أصبح كل عمل إرهابي يحدث في أي دولة من دول العالم ينسب للإسلام والمسلمين، وآخر التفجيرات هي التي حدثت في مدريد في الأسبوع الماضي تبين من التحقيقات أن المتورطين فيها هم فئة من شباب المغرب العربي·
وهكذا تتوالى التفجيرات في الشرق والغرب، كل يوم حتى أصبحنا نوصف بأن كل مسلم إرهابي وكل إرهابي مسلم·
لقد أصبح كل عمل إرهابي يحدث في أي دولة من دول العالم ينسب للمسلمين حتى أصبحنا نكاد نشك بديننا وعروبتنا، وبالتالي فإن ذلك كله يعود إلى غياب الديمقراطية وتطبيقاتها وممارستها يوميا وفعليا، وحسب ما يفهمها العالم المتقدم، وليس حسب ما يفهمها الحكام العرب الذين حينما يواجهون الضغط الشعبي والعالمي يهرولون لأكذوبة الإصلاح السياسي - وبقدرة قادر - ويتحولون إلى ديمقراطيين من ورق·
ثم جاءت الطامة الكبرى وحطت على رؤوس الشعوب العربية حينما اختلف زعماء العرب على جدول أعمال مؤتمر القمة العربية الذي كان من المقرر له أن ينعقد في تونس·
لقد اختلفوا قبل أن يجتمعوا!! على الرغم مما يجري في الشرق الأوسط من تهديدات وتفجيرات ومسح خرائط وظهور خرائط أخرى جديدة فضلا عن الصدود، والتحايل على الضغط الشعبي في الانتقال إلى حكم ديمقراطي يحمي حقوق الإنسان ويعززها·
ولا يستمع الحكام العرب إلا لصوت واحد ينادي بأن لا حكم إلا حكم الله·· ولا حكم إلا بما أنزل الله·
وبعض الحكومات العربية تركت الصوت والساحة لأصحاب هذا الرأي، وبالتالي تعملقوا وجاروا على عباد الله، وأصبح الإرهاب يولد في أذهانهم، وعششهم تحت راية الإسلام·
فأصبح العالم كله فريسة لهؤلاء المذنبين بحق المجتمعات المدنية ومن لديه رأي آخر يقول: بأن هوية الإرهاب ليست إسلامية، وهم ليسوا وراء ما يحدث في العالم من إرهاب، فليتفضل وليقل لنا رأيه·
yahya@taleea.com |