طالعتنا أخبار الدنيا بأسرها في الأسبوع الماضي بكيفية وقوع زعيم الأكراد المطارد من قبل حكومة تركيا منذ سنوات، وقد تكالبت عليه حفنة من أجهزة المخابرات فأوقعته بالفخ المنصوب له في نيروبي·

ونحن من الجانب الإنساني - على الأقل - نتعاطف مع الزعيم الكردي ونعتقد أنه صاحب قضية وليس إرهابيا كما تدعي تركيا، ولو كان كذلك لما حظي باهتمام ومحبة الأكراد الترك وجعلهم يعرضون أنفسهم بشبابهم، ونسائهم، وشيوخهم، وأطفالهم، إلى مخاطر جسيمة  من خلال ما قاموا به من مظاهرات ساخنة ودموية وتعديات على المصالح التركية في الخارج والسفارات  اليونانية والكينية·

ومما زاد الطين بلة أن المحطات التلفزيونية بثت صورا فيلمية عن الطريقة التآمرية البشعة التي اقتنصوا بها أسد الأكراد، ورأينا أوغلان في الطائرة وهو يتألم من جراء القسوة التي عومل بها على  الرغم من جرعات المخدر التي أفرغوها في جوفه حتى يفقد القدرة على المقاومة أو الهرب·

وكان بإمكانهم أن يعاملوه برفق خصوصا بعد أن وقع في أيديهم، لكن بعض الدول المتقدمة التي تنادي بحقوق الإنسان عندما تصل الأمور إلى المس بمصالحها تلجأ إلى التعسف في استعمال الحق·

والدور غدا سيأتي على ابن لادن المطارد من المخابرات الأمريكية بتهمة تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام، ومهما طال الزمن سيقع في أياديهم بعد أن انقلب عليه رفاق الجهاد في أفغانستان، وأنكرته حركة طالبان، أو تخلت عنه للمخابرات الأمريكية، وادعت أنه اختفى أو فر من أفغانستان ولا تعرف مكانه، لكننا على ثقة بأن المخابرات الأمريكية ستصل إليه وستتعسف معه في استعمال الحق، وهكذا هو حال عالمنا اليوم، خاطف ومخطوف، أو كما نقول في لهجتنا "مخاطف"·