استطاع صدام حسين منذ اجتياحه لدولة الكويت في 2 أغسطس 1990، أن يكذب على المنظمات الإنسانية والدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، وعلى النداءات المتكررة الصادرة عن الهلال والصليب الأحمر وبابا الفاتيكان ومنظمة المؤتمر الإسلامي، للعمل على إطلاق سراح الأسرى الكويتيين منذ ثلاثة عشر عاما رحمة بهم وبأسرهم، لكنه وعلى لسان وزرائه وكبار موظفيه كان ينكر في كل مرة وجود أسرى كويتيين أصلا في سجونه وكان يدعو العالم لزيارة سجونه للبحث عن نحو ســتمئة أسـير كويتي·
وكان - أيضا - ينكر وجود رفاتهم في مستشفياته، فكيف نصدق ذلك وقد قام عساكر صدام في أثناء احتلال الكويت وفي نهارها بخطف أسرانا أمام أعيننا ولنا فيهم الصديق·· والزميل·· والشقيق·· والكثير ممن نعرفهم؟ أين رحلوا وقد تم خطفهم أمام أبصارنا؟ لقد أنكر صدام وأعوانه وجود أسرى لنا في العراق، وبعد سقوط صدام ونظامه البشع عثرنا على بعضهم مقتولا في مقابر جماعية·
وبعد هذه الجرائم والمجازر البشرية، يطالعنا صدام بوجهه القبيح بين فترة وأخرى ومن خلال رسائل صوتية تبثها القنوات الفضائية العربية يناشد فيها أعوانه بالصمود·· والتصدي لقوى التحالف التي حررت العراق من نظامه الفاسد، يناشدهم بالتصدي والجهاد لهؤلاء الجبناء الغزاة!! متوهما أنه سوف يحرر العراق بهذه الشرائط وسيعود إلى سـدة الحكم في يوما ما·
إن شعبي الكويت والعراق بل شعوب العالم بأسرها لن تغفر جرائم صدام بعد اكتشاف المقابر والمجازر لأسرانا وغيرهم من الضحايا الذين امتلأ بهم بطن أرض العراق·
إننا لن ننسى أسرانا الذين استلمنا رفاتهم واحدا تلو الأخر وشيعناهم كشهداء، فمثواهم قلوبنا وليس التراب·
yahya@taleea.com
|