رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 صفر 1427هـ - 29 مارس 2006
العدد 1721

الاستبداد والحوار
محمد بو شهري
bushehri_33@hotmail.com

في الماضي السحيق كان الحكام والقادة والطغاة المستبدون، يستلمون دفة الحكم بالطرق غير المشروعة، وظهر الاستبداد عند قدماء الإغريق، نتيجة لنمو الصراع بين طبقة من الشعب والطبقة الأرستقراطية، وكان عندما يظفر أحد الحكام بالسلطة بسبب التأييد الذي حصل عليه من قبل بعض الجماهير، يقوم ذلك الحاكم بتشكيل الحكومة، ثم ينقل تلك السلطة تحت تصرفه وإرادته كي يمارس طغيانه وفرمانه على الشعب المغلوب على أمره، وما أشبه اليوم بذلك الزمن التعيس·

في ذلك الوقت الممعن في التقدم، لم تكن كلمة الاستبداد بمفهومها الحالي ولم تتعرض الى أي نقد أخلاقي كما هي الحال الآن، وعند نشوء السلطة الدستورية الديمقراطية تغير المفهوم وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد·

ومن بين الأسماء التي استدللنا عليها من بعض المراجع، توصلنا الى أن الأسماء التي اشتهرت بالاستبداد والتفرد بالحكم في ذلك العهد: بريتندر من كورينث Pretender of Cornith وبستراس من أثينا Pisistratus of Athens، أما في عصرنا الحالي فما أكثر المستبدين، بدءا بذاك الذي يعد نفسه ظل الله على الأرض بصلاحياته المطلقة حتى قيام الساعة، ومن قبله الشاه الحقير المقبور وستالين وهتلر النازي وأخيرا صدام الفاسد ونظامه البائد·

من المعروف أن المستبد لا بد أن يدفع ضريبة استبداده وأن من الجلي والمفهوم أكثر أن من يستبد برأيه يهلك، أن الاستبداد صفة وسمة سيئة وذميمة، وعلى من يتبنى هذا النهج أن يتحمل تبعات فعلته الشنيعة بحق نفسه ومجتمعه، وفي هذا الصدد يقول الشاعر والروائي والعالم الألماني المشهور غوتة: "إن الذهب من أكثر الأشياء إشراقا، ولكن ضوء النهار أكثر إشراقا منه، بينما الحوار هو الأكثر إشراقا من كليهما" وإذا كنا فعلا نرغب في التغلب على الغطرسة والاستبداد فعلينا أن نتقدم نحو الحوار البناء والموضوعي، إلا أن هناك بعض الأفراد لا يطيقون ولا يؤمنون بالحوار الهادئ والموضوعي، وللوهلة الأولى نجدهم يفرون من المواجهة الكلامية، إما لأنهم لا يملكون رحابة الصدر أو بسبب افتقارهم الى الثقافة والمعلومة أو لأن الحوار يكشف عن زيف أمرهم، وبالتالي يسقط أقنعتهم المهلهلة والواهية، في الواقع الواحد منا يستغرب من بعض الأفراد عندما لا يرحبون ولا يرغبون بالحوار الهادئ والعقلاني والبعيد كل البعد عن التشنج والاستفزاز، وعلى الرغم من أن البعض منهم يملك المعلومة لأي حوار بناء يطرح، إلا أننا نجدهم لا يحبذون الحوار، والأنكى من كل ذلك عندما يكون البعض منهم ذا موقع ومسؤولية حساسة ومهمة ومعرضة للحساب والاستجواب، ونلاحظ أن هؤلاء من أوائل الرافضين والفارين من الحوار!! وحينما نذكر لأحدهم لماذا كل هذا الذعر والضجر؟ يا عزيزي (لا تبوق ولا تخاف) المعضلة أن لا حياة لمن تنادي، ولا حياء فيمن تنادي·

إن المجتمعات المتحضرة لا يرهبها ولا تخشى من النقاش الصريح المثمر والجريء، ولا يمكنها أيضا أن تستغني عن الحوار الحر·

بالحوار الصادق والشفاف تنقشع الغيوم المتلبدة والمعتمة، وتقترب الأفئدة المتباعدة أكثر فأكثر، اليوم الكل مدعو للحوار والنقاش، بيد أن ثمة أشخاصا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصل الى أي فائدة مرجوة من خلال حوارنا معهم، وذلك بسبب صلافتهم وعنادهم ومكابرتهم حتى على صغائر الأمور، بالتالي هكذا أناس الحوار معهم إرهاق للنفس وهدر للوقت، ما لم يتنازل هؤلاء عن أبراجهم العاجية وأفكارهم البالية·

freedom@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
"المحكومين مرآة للحاكمين"
حكم الغوغاء على الآراء
سمو الرئيس...
الإصلاح ثم الإصلاح
فليحاسب كل متجاوز على المال العام
لماذا يحصل لنا كل هذا؟
استجوبوا الحكومة عن الخيار والطماطم كي لا تجزع !
مظاهرات خداعة وشعارات طنانة
عندما يتحرك الشباب
الاغتياب والجبن والصمم
مفاهيم رجعية
الحكومة مطالبة بتطبيق القانون
هيبة القانون والقدوة
ماهية الحرية
أين وزارة التربية من مدارس التعليم الخاص؟
نعم للحوار ولا للحرب
أهمية التعليم
المؤامرة
حدث في مستشفى مبارك
أثر الحوار الطيب وثقافة الاندماج والتسامح
  Next Page

ألم البوح والكتابة عن الاحتلال*:
سليمان صالح الفهد
العرب المغيبون:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
قميص الأمة الإسلامية!!:
سعاد المعجل
من يحمي المستهلك؟!:
علي الكندري
حوادث العنف المدرسي:
د. فاطمة البريكي
السيد والوسيلة:
صلاح الفضلي
"الوسيلة" تنفيع ومحسوبية!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
ربيع الطفولة في دبي:
د. محمد عبدالله المطوع
الاستبداد والحوار:
محمد بو شهري
رحلة إلى الأرجنتين:
د. محمد حسين اليوسفي
رسالة وفاء:
يوسف الكندري
قراءة في برنامج عمل حماس:
عبدالله عيسى الموسوي
قضايا كويتية:
على محمود خاجه
ماهو إلا خواطر(3):
علي غلوم محمد
الخدمات الجليلة:
محمد جوهر حيات
حكومة الفقع... وحديث الدواوين:
علي باجي العنزي
الحل في عودة الضابط المبجل..:
عبدالخالق ملا جمعة