رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 22 ربيع الأول 1424هـ- 24 مايو 2003
العدد 1578

بلا حــــدود
من رسم مؤتمر جدة؟!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

أجلت ظروف الحرب الأخيرة تعليق البعض على لقاء أجرته مجلة المجتمع مع رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي· أما الآن وقد هدأت الأوضاع نسبيا وعاد الناس لمزاولة شؤونهم اليومية، ولمراجعة قضاياهم نجد أن من الضروري التعليق على ذلك اللقاء نظرا لما يحويه من بعض الملابسات والأخطاء التي يتعين على الناس معرفتها وتصحيحها·

لقد تحدث رئيس جمعية الإصلاح في تلك المقابلة بصورة جعلت الجمعية تبدو وكأنها المرجعية السياسية الأولى في الكويت والتي تلجأ إليها جميع التكتلات السياسية بحثا عن المشورة، ففي إشارة منه للظروف السياسية قبيل الغزو العراقي، يتحدث فيها عن دور الجمعية في جمع الكلمة ووحدة الصف، وعن الزيارات التي قام بها رموز العمل السياسي كالدكتور أحمد الخطيب والمرحوم سامي المنيس والسيد جاسم القطامي للجمعية لتبادل وجهات النظر، على الرغم من أن الجميع يدرك جيدا ويتذكر دور القوى الوطنية في ديوانيات الاثنين الرافضة لمحاولات وأد الدستور آنذاك، وأن جمعية الإصلاح بالتحديد كانت خارج نطاق ذلك الرفض الشعبي وهو ما عبر عنه رئيس جمعية الإصلاح في ذلك اللقاء حين ذكر معلقا على “دور” الجمعية في فترة ما قبل الغزو فقال: “لقد أوضحنا أنه إذا كانت هناك ثمة مطالب فقد اقترحنا أن يكون ذلك عبر اللقاء مع المسؤولين للتفاهم معهم حول تحقيق تلك المطالب المهمة”·

لقد صدق رئيس جمعية الإصلاح حين أشار الى دور بعض البنوك الإسلامية في الأردن والمملكة العربية السعودية في الدعم المالي للكويتيين المهجرين آنذاك، لكن ذلك لا يعفي التيار الإسلامي في العالم العربي والذي تنتمي إليه جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية من الدور الرئيسي في مساندة غزو النظام العراقي سواء من خلال تجاهل الحدث بصورة مؤسفة، أو من خلال التنديد بالاستعانة بالقوات الأجنبية لطرد المحتل وتأليب الشارع العربي على مشروع جيوش التحالف لإخراج صدام حسين وجيشه من الكويت·

قد لا ينكر أحد ما يحتله رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي من مكانة اجتماعية وقيادية في الكويت نحترمها جميعا، ونقدر مساهماتها، لكننا نختلف مع شيخنا الفاضل في بعض التفاصيل التي وردت في لقاء مجلة “المجتمع” حول “مؤتمر جدة” الشهير والذي عقد في الفترة ما بين 14-13 أكتوبر عام 1990·

فبحسب ما جاء في لقاء “المجتمع” يقول السيد رئيس جمعية الإصلاح ما يلي “طلب الأخ أحمد السعدون من الشيخ سعد أن يُلقي كلمة الوفود الأخ “عبدالعزيز الصقر”، وكانت الكلمة قد تم إعدادها من قبلنا وأخوة أفاضل على أن يقولها الأخ يوسف الحجي، ووجدت الشيخ سعد قد وافق على اقتراح الأخ أحمد السعدون فطلبت بصفتي من منظمي المؤتمر، ومن مساهمي ومعدي الكلمة أن أطلع على كلمة الأخ عبدالعزيز الصقر لأنني كنت وبعض الأخوة الأفاضل الذين سافروا الى مصر قد أعددنا كلمة المؤتمر، ولكن بما أن الأخ عبدالعزيز الصقر يريد أن يلقي كلمة المشاركين، فلابد أن نطلع عليها فما كان من الأخ عبدالعزيز الصقر جزاه الله خيراً إلا أن وافق على طلبي، وذهبت بعد انتهاء الجلسة معه والأخ ضاري العثمان الى غرفته في الفندق نفسه الذي عقد فيه المؤتمر، وأعطاني الكلمة لأطلع عليها فاقترحت على الأخ عبدالعزيز الصقر إدخال تعديلات عليها لتناسب الوضع القائم وما نحن فيه من معاناة واحتلال وتشرد لأهل الكويت، ولم يعترض الرجل على ما قلته لإعطاء الكلمة مزيدا من الشمول وتم تطعيمها بمزيد من الروح الإسلامية ليظهر مؤتمر جدة بصورة جيدة·

وبهذا فقد أسهمنا إسهاما فعالا في هذه الكلمة التاريخية التي تلاها في مؤتمر جدة الأخ عبدالعزيز الصقر· وقد كان لجهودنا ومواقفنا صدى كبيرا لدى الحاضرين في المؤتمر حتى تردد بينهم أننا قد أنقذنا المؤتمر من عدم الانعقاد”·

تلك كانت فقرة من لقاء مجلة “المجتمع” تتعلق بمؤتمر جدة التاريخي، والذي أتذكر جيدا أننا في الكويت المحتلة آنذاك قد تابعنا تفاصيله والتي لم يكن من ضمنها ما أورده الشيخ الفاضل في لقائه· فبحسب ما أتذكر ويتذكر غيري الكثير أن الأفكار التي وردت في كلمة الشعب والتي ألقاها السيد عبدالعزيز الصقر قد كانت خلاصة لجهود السيد الصقر مع مجموعة من القيادات الوطنية كالدكتور أحمد الخطيب والمرحوم سامي المنيس والسيد أحمد النصف وغيرهم من الذين أصروا أن تتضمن الكلمة إشارات واضحة وصريحة على ضرورة التمسك بالخيار الديمقراطي والالتزام بدستور 1962 وأن يكون ذلك شرطهم الأول لحضور المؤتمر، واستجابت القيادة السياسية آنذاك لذلك المطلب الشعبي ومن ثم فقد أنيطت صياغة تلك الأفكار الى السيد “جمال بدر الدين” أمين سر غرفة التجارة آنذاك لتخرج الكلمة الشعبية كما وضعها وأرادها حماة الديمقراطية الكويتية في ذلك المؤتمر الشهير، ومن هنا فإنه إن كان هنالك دور وطني وشعبي يسجله التاريخ لتلك الحقبة فإنه حتما دور السيد عبدالعزيز الصقر ومن معه في حماية المصالح الوطنية وصونها·

الكلمة والمؤتمر الآن أصبحا في عهدة التاريخ، ومشكلة سرد التاريخ كانت ولا تزال في أنه يبقى عرضة لتلاعب الكلمة واللغة في أحيان كثيرة، مما قد يؤدي الى تشويه في معالمه قد يكون عفويا أو متعمدا، لذا فقد دأبت الشعوب دائما على الحرص كل الحرص حين يتم تدوين تاريخها· وما هذه المقالة القصيرة والسريعة التي أسطرها هنا على صفحات جريدة “الطليعة” سوى محاولة جادة ومجتهدة مني لأحافظ على تاريخ وطني من هفوات اللغة ومفرداتها· أعاننا الله جميعا وإياكم على أن نكون أمناء على تاريخ أهلنا وأرضنا·

     suad.m@taleea.com

�����
   

مراقبة مصاريف الحكومة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
من رسم مؤتمر جدة؟!:
سعاد المعجل
الثقافة والإعلام في العالم الثالث 2 - 2:
يحيى الربيعان
عبقرية بيروقراطية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
هل ارتضينا للمجلس النيابي والقوى الوطنية أن يكونا ويظلا ظاهرة صوتية:
عبدالمنعم محمد الشيراوي
الإرهاب والديمقراطية:
المحامي نايف بدر العتيبي
الهولوكوست الإسرائيلي الإسرائيلي:
عبدالله عيسى الموسوي
العثـور عـلى الحقيقة! 2-2:
يوسف محمد البداح
لتعارفوا
الصراع بين فكرتي “حوار الحضارات”·· و”صراعها”:
د. جلال محمد آل رشيد
نداء عاجل
العراق مقابر جماعية:
حميد المالكي
المرأة ديكور في السياسة!:
رضي السماك