إن مهرجان "كتب ولعب الأطفال" الذي استبدلوه فأسموه، "مهرجان أجيال المستقبل"، وقد تقرر هذا العام إقامته في 4/إبريل بقاعة المرحوم عبدالعزيز حسين في "منطقة مشرف"·
إن أساليب المهرجان وبيروقراطيته لم تتطور وأصبحت لا تتلاءم ومعطيات المئوية الثالثة بما فيها من تقدم تكنولوجي في مجال الإنترنت والكمبيوتر وعلاقة الأطفال بهذا التوجه العالمي·
فإدارة المعرض لا تزال بعد مرور 21 عاما على ولادة المهرجان تطلب من المشاركين نسخة من الترخيص التجاري لإثبات الشرعية للمشاركة، وهناك ملاحظات وأفكار كثيرة تدور في أذهان بعض المشاركين حول تطوير أهداف وجدوى هذا المهرجان الذي مازال على "طمام" (محمد المفضي)، وبالتالي هل خدم ثقافة الطفل أم أهدرها؟ بالتأكيد ساهم المهرجان بإهدار ثقافة الطفل لأنهم وضعوا لعب البيع الاستهلاكية إلى جانب الكتاب وقالوا للأطفال تعالوا اختاروا واقرؤوا، وطبيعي أن ينصرف الأطفال إلى اللعب، ويكون ذلك على حساب الكتاب وعلى حساب أولياء الأمور الذين اصطحبوا أطفالهم إلى مهرجان أشبه ما يكون بساحة الصفاة "أيام زمان" عندما كان يقام فيها مهرجان شعبي للعيد ويتجمع الباعة في الساحة لبيع الألعاب والحلوى، وتنصب المراجيح، هكذا هو مهرجان اليوم، ولكنه بشكل متطور قليلاً·
ولو كنا حريصين على ثقافة الطفل لأقمنا معرضاً دائما لكتب الأطفال، ومكتبات عامة للأطفال، وناشدنا الأهالي الاهتمام بثقافة الطفل ورفعنا شعارات ثقافة الطفل في كل مكان، هذا إذا كنا نريد أن نخلق أجيالا قارئة مثقفة تعرف كيف تواجه حضارة هذا القرن وما يليه، ولو كنا نريد أن نخلق ثقافة طفل، لقيّمنا مسيرة مهرجانات كتب ولعب الأطفال التي مضى عليها نحو عشرين عاما دون أن نلحظ إدخال أي تطوير على التجربة·
لو بعثت من جديد لجنة ثقافة الطفل التي شكلها المجلس الوطني وأنا أحد أعضائها لصرخت من هول انحراف التجربة!!
yahya@taleea.com |