أعتقد، ومن وجهة نظري الشخصية، أن سبب تمسك بعض أبناء الشعب ببعض رموز التيار الديني هو نظرية "مابي أروح النار" لأن بعض المتسترين باسم الدين يستغلون الدين لترهيب الناس وتخويفهم، وهذا ما ينعكس على الوجوه التي تصل الى مقاعد البرلمان والتي لا تعرف سوى توجيه التهم للآخرون والتخويف والتهديد بجهنم وكأنهم خزانها للوصول·

وكثيرون من النواب الحاليين يتخذون من نظرية "مابي أروح النار" "وسيلة" للوصول·

أحد الوجوه التي أتحفتنا بصراحة في يوم السبت الموافق 11/2/2006 وتحديدا في جريدة الرأي العام هو النائب فهد الخنة، حيث حمل تصريحه الكثير من السب والشتم الذي يرفضه الإسلام الى تيار من التيارات السياسية التي تخالفه، فقد أخذ النائب توجيه الاتهامات لليبراليين على أنهم كاذبون وغارقون في الفساد وغيرها من الألفاظ التي لا يتوجب على نائب في المجلس أن يتلفظ بها، كما أن الإسلام الذي دائما ما يرفع شعاره هذا النائب، يرفض بشدة أي نعوت وأوصاف سلبية ما لم يكن لدى المدعي دليل بين على ما يدعيه·

وقد انتظرت هذه المدة لكتابة هذا المقال لأني كنت أعتقد بأن هذا التصريح قد يكون مغلوطا وأن يأتي الخنة ليعتذر أو ينكر ما ذكر على لسانه، إلا أن ذلك لم يحدث مما جعلني أتيقن بأنه حديث الخنة دون أي إضافة، والغريب في التصريح التحفة هو أن الخنة ذكر في التصريح نفسه بأنه "يعتبر أي إنسان محافظ على القيم والأخلاق والنزاهة امتدادا للتيار السلفي"؟! وهذا ما يعني بأن الخنة أخرج نفسه من التيار السلفي إلا إذا كانت الأخلاق بالنسبة إليه تعني السب والشتم، فالخنة يتحدث عن تيار السلف حديث الأخلاق والقيم وفي بقية التصريح يوجه الشتم والنعت بالكذب لبعض المواطنين من أبناء شعبه، وأنا بأمانة أجهل ما سيقوله هذا النائب في انتخابات 2007 إذا ما جاءه أحد أبناء دائرته ليقول له بأنه يتبنى توجهات التيار الليبرالي فهل سيجرؤ الخنة حينذاك على نعته بالكذب أم أنه سيستثنيه من الحسابات حبا في الوصول الى مقاعد المجلس؟

والمثير للسخرية أيضا وفي التصريح نفسه بأن الخنة اتهم وزير المالية الأسبق يوسف الإبراهيم بأنه "يمنع عن الكويتيين منحهم قروض الإسكان ويريد حشرهم في شقق ضيقة، وفي المقابل يمنح آلاف الأمتار للإقطاعيين" وهذا ما يعني أن الخنة إقطاعي و"الوسيلة" تشهد بذلك، أما بالنسبة لما تفوه به ذلك النائب بأن الشعب قد أقصى الليبراليين فعليه ألا ينسى بأن الشعب نفسه قد أقصاه من مقاعد المجلس في الدورة السابقة، كما أنه وعلى ما يبدو قد نسي أن من نجح وتفوق عليه في دائرته هو النائب مشاري العنجري! أما بالنسبة لختام التصريح الأعجوبة والذي ذكر فيه بأن الوزراء المستبعدين لم ينجزوا شيئا! فيكفي أحد الوزراء فخرا أنه حول وسيلتك الى ديوان المحاسبة والتي أثبتت وجود الشبهة على المشروع فشكرا لهذا الوزير على هذه الذمة النظيفة·

خارج نطاق التغطية

اليوم الأربعاء مباراة منتخب الكويت الوطني مع نظيره البحريني ضمن تصفيات كأس آسيا، ولأنني معجب جدا بالشاعر دعيج الخليفة وكتاباته التي تسلب الألباب فإنه لا يسعني إلا أن أكتب تيمنا بشاعرنا الكبير:

      يا عيال الأزرق الحلوين

                  نبي نفوز عالبحرين

a_m_khajah@hotmail.com