرار وراء الشائعات وأنه على مستوى يرتفع الى الدرجة التي لم تترك أي انعكاسات سلبية على مجتمعنا المترابط رغم أن البعض يحاول إشغال الشعوب العربية بمشاكل جانبية وجرهم للصراع الداخلي·
ولعلنا نعي جيدا أن شعبنا استفاد من تجربة الغزو العراقي وانكشاف الدكتاتور صدام والذي كان يزرع بذور الفتنة بين الشعوب ويحاول أن يحقق أطماعه الدنيئة من إثارة هذه الفتن·
ويبقى علينا أن نظل يقظين ومنتبهين لما يحاك لنا ولمنطقتنا من محاولات زرع الفتنة والاختلافات بين شعوبها حيث إننا قد لدغنا من قبل و"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"· |