كتب محرر الشؤون المحلية:
أفادت مصادر مطلعة بأن أحد أهم الأسباب التي دفعت الدكتور ميرزا حسن مدير الهيئة العامة للصناعة للاستقالة المبكرة هي تدخل الوزير الجديد بشكل سافر في أعمال الهيئة التي تتخذ قراراتها في مجلس الإدارة وضمن الضوابط واللوائح المنظمة لها التي لا تعطي وزير التجارة والصناعة الحق في اتخاذ قرارات يفرضها على الهيئة، أي أن الوسيلة التي بإمكان الوزير طرح قراراته تكون في العادة، كما تقول المصادر، من خلال ترؤسه لاجتماع مجلس إدارة الهيئة·
وتضيف المصادر أن أحد أشكال التدخل التي ضايقت المدير قرار وزاري بترقية ثلاثة من أقارب الوزير الى درجة مدير دفعة واحدة، وهو القرار الذي دفع بالمدير الى تقديم استقالته بعد أن كان قد شعر باليأس من الوقوف أمام جميع أبواب الفساد الذي استشرى لدرجة كبيرة تقول المصادر إن الدكتور ميرزا لم يحتمل مواجهتها·
وعلى الرغم من عدم معرفة أسلوب الوزير الجديد في التعامل مع الملفات الكبيرة التي تواجهها وزارته وهيئة الصناعة التي تتبعه أيضاً، وتضيف المصادر أن من أهم الملفات الخطيرة التي من المتوقع أن يبت فيها مجلس إدارة الهيئة هو ملف الوسيلة الذي دار حوله كثير من اللغط حول المخالفات التي أشارت إليها تقارير هيئة الصناعة وديوان المحاسبة وخاصة ما يتعلق منها بمخالفة العقد الموقع بين الشركة والهيئة حول تغيير النشاط الذي وقع العقد من أجله علاوة على أخذ مساحات إضافية من أراضي الدولة وتغيير استغلال ما خصص لمواقف السيارات وغيرها·
وتقول المصادر إن الوزارة لم تستقر خلال السنوات الأخيرة بعد أن تولاها أكثر من وزير فبعد أن عانت كثيراً في أيام تولي صلاح خورشيد بسبب تحويلها الى مجال لخدمة ناخبيه وناخبي بقية نواب الخدمات، وبعد أن عين عبدالله الطويل وحاول أن يعيد تنظيم العمل فيها وفي الهيئة، شعر العاملون فيها بشيء من الاستقرار الى أن فوجئوا بعدم عودة الطويل وزيراً ثم تولاها النائب الدكتور زلزلة الذي بدأ التعامل معها كوزير موقت محاولاً اتخاذا الكثير من القرارات التي تشوبها صفة الخدمات الانتخابية التي تناولتها الصحف حتى أوقفت، ولم يمكث زلزلة طويلاً في الوزارة حتى أتى حل المجلس واستقال ليخوض الانتخابات التي خسر فيها مقعده، ثم تولاها الشيخ علي الجراح بشكل موقت حتى شكلت الحكومة الأخيرة فعين عليها فلاح الهاجري·
يذكر أن الدكتور ميرزا حسن كان قد عين حديثاً في هذا المنصب بعد أن رشحه له الدكتور يوسف زلزلة خلال فترة توليه حقيبة الوزارة قبيل الانتخابات الأخيرة، ويبدو أن الدكتور ميرزا سيعود الى قاعات التدريس في جامعة الكويت بعد أن تركها لعدة سنوات عندما عين مستشاراً ثقافياً في سفارة الكويت بواشنطن·