رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 26 يوليو 2006
العدد 1738

العدوان على لبنان وغزة يُضعف الأمن الإسرائيلي في المدى البعيد

                                                   

 

 

·         المسالة ليست حق إسرائيل في حماية مواطنيها بل في كيفية القيام بذلك

·         مطلوب مسار سياسي سلمي لإقامة الدولة الفلسطينية وضمان الأمن لإسرائيل

 

هنري سيغمان هو كبير الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية الامريكي ورئيس سابق للمؤتمر اليهودي الامريكي، نشرت "الاوبزرفر" البريطانية له مقالا مهما جاء فيه:

المسألة، سواء في لبنان أو في غزة، ليست حق إسرائيل في حماية سكانها من العدوان الإرهابي، بل هي في كيفية ممارسة إسرائيل لهذا الحق·

فبالرغم من الدروس المريرة من الماضي، مازال قادة إسرائيل السياسيون والعسكريون مدمنين على فكرة أنه كلما كان في يدهم الحق أن يفعلوا شيئا، فإن لهم الحق في المبالغة باستغلال هذا الحق، لدرجة يفقدون معها التأييد الدولي الذي كانوا يتمتعون به لدى البدء بإجراءاتهم الانتقامية·

فالرد الإسرائيلي على الهجوم الإرهابي في غزة والهجوم الاستفزازي المثير للاستياء الذي قام به "حزب الله" عبر الحدود الشمالية لدولة إسرائيل، هو أبعد ما يكون عن توفير الحماية لمواطنيها، وقد يؤدي الى إضعاف الأمن الإسرائيلي من خلال زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها·

على السطح، يبدو الوضعان في غزة وكذلك في لبنان متشابهين، لكن هناك اختلافات مهمة بينهما، وبصرف النظر عما هو صحيح أو خاطىء في هجمات "حماس" الأخيرة وردود فعل إسرائيل عليها، فإن القضية الأساسية في غزة هي الاحتلال الإسرائيلي الذي مضى عليه حوالي أربعين عاما، ومازال قادة إسرائيل يعانون من الوهم بإمكانية إلحاق الهزيمة بالمقاومة الفلسطينية لذلك الاحتلال دون تأمين مسار سياسي سلمي وموثوق فيه، لإقامة الدولة الفلسطينية الموعودة في العديد من الاتفاقات الدولية·

 

دولة مسخ

 

وبعد السابقة التي أرساها أرييل شارون بالانسحاب أحادي الجانب من غزة، يعتقد خليفته إيهود أولمرت أنه إذا تمكن من تفادي المفاوضات الثنائىة مع الفلسطينيين، وهو ما نجحت فيه إسرائيل حتى الآن، بزعم غياب شريك السلام الفلسطيني، فسيكون بالإمكان خلق دولة مسخ من جانب واحد، بحيث تحتفظ إسرائيل بأجزاء واسعة من الضفة الغربية وتتجاهل الطموحات الوطنية للشعب الفلسطيني·

وعلى الرغم من الاختلال الهائل في ميزان القوى، فلن يقبل الفلسطينيون بهذه النتيجة أبدا، لقد اعترف الفلسطينيون  في عام 1988 وفي عام 1993، كجزء من اتفاق أوسلو، بشرعية إسرائيل على 78 في المئة من فلسطين التاريخية، وقبلوا بـ 22 في المئة منها وهي مساحة تقل عن نصف الأراضي التي يمنحهم إياها قرار التقسيم لعام 1947، ولن يوافق أي زعيم فلسطيني اليوم أو في المستقبل على قيام إسرائيل بقصْم المزيد من الأراضي من خلال الاحتفاظ بالمستوطنات التي أقيمت في الضفة الغربية انتهاكا للقانون الدولي وللاتفاقات الدولية، وفي ما يتعلق بهذه القضية ومطلب الفلسطينيين إقامة الدولة الفلسطينية في حدود عام 67 على أن تكون القدس (الشرقية) عاصمة لها، ليس هناك أي اختلاف بين الأطراف الفلسطينية من الرئيس محمود عباس وحتى حركة حماس·

وعلى الجانب الآخر من الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، إذا كانت "حماس" ترغب في إنهاء العقوبات الدولية، وخاصة الدول الأوروبية، التي ألحقت ضررا كبيرا بالشعب الفلسطيني، فعليها - على الأقل - أن تكون مستعدة للإعلان - حتى لو كانت غير راغبة اليوم بالاعتراف بشرعية إسرائيل، بالنظر الى استمرار إسرائيل في اعتداءاتها وانتهاكاتها للاتفاقات السابقة ومواصلتها سرقة الأرض الفلسطينية لبناء المستوطنات - إن القضاء على دولة إسرائيل لم يعد هدفا للحركة، وأنها تسعى لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة··

 

عزلة دولية

 

يجب على حركة حماس أن تفهم أن العنف الفلسطيني لمعاقبة الإسرائيليين يحمل في طياته هزيمة للذات، ولن تحقق حكومة حماس شيئا إذا لم تكن مستعدة لتأمين مسار سياسي سلمي للأمن الإسرائيلي ضمن حدود عام 67، ولا يمكن لحركة حماس أن تطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بها كحكومة شرعية للسلطة الفلسطينية إذا لم تكن لديها الرغبة لفرض النظام والقانون، فيجب عليها التحرك لقمع مختلف الميليشيات ووقف أنشطتها غير القانونية، وإلاّ، فإن اقتراحاتها بالهدنة مع إسرائيل ستبقى دون معنى·

وبالمثل، لا يمكن للحكومة اللبنانية السماح لميليشيات "حزب الله" باستمرار العمل بحرية وانتهاك الحدود الدولية وقتما تشاء وفي الوقت ذاته الاحتفاظ بشرعيتها، وفي الوقت ذاته، فإن إسرائيل سوف تفقد بسرعة التأييد الدولي الذي كانت تتمتع به في مواجهة إرهاب "حزب الله" إذا واصلت هجومها على لبنان دون اعتبار لانعكاسات ذلك الهجوم ليس فقط على لبنان والمنطقة، بل على أمنها الذاتي، في المدى البعيد، أيضا·

وفي الواقع، فإن الهدف من الاعتداء الأخير الذي نفذه حزب الله هو توقعه أن ترّد إسرائيل بوسائل ليس من شأنها سوى تعميق عزلتها الدولية، فلا شيء يحقق أهداف أعداء إسرائيل سوى إجراءاتها غير المتكافئة والتي لا يمكن - حتى لأصدقاء إسرائيل - تأييدها·

ولا علاقة لعدوان "حزب الله" السافر على إسرائيل، بالمسألة الفلسطينية، والارتباط الوحيد بين الحالتين هو بمعنى أن حزب الله لا يمكنه القيام باعتدائه دون اتخاذ الهجوم الإسرائيلي على غزة كذريعة، وطالما أتاحت السياسات الإسرائيلية لهذاالصراع أن يتفاقم، فسوف تبقى عُرضة لاعتداءات المجموعات المتطرفة التي سوف تستغل مأساة الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافها الخاصة·

 

* كبير الباحثين في شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، وهو أستاذ زائر في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن وهو رئيس سابق للمؤتمر اليهودي الأمريكي·

"عن الأوبزرفر"

طباعة  

خالية الوفاض إلا من إملاءاتها وحق إسرائيل...
بوش ورايس يطيلان أمد الحرب

 
في إطار حملة نيابية مركزة على فساد البلدية
المحيلبي قد يقف على "المنصة"

 
بعد أن استخدم ضد كثير من النواب خلال الانتخابات
العين على "خدمة المواطن"

 
فيما شكل المجلس لجنة للتحقيق في اتهامات النواب
"العلاج في الخارج".. اللي في الفخ أكبر من العصفور!!!

 
فيما يشعر مديرها العام بالحصانة من المحاسبة
مؤسسة الموانئ.. بوفيه مخالفات وتجاوزات

 
مصادر اعتبرت استقالته ضعفاً في مواجهة الفساد
وزير التجارة فرض على ميرزا ترقية ثلاثة من أقاربه

 
الأسعار زادت بمجرد سماع الخبر
منحة الـ 200 من كيس الحكومة الى حسابات التجار

 
مؤكدا أن صرفها لا يحتاج إلى جلسة خاصة
عبدالصمد: ميزانيتنا بها وفورات كبيرة والمنحة تخفف أعباء المواطنين

 
الوكيل مفروض رغم تجاوزه السن القانونية
الجراح يواجه استحقاق ترتيب "الكهرباء"

 
واشنطن تغذي ترسانة إسرائيل بالمزيد من الأسلحة
 
لبنــــان
 
اتجاهات
 
فئات خاصة