رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 يوليو 2006
العدد 1738

خالية الوفاض إلا من إملاءاتها وحق إسرائيل...
بوش ورايس يطيلان أمد الحرب

·       الموقف الأمريكي يحرج حلفاءها الغربيين والعرب

 

كتب محرر الشؤون السياسية:

وصلت السيدة كوندوليزا رايس متأخرة بعد انتظار طال مداه لكي يكتشف الساسة العرب الذين فرغ صبرهم أنها لا تحمل في جعبتها موقفا يمهد للخروج من الأزمة وإنقاذ الشعب بل حزمة أو رزمة من الاملاءات التي تهدف الى إطالة الحرب لإعطاء وحوش إسرائيل مزيدا من الوقت لتحقيق ما عجزوا عن تحقيقه في أسبوعين خلافا لمخطط الحرب القصيرة الخاطفة·

كوندوليزا رايس رغم تظاهرها بإبداء مشاعر التعاطف مع المعاناة  الإنسانية للشعب اللبناني إلا أنها رفضت الموافقة على إيقاف الحرب التزاما بتعليمات السيد بوش التي كررها في خطاباته وتصريحاته بأن من حق إسرائيل الدفاع عن النفس حتى لو كان هذا الدفاع عن النفس قتل المواطنين اللبنانيين وتدمير كل مظاهر الحياة  الذي لا يقتصر على البنية التحتية من طرق وجسور ومطارات وموانئ بل البنية الاقتصادية من مصانع ومعامل ومحطات الكهرباء والهاتف ومحطات إرسال الفضائيات وتهجير مئات الألوف من اللبنانيين·

ليس من بين ما احتوته حزمة رايس ما يمكن قبوله، وهو أمر مقصود ومتعمد· شروط رايس ثلاثة: أولاً تسليم الأسيرين الإسرائيليين وثانيا إبعاد حزب الله 30 كيلو متر عن الحدود الى ما بعد نهر الليطاني ونزع سلاحه، وثالثا إحلال قوات دولية تحمي حدود اسرائيل·

موقف الولايات المتحدة هذا الذي حملته رايس ما زال يعتبر أن الوقت غير مناسب لوقف إطلاق النار وفي الوقت الذي تبدي فيه رايس مشاعرها الرقيقة لمعاناة الشعب اللبناني من الكارثة الانسانية وضرورة حماية البشر والمحافظة على البنية التحتية تمضي إسرائيل في حربها لتدمير ما تبقى من البنية التحتية إن بقي شيء منها·

وتعنت الولايات المتحدة في موقفها أصبح مقلقا ليس لحلفائها بل حتى لأوساط في داخل إسرائيل، فروسيا تطالب بإيقاف فوري لإطلاق النار وكذلك فرنسا، وأخيرا تحدثت الصحف البريطانية عن تباين موقف حكومة بلير حليف بوش المخلص، مع الموقف الأمريكي فقد صرح كيم هاويلز وزير الدولة للشؤون الخارجية للابزوفر بأن "تدمير البنية التحتية وقتل الأطفال والبشر المدنيين لا يمكن أن يكون عمليات قصف جراحية، وإذا كانوا يلاحقون حزب الله فلماذا يدمرون كل الشعب اللبناني؟!"

كذلك نقلت جريدة الفايناشال تايمز تحذير بريطانيا من إقدام إسرائيل على شن حرب برية وقالت بأن وزيرة الخارجية مارجريت بكت صرحت لها مبدية قلقها بأن الوضع خطير جدا في لبنان وقد يصل الى نقطة تحول خطيرة وأن الحسابات المغلوطة والأخطاء قد تؤدي الى آثار درامية وإنها تجد ذلك أمراً بالغ القلق·

ومضت بكت تقول "بأن على إسرائيل أن تزن بدقة أمر حرب برية لاجتياح أجزاء من لبنان لأن احتلالهم السابق قد استغرق وقتا طويلا قبل أن يخرجوا وكلف أرواحا بشرية على الجانبين"·

وقالت الفاينانشال تايمز بأن كبار المسؤولين ووزارة الخارجية البريطانية "أبدو شكوكا في أن تؤدي الحرب الأرضية الى إلغاء فاعلية صواريخ حزب الله بل قد تؤدي الى مزيد من التأييد له"·

وحتى في الأوساط الإسرائيلية برزت أصوات تشكك في فاعلية الحرب لتحقيق أهداف إسرائيل وتثير تساؤلات فيما إذا كانت أمريكا تستخدم  إسرائيل كأداة عسكرية تخوض حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب·

الموقف الأمريكي يؤجل حتى بحث وقف إطلاق النار الى ما بعد انعقاد المؤتمر الدولي في روما، وكوندوليزا رايس تتحدث عن شرق أوسط جديد ومن غير الواضح ما هو هذا الشرق الأوسط الجديد، وما اختلافه عن مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولكن العرب لم يعرفوا من هذه الوصفات إلا الدمار كما حدث في العراق وفلسطين ويتكرر حدوثه الآن في لبنان وهي وصفات لا تحمل إلا التدمير والتخريب وزرع العنف والنزاعات العرقية والطائفية·

وإذا كانت مواقف الولايات المتحدة محرجة لحلفائها الأوروبيين، فهي محرجة بشكل أكبر لحلفائها العرب، الغائب الأكبر في الأزمة الراهنة، وفيما عدا زيارة سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي التي لم تؤثر في زحزحة الموقف الأمريكي بقي موقف الأنظمة العربية مهمشا فاضحا للعجز والضعف العربي، وكشف عن فقدان الأنظمة للحد الأدنى من مشاعر الإحساس بالكارثة الإنسانية التي يعانيها الشعب اللبناني·

لا أحد يطالب الدول العربية بأن تهدد باستخدام القوة، فذلك أبعد ما يتوقع منها، لكن بإمكانها التلويح بأسلحتها السياسية والاقتصادية وهي قطعاً أدوات مؤثرة في ممارسة الضغوط على إسرائيل وعلى المجتمع الدولي·

وفيما تدخل الحرب التي تشنها إسرائيل أسبوعها الثالث لا يرى المراقبون بأن الاستخدام الوحشي للقوة من قبل إسرائيل سيحقق لها الأمن الذي تبتغيه، فالكاتب تيد تيمكو الذي عاصر حروب إسرائيل على لبنان يقول في مقال له في "الأوبزرفر"، هذه الحرب تذكره بالحرب التي شنتها عام 1978 والاجتياح الإسرائيلي عام 1982، "والآن وكما كان في السابق فإن السؤال الحرج والمهم هو ما إذا كانت القوة قادرة على توفير الأمن الذي تبحث عنه"، وإذا كان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 قد أدى إلى خروج المقاومة الفلسطينية الآن فإن حزب الله الذي نشأ بعد ذلك الاجتياح لن ينزح عن لبنان·

يقول رامي خوري رئيس تحرير الديلي ستار اللبنانية الذي عقد العزم على العودة الى بيروت، هنالك تطورات حدثت في مواقف الشعوب العربية وهي تجاوز الخوف في مواجهة تفوق القوة الإسرائيلية والاصرار على البحث عن أساليب لمقاومة الاحتلال والإذلال وتزدري النخب الحاكمة المستسلمة للإرادة الإسرائيلية الأمريكية وإن تجاهل الغرب للعرب وبؤرة الصراع العربي الإسرائيلي، واستمرارهم في حماية إسرائيل وترك مصير العرب للإذلال والاحتلال والتسفيه والخضوع لإسرائيل وأمريكا لن يوفر إلا ضمانا لاستجماع أولئك العرب إرادتهم والتخطيط للمقاومة والقتال حفاظا على إنسانيتهم وكرامتهم ومستقبل أبنائهم ليعيشوا يوما ما حياة طبيعية·

استخدام إسرائيل المفرط للقوة بل الوحشي  يهدف الى كسر روح المقاومة عند الفلسطينيين واللبنانيين بشكل خاص والعرب بشكل عام وإن عليهم القبول بما تقرر إسرائيل من دون اعتراض ومقاومة·

إلا أن غرور إسرائيل يبدو أنه سيقودها للغرق في المستنقع اللبناني رغم ادعائها بأنها لا تريد احتلال أراضي لبنانية وحرب الأسبوعين الماضيين التي راح ضحيتها أكثر من 370 لبنانياً وهجرة مئات الألوف منهم  كلفتها 34 قتيلا وهو ما يدحض ذريعة إطلاق الجنديين الأسيرين·

إذا كانت إسرائيل تهدف الى تدمير لبنان فقد نجحت في ذلك لكنها إذا كانت تطلب الأمن فإن ذلك أصبح أمراً مشكوكاً في تحقيقه·

فتخريب لبنان ونشر الفقر والبطالة لن يؤدي إلا إلى تهيئة الأرضية لنمو المزيد من التطرف ولعل التدمير والقتل الذي مارسته ضد الفلسطينيين على مدى السنوات الست الماضية تأكيد على ذلك·

طباعة  

في إطار حملة نيابية مركزة على فساد البلدية
المحيلبي قد يقف على "المنصة"

 
بعد أن استخدم ضد كثير من النواب خلال الانتخابات
العين على "خدمة المواطن"

 
فيما شكل المجلس لجنة للتحقيق في اتهامات النواب
"العلاج في الخارج".. اللي في الفخ أكبر من العصفور!!!

 
فيما يشعر مديرها العام بالحصانة من المحاسبة
مؤسسة الموانئ.. بوفيه مخالفات وتجاوزات

 
مصادر اعتبرت استقالته ضعفاً في مواجهة الفساد
وزير التجارة فرض على ميرزا ترقية ثلاثة من أقاربه

 
الأسعار زادت بمجرد سماع الخبر
منحة الـ 200 من كيس الحكومة الى حسابات التجار

 
مؤكدا أن صرفها لا يحتاج إلى جلسة خاصة
عبدالصمد: ميزانيتنا بها وفورات كبيرة والمنحة تخفف أعباء المواطنين

 
الوكيل مفروض رغم تجاوزه السن القانونية
الجراح يواجه استحقاق ترتيب "الكهرباء"

 
العدوان على لبنان وغزة يُضعف الأمن الإسرائيلي في المدى البعيد
 
واشنطن تغذي ترسانة إسرائيل بالمزيد من الأسلحة
 
لبنــــان
 
اتجاهات
 
فئات خاصة