رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 صفر 1427هـ - 29 مارس 2006
العدد 1721

بلا حــــدود
قميص الأمة الإسلامية!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

استضافت جمعية الإصلاح الاجتماعي في منتصف شهر مارس أحد الدعاة الإسلاميين·· الذي أشار في محاضرته الى مسألتين كثيرا ما يتوقف عندها المحاضرون في الشؤون الإسلامية·· الأولى أن خلفاء المسلمين الذين قادوا الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) حولوا أمتهم الى أقوى الأمم من خلال قوة الإيمان لا قوة السلاح!! أما المسألة الثانية فهي أن هنالك فئة تريد أن تزرع الفتنة بين المسلمين بإثارة المشاكل وسفك الدماء وإباحة إراقتها حتى تراجع حال الأمة وتخلفت عن سيرة خلفها الصالح!!

لقد آن الأوان - ونحن نعيش حقبة من الانفتاح لم يعهدها جنس البشر من قبل - لأن نفتح صفحات من التاريخ الإسلامي كانت ولزمن طويل محظور نبشها أو التطرق إليها بأي صورة كانت!! بل لقد كانت العقوبة تطال كل من يجرؤ على إبرازها ولو بصورة مموهة وغير مباشرة!! والأدب العربي زاخر بالأمثلة على أطروحات في التاريخ الإسلامي لأدباء مشهود لهم بالبراعة والموضوعية في الطرح - بدأ بعلامة العرب وأديبها طه حسين الذي أثرى الأدب العربي بكتب مثل "في الشعر الجاهلي"·· و"علي وبنوه" و"الفتنة الكبرى" ووصولاً إلى مفكرين مثل "فرج فودة" و" نصر أبو زيد" و"خليل عبدالكريم" وغيرهم!! هؤلاء لديهم الجرأة لأن يقتحموا الجانب المحظور من التاريخ الإسلامي والذي لا يتسم بالمثالية التي يُصر عليها أولئك الذين يتناولون في أحاديثهم ذلك التاريخ!! ومن تلك الأمور أن خلفاء الرسول "صلى الله عليه وسلم" كانت لهم هفواتهم البشرية·· حكموا·· واجتهدوا·· وكان لهم نصيبهم من الخطأ والصواب!! وها هو عمر بن الخطاب يقول في آخر خلافته·· مقراً بخطأ له إبان ولايته·· "لو استقبلت من أمري ما استدبرت·· لأخذت من الأغنياء فضول أموالهم فرددتها على الفقراء"!!

ليس صحيحاً على الإطلاق أن خلفاء المسلمين قادوا الأمم من خلال قوة الإيمان·· لا قوة السلاح!! فالفتوحات الإسلامية التي وصلت الى أقصى الشرق·· وأطراف الغرب·· لم تتحقق بأيدي الدعاة والمنظرين·· وإنما هي بجهود جيوش المسلمين وسلاحهم وعتادهم!! فلقد كان لعمر بن الخطاب·· وعثمان من بعده قوة عسكرية مكنتهما من القضاء على حكم الأكاسرة في بلاد الفرس·· وهزيمة الروم فوق أرضهم!! وكانت الجيوش الإسلامية آنذاك مسؤولة ليس فقط عن فتح الأقاليم والأمصار·· وإنما هي أيضاً مسؤولة عن إقرار النظام والبنية السياسية في تلك الأقاليم!! أما ما يتعلق بالفئة التي تريد أن تزرع الفتنة بين المسلمين!! فإن التاريخ الإسلامي المحظور تداوله يقول بأن المسلمين أنفهسم هم من زرع تلك الفتنة داخل جموعهم·· زرعوها حين انشقوا على أنفسهم في اجتماع "سقيفة بني ساعدة" وزرعوها حين قتلوا "عمر بن الخطاب"·· ثم أتبعوه بنحرهم "لعثمان بن عفان"·· زرعوها حين  رفعوا قميص عثمان "ويوم رفعوا المصاحف" زرعوها في معركة الجمل·· وفي مجزرة كربلاء!! المسلمون اليوم لا يزالون يعيشون الفتنة التي أشعلها مقتل "عثمان بن عفان" في السنة الخامسة والثلاثين للهجرة النبوية الشريفة!! وهم لا يزالون يعيشون الخلاف السياسي الذي أثاره اختلاف المهاجرين والأنصار·· وبنو هاشم يوم اجتماعهم الشهير في السقيفة!! لم يكن آنذاك (مستعمر) يريد أن يزرع الفتنة ويعيق المسلمين عن اتباع خلفهم الصالح!!

نحن قطعاً نعيش اليوم حقبة من أصعب الحقب التي مرت على الأمة الإسلامية والخروج منها لن يكون بالبحث عن قميص آخر نعلق عليه إخفاقاتنا!! وإنما هو من خلال البحث وبموضوعية مطلقة عن الخيوط الأولى التي قادتنا كأمة إسلامية الى ما نحن فيه من مأزق!!

suad.m@taleea.com

�����
   

ألم البوح والكتابة عن الاحتلال*:
سليمان صالح الفهد
العرب المغيبون:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
قميص الأمة الإسلامية!!:
سعاد المعجل
من يحمي المستهلك؟!:
علي الكندري
حوادث العنف المدرسي:
د. فاطمة البريكي
السيد والوسيلة:
صلاح الفضلي
"الوسيلة" تنفيع ومحسوبية!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
ربيع الطفولة في دبي:
د. محمد عبدالله المطوع
الاستبداد والحوار:
محمد بو شهري
رحلة إلى الأرجنتين:
د. محمد حسين اليوسفي
رسالة وفاء:
يوسف الكندري
قراءة في برنامج عمل حماس:
عبدالله عيسى الموسوي
قضايا كويتية:
على محمود خاجه
ماهو إلا خواطر(3):
علي غلوم محمد
الخدمات الجليلة:
محمد جوهر حيات
حكومة الفقع... وحديث الدواوين:
علي باجي العنزي
الحل في عودة الضابط المبجل..:
عبدالخالق ملا جمعة