كتب برجس النومان:
أفادت مصادر ذات صلة في مؤسسة الموانئ أن مسلسل التجاوزات مستمر من دون أن يشعر العاملون في المؤسسة بأي بادرة فرج، فقد تحصن المدير العام للمؤسسة بعد أن استثمر موقفه من أزمة الحكم لمصلحة استمراره· وكنا قد كتبنا مراراً عن الممارسات التي تقوم بها إدارة المؤسسة سواء في التعامل مع العاملين فيها ممن لهم رأي غير متفق مع الممارسات الخاطئة والمخالفة للقانون، أو تلك المتعلقة في مهمتها الأساسية كجهة تدير الموانئ الكويتية التي تعتبر أهم المنافذ التجارية والعسكرية للكويت يأتي بعدها المنفذين الجوي والبري·
الممارسات الموجهة ضد الموظفين "المزعجين"، كما تقول المصادر، تتنوع، آخرها إرغام عدد من هؤلاء العاملين على الابتعاث الى استراليا لمدة عامين كاملين، كي يتم إقصاؤهم خلال هذه المدة بينما يبدو الأمر لمن لا يعرف التفاصيل على أنه مكافئة لهم، والسؤال الذي يتبادر الى الأذهان هو لماذا تم انتقاء هؤلاء الموظفين بالتحديد لهذه البعثة؟
وسيلة أخرى تتبعها الإدارة ضد كل من يتجرأ ويوجه نقداً لها، تمثلت في رفع خمس قضايا على أحد أعضاء نقابة العاملين بالمؤسسة، لأن الصحف الخمس نشرت له تصريحاً يشير فيه الى أسباب عدم تدوير مدراء المؤسسة أسوة بما حدث في أغلب وزارات الدولة·
أما التجاوزات والأخطاء التي تقوم بها الإدارة من دون أن تشعر بأن أحداً سيحاسبها فهي أكثر من أن تحصى لكننا سنشير الى بعضها:
أصدرت إدارة الهيئة كتاباً يتعلق بالعمل الصيفي إلا أن من وقع الكتاب لم ينتبه الى أن القرار ينص على أن بدء العمل به هو بداية ديسمبر!!! وتضيف المصادر أن الكتاب صدر وفي مقدمته إشارة الى كتاب آخر موجه من مدير إدارة المناولة والأمن والسلامة بأحد الموانئ يقترح فيه تعديل الدوام الى نظام (يوم بيومين) بدلاً من الشفتات· وتتساءل المصادر عن علاقة مدير الأمن والسلامة باقتراح نظام العمل؟ لكنها تستدرك وتقول إن الإدارة أشارت الى كتاب مدير الأمن والسلامة خدمة له من خلال شعور العاملين بأن تطبيق مطلبهم جاء بتدخل منه·
أما ما يبين قدرة إدارة الموانئ على متابعة شؤونها بشكل مستمر، فلن يكون سوى كتاب داخلي بتاريخ 12 إبريل 2006 للسؤال عما إذا كان ميزان ميناء الشعيبة يعمل قبل أكثر من عام، تحديداً خلال الأشهر فبراير ومارس وإبريل من 2005!!!
وكتاب آخر موجه الى شركة كانت قد فازت في العام 2002 بمناقصة عمليات نظافة ميناء الشعيبة ومحطة الحاويات··، الكتاب وجه الى الشركة بتاريخ 17 ديسمبر2005 يعني بعد ثلاث سنوات تقريباً، يفيد الشركة أنه تبين "لهم" أن الآليات والمعدات المستخدمة ضمن عقد المناقصة مخالفة للشروط والمواصفات المحددة، وينص على أنه لتلك الأسباب فإن المؤسسة تعتبرها (الآليات والمعدات) كأنها غير موجودة ومستبعدة ومتغيبة عن العمل (هذه تحتاج الى شرح من إدارة المؤسسة فهي اكتشاف جديد أن تتغيب الآليات عن العمل) ومن ثم خصم أجرتها···الى آخر الكتاب·
وتضيف المصادر أن هذه المخالفات والأعمال التي تنم عن غياب الإدارة الصحيحة والمراقبة الفاعلة للمؤسسة على الرغم من خطورتها، ليست سوى نماذج من ركام آخر من المخالفات والتجاوزات المشابهة، وتشير في هذا الشأن الى تقرير ديوان المحاسبة الأخير حول الأوامر التغييرية التي ارتبطت بها المؤسسة من دون حصولها على موافقة الديوان·
وتشير المصادر الى أهمية التفات أعضاء مجلس الأمة لما يجري في المؤسسة التي تعتبر العمود الفقري لأي انتعاش اقتصادي محتمل، مذكرة بالمساعي التي قام بها من قبل عدد من النواب وقدموا فيها أسئلة برلمانية ولما يتغير منها شيء الى الآن·