رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 22 ربيع الأول 1424هـ- 24 مايو 2003
العدد 1578

لتعارفـــــــوا
لتعارفوا
الصراع بين فكرتي “حوار الحضارات”·· و”صراعها”
د. جلال محمد آل رشيد
drjr@taleea.com

ما يمكننا أن نلاحظه بوضوح في إطار عملية الصراع الدائرة في عالمنا اليوم، هو أن أساس هذه العملية الصراعية إنما هو أن القوى المستكبرة في العالم تريد أن تسيطر على كل منابع القوة في الدنيا كلها، وفي سبيل هذا الهدف غير النبيل، نجدهم يقومون بمحاربة القوى الخيرة·· وعموم القوى الأخرى الموجودة أو التي قد توجد في هذا العالم!!

وبما أن قوى الشر في العالم تريد أن “تسيطر وتهيمن” على كل القوى العالمية الأخرى، سواء أكانت قوى أخرى منافسة لها أم قوى خيرة، فإن هذا الهدف غير المشروع هو الذي يجعل أقوى جماعة من مستكبري العالم تحاول التملص من قواعد التحضر وقواعد الأخلاق المرتضاة عالميا في إطار التنافس فيما بين الأمم·

الذي أردنا التركيز عليه ها هنا هو أن هنالك أصولا في نطاق “لعبة” التنافس فيما بين الأمم والحضارات·· ينبغي، على المتحضرين الحقيقيين!، اتباعها!!

عندما بدأت جماعة “المحافظين الجدد”، وهي جماعة تدعي أنها مسيحية، وتتخذ الولايات المتحدة الأمريكية مركزا لنشاطاتها الداعمة للأهداف “الإسرائيلية” في كرتنا الأرضية، عندما بدأت الجماعة المذكورة في السيطرة على البيت الأبيض بما يخدم المصالح الصهيونية، بغض النظر عن مدى توافقها مع المصالح الأمريكية نفسها أم لا (!)، بدأت فكرة “صراع الحضارات” تطفو على السطح لتشكل إحدى أخطر الأفكار المعولية الهادمة التي تفت في عضد أمم الأرض قاطبة، وفي جوهر الفكر الحضاري الإنساني عالميا على نحو غير مسبوق على مستوى عالمنا الذي نعيش فيه·

الفكرة المحطمة لحضارة أبناء سيدنا آدم عليهم السلام، هي “واحدة” فقط من أفكار هذه الجماعة المتحكمة في الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تعمل إلا لمصلحة “إسرائيل”·· وحدها!!

إسلامنا المحمدي الأصيل، ومنذ أن كانت أمتنا أقوى الأمم ماديا على الأرض، لم يحاول أن يطرق هذا الباب العفن لأجل السيطرة على أمم الأرض، بل اتبع المسلمون، لأنهم متحضرون، الأساليب المعتادة في التنافس “الشريف” بين الأمم!!

الفيلسوف الإسلامي المعاصر د· محمد خاتمي كان أول من وعى هذه الفكرة بين المسلمين المعاصرين، لذلك بدأ في التنظير لفكرة جميلة مفيدة في التنافس الحضاري بين أمم الأرض، لا تعتمد على مبدأ الصراع الهمجي البربري القائم على إقناع الخصوم بوجهة النظر عن طريق صواريخ كروز التي تقنع أصعب العقول وأكثرها عقدا!! بل قام د· خاتمي بوضع أساس لأجمل نظرية في عالمنا المعاصر، هي نظرية “حوار الحضارات”، تلك النظرية التي تدعو الى مخاطبة البشر كلهم، ومحاورتهم جميعا، وجعل أساس التفوق وميدان التنافس في هذا العالم هو “قوة المنطق” بديلا عن “منطق القوة”!!

خلاصة الموضوع، في اعتقادنا، هي أن جماعة “المحافظين الجدد” أنشأت فكرتها التعيسة - فكرة صراع الحضارات - المرفوضة من المسيحيين الكاثوليك في أمريكا وأوروبا، ومن عموم المسيحيين الشرقيين الذين لن يكونوا إلا مع أنفسهم ومع أبناء أمتهم، لتكون تلك الفكرة “استثمارا” للتفوق العسكري الهمجي اللحظي الذي تتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية، وقبلها “إسرائيل”، بما يضرب عرض الحائط بمصالح مسيحيي الشرق عموما، وكاثوليك أوروبا والولايات المتحدة نفسها، ومسلمي العالم!!

ولكي نكون في قمة الإنصاف، لا نريد أن نبخس أصحاب رؤية “صراع الحضارات” حقهم، فهم، وبحق، أصحاب رؤية ثورية في العصر الحديث، مع ملاحظة أن اشتقاق كلمة “ثورية” في الجملة السابقة إنما هو من كلمة “ثور”، وليس “ثورة”!!

خاتمي سجل “هدفا” حواريا حضاريا جميلا في أثناء خطابه في “ملعب كرة قدم” في لبنان، ولكن هل لبنان فيه “حلبة مصارعة” لكي يتمكن أصحاب نظرية صراع الحضارات من تسجيل “هدف التعادل” بما يناسب طريقتهم في التفكير؟!

لماذا “لتعارفوا” عنوان ثابت دائما؟

لأن فكرة “حوار الحضارات” التي تحظى بدعم شرفاء العالم، من خارج أمتنا وداخلها، هي إحدى الأفكار الرئيسة، في ظننا، التي جاء بها قرآننا الكريم، وذلك في قوله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”· سورة الحجرات/ الآية 13”، نلاحظ أن النداء في الآية الشريفة ليس موجها للمسلمين خاصة، بل هو عام لكل من هو إنسان “بدليل وجود آيات أخرى في قرآننا المجيد، ومنها الآية السابقة مباشرة للآية المقتبس منها، توجه خطابها للذين آمنوا خاصة”، حيث ينبغي على البشر التعارف، أي تبادل المعرفة، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق تحاور الحضارات، والأفراد أيضا، تحاورا عقليا محترما، وذلك لأن عملية التعارف بين الحضارات، تتوقف على الحوار المتبادل المباشر المحترم فيما بينها!!

فمن كان يظن أن حضارته قوية ومتماسكة فكريا وأخلاقيا، فليدخل الى معترك التنافس الحضاري الشريف، بدلا من التمترس وراء صراع الثيران القوية·· التي تنهزم، في النهاية، أمام “عقول” بني آدم!!

إن إراقة الدماء في أي بقعة في العالم، ناتجة عن عدم الإيمان بجدوى الحوار أو ضرورته، أو عدم القدرة عليه·· بسبب الاهتمام بتقوية الأذرع بدل العقول!!

drjr@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
مشروع الشرق الأوسط الكبير··· العناصر والأهداف
توسيع استثمارات الكويت في العراق
قرار الجدار·· هل من استثمار؟
محامو الأردن ومحاكمة صاحبهم
جدول زمني لرحيل القوات الأمريكية
الحكومة ونوابها·· مَن "يستعرّ" ممن؟
"الوساطة" في التعليم الشرق أوسطي
حقا المشاركة السياسية وتوريث الجنسية للمرأة
المقاومة·· مقارنات ودروس
صور التعذيب··
صدام يحكم العراق؟!
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت
تعريف "الإرهاب"
بكلمة واحدة؟·· "إسرائيل"!!
قراءة في الدستور العراقي الموقت
آثار الارتداد الأمريكي عن الديمقراطية في العراق!!
الإرهابي شارون في قفص ميلوسيفيتش؟
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين(2/2)
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2
"السؤال الأكبر"·· قبل التأمينات!!
من هــم أعداء العراق؟
  Next Page

مراقبة مصاريف الحكومة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
من رسم مؤتمر جدة؟!:
سعاد المعجل
الثقافة والإعلام في العالم الثالث 2 - 2:
يحيى الربيعان
عبقرية بيروقراطية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
هل ارتضينا للمجلس النيابي والقوى الوطنية أن يكونا ويظلا ظاهرة صوتية:
عبدالمنعم محمد الشيراوي
الإرهاب والديمقراطية:
المحامي نايف بدر العتيبي
الهولوكوست الإسرائيلي الإسرائيلي:
عبدالله عيسى الموسوي
العثـور عـلى الحقيقة! 2-2:
يوسف محمد البداح
لتعارفوا
الصراع بين فكرتي “حوار الحضارات”·· و”صراعها”:
د. جلال محمد آل رشيد
نداء عاجل
العراق مقابر جماعية:
حميد المالكي
المرأة ديكور في السياسة!:
رضي السماك