لماذا يغيب العرب أو يغيّبون عن معاركهم؟ هذا السؤال يطرح وبقوة على الساحة العربية·· فالعراق البلد العربي الذي كان يحكمه الدكتاتور صدام حسين كان للعرب دور كبير في الوقوف خلفه والدفاع عن ديكتاتوريته والموت في سبيله والهتاف باسمه، ثم حين سقط غاب العرب عن العراق ولم يعد لهم وجود، بل إن الوضع العراقي يُحل من خلال الطرف الأمريكي الذي لم يجد حوله إلا الطرف الإيراني للمساعدة في الحل!
إذن أين العرب؟! وأين دول الجوار العربي وأين القمة العربية؟!
وفي لبنان المواجهة الواضحة على الحدود الجنوبية بين إسرائيل وبين الشعب اللبناني الأعزل والمنزوع السلاح غير متكافئة ومع ذلك فإن الذي يطرح الحلول في لبنان هو المبعوث الدولي تيري لارسون الذي يأمر الحكومة اللبنانية بكيفية التصرف مع سورية، وما يجب عليها أن تفعله في رسم الحدود وإقامة العلاقات الدبلوماسية، ثم يأمرهم بنزع سلاح حزب الله كي ترتاح إسرائيل وتكافئه بعد تقاعده··
ونتساءل هنا·· هل يعقل كل هذا التصرف المتعالي من لارسون، بينما القادة اللبنانيون يتباحثون فيما بينهم بالشأن الداخلي وقد توصلوا الى حلول عدة، وبينما القمة العربية منعقدة في الخرطوم؟!
فهل لارسون يوجه القادة العرب لما يجب أن يفعلوه؟! لماذا لا يعلن القادة اللبنانيون احتجاجهم على لارسون بل طرده من لبنان لأنه أصبح يتدخل بكل تفاصيل الحياة اللبنانية اليومية؟!
إنه الضعف العربي الذي جعل الدول الأخرى لا تكترث بالرأي العربي أبدا ولا تقيم له وزنا، بل إنها تتخطاه لترسم مستقبل الشعوب العربية دون الرجوع الى الحكومات التي أصبح همها الحفاظ على أوضاعها الداخلية فحسب·
من يتابع السياسة العربية والتدخلات الأجنبية فيها يشعر بالفعل بهشاشة هذه السياسة وبتجرؤ الآخرين عليها··
العرب غائبون عن الساحة الدولية وهذا أمر مؤكد·· أما غيابهم عن السياسة العربية فهذا يحتاج الى بحث· |