رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 4-10 رمضان 1423هـ الموافق 9-15 نوفمبر 2002
العدد 1552

الدول العربية والتنمية
موسى داؤود
???? ??????

لا شك أن أحوال الدول العربية تدعو بقلق شديد وتنذر بمستقبل غير مستقر، ما لم تحدث عوامل ومتغيرات جديدة من شأنها أن تؤدي الى انعطاف جدي ومختلف نوعيا في مجرى التطور العام في المنطقة، وعلاقاتها بالعالم الخارجي· ولعل الصفة الأبرز والأشمل للحالة الراهنة في الوطن العربي تتمثل في مشكلة التنمية بمفهومها العلمي الحديث والشامل، وأكبر دليل على ذلك في مؤشرات اقتصادية واجتماعية وثقافية كثيرة، وكذلك في الفشل الذريع في بناء دولة ديمقراطية عصرية مدعومة بمؤسسات وآليات شرعية ومعبرة عن إرادة الشعب في الحرية والديمقراطية إن الدول العربية شهدت أحداثا ضخمة وخطيرة منذ منتصف القرن المنصرم سواء أكان في ميدان النضال من أجل الاستقلال، وإنهاء الهيمنة الاستعمارية المباشرة أم في السعي لإصلاحات اقتصادية - اجتماعية تقدمية· وعلى الرغم من وجود خبرات غنية ومهمة في هذه الميادين إلا أن النتيجة العامة لهذه المسيرة مخيبة للآمال وتشكل صدمة عنيفة للمطامح وآمال الشعوب العربية الوطنية المشروعة، وهنا من الأجدر القيام بمراجعة نقدية وتحليل شامل للتجربة العربية السابقة واستخلاص خبرات واستنتاجات حقيقية وموضوعية من شأنها أن تساعد على تجاوز المأزق الراهن وبلوغ الأهداف المنشودة·

العرب والعلاقات الدولية

وفي هذا السياق تبرز مجالات وقنوات أساسية تتداخل وتتفاعل فيها العوامل الخارجية والداخلية المؤثرة في سير الأحداث وعملية التطور والتنمية في الوطن العربي التي تمثل عوامل حاسمة حتى الآن في علاقته بالعالم الخارجي، وتتلخص أهم هذه المجالات والقنوات بما يلي:

أولا: قطاع النفط والغاز وأهميته الحاسمة بالنسبة الى الاقتصادات العربية والى التجارة والاقتصاد في العالم· فمنذ اكتشافه منذ عقود عدة أصبح هذا القطاع بؤرة المصالح للدول الأجنبية الاحتكارية في المنطقة العربية والمحرك الأساسي لخطط القوى الإمبريالية العالمية ونشاطاتها الاستراتيجية والسياسية والعسكرية، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، وكما أنه من ناحية ثانية يمثل هذا القطاع أهم مورد اقتصادي ومالي تعتمد عليه اقتصادات البلدان العربية المنتجة للنفط وتستفيد منه بأسلوب غير مباشر البلدان العربية الأخرى في ميادين التجارة والعمالة والاستثمار والنقل وتأمين حاجاتها المحلية للطاقة، وتشير إحصاءات حديثة الى أن المخزون النفطي في المنطقة العربية يبلغ 62 في المئة من الاحتياطي النفطي العالمي كما أن حجم الإنتاج من النفط العربي يبلغ الآن %27 من الحجم الكلي للإنتاج النفطي العالمي، وأما التقديرات المتعلقة بالغاز فتبين أن المنطقة العربية تملك %22 من الاحتياطي العالمي من الغاز وتنتج الآن %13 من الإنتاج العالمي، ولعل هذه الأرقام تعبر عن دلالات خطيرة اقتصادية وسياسية لواقع ومستقبل الصلات التي تجمع الوطن العربي بالعالم الخارجي، وتؤكد بوضوح الأهمية الاستراتيجية لقطاع الطاقة وتأثيره الحاسم على اقتصادات الأقطار العربية ومصالح شعوبها وتطلعاتها المشروعة نحو الرفاه المادي والتقدم الاجتماعي·

ثانيا: الصراع العربي - الإسرائيلي:

المشروع الصهيوني بإقامة إسرائيل على الأرض الفلسطينية، ما ترتب عليه من تداعيات خطيرة من حروب واعتداءات واحتلال وتشريد وقمع وتصفيات جماعية بحق الشعب الفلسطيني الآمن والاندفاع في سياسات توسعية وعدوانية ضد البلدان العربية واحتلال أجزاء كبيرة من أراضيها وذلك خلال خمسين سنة الأخيرة·

وما زالت هذه التداعيات مستمرة ومتصاعدة وتولد أخطارا جدية على أمن وسلامة واستقرار المنطقة ومصالح شعوبها، كما تشكل هذه القضية الخطيرة ومازالت مجالا حساسا ومهما للغاية لصلات الوطن العربي بالعالم الخارجي بوجهيها السلبي والإيجابي، فمن ناحية، أسهمت وما زالت تسهم دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية ومنظمات ومؤسسات أجنبية في دعم المشروع الصهيوني والسياسات الإسرائيلية وتوفير جميع أشكال المعونة المادية والسياسية والعسكرية لها· ومن ناحية أخرى، تلعب أطراف دولية كثيرة ومؤسسات وأحزاب وحركات إنسانية، وتقدمية في مساندة الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة وفي التضامن مع البلدان العربية لتصفية الاحتلال والعدوان·

وهكذا أصبح من الأهمية بمكان الاهتمام بالعلاقات العربية الدولية على جميع الأصعدة والسعي لكسب المجتمع الدولي الى جانب الحق الفلسطيني والعربي وستبقى هذه المهمة من أوائل العمل الشعبي والرسمي العربي طالما وجد الاحتلال الإسرائيلي وتعذر الوصول الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية·

ثالثا: التجارة الخارجية “الاستيراد والتصدير” بين الأقطار العربية والبلدان الأجنبية تمثل مجالا بالغ الأهمية لكلا الطرفين وتتوقف مصالحهما في قطاعات أساسية منها تصدير النفط والغاز من بعض الدول العربية والاستيراد بمقاييس غير عادية من الدول الصناعية المتقدمة لسلع وخدمات كثيرة في ميادين التكنولوجيا والسلاح والمواد الغذائية والاستهلاكية والخبرات الفنية المتقدمة وبهذا أمست فعاليات التجارة الخارجية من الأولويات الأساسية في التوجهات السياسية والاقتصادية للبلدان العربية والى جانب آخر تبرز قضية حساسة في مجال الأمن المائي وتطرح بإلحاح الحاجة لمعالجة الندرة في المياه ودرء الأخطار المحتملة في الإطار الإقليمي ولا سيما مع تركيا ومن جراء الأطماع الإسرائيلية·

·        كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
خمسون عاما من النضال ضد الاستعمار
السيناريوهات الثلاثة لغزو إيران
الانسحاب من غزة هل هو حل جذري للقضية الفلسطينية؟
تنامي قوى اليمين في إيران
ماذا تريد أمريكا من إيران؟
مفهوم المجتمع المدني
فوز تشافيز انتصار للفقراء في فنزويلا
هل أساليب التعذيب في العراق غريبة؟
مشروع الشرق الأوسط وإرادة الشعوب
دور الأحزاب في المجتمع
على القوى الديمقراطية والليبرالية أن توحد صفوفها
الدول العربية والتنمية
ازدواج الجنسية إلى أين؟
نحو اقتصاد عربي موحد
دق ناقـــوس الخـطـــــــر
ما استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية من ضرب العراق؟
 

سمر قند متحف مفتوح:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
السبب والنتيجة في قضية الناقلات:
سعاد المعجل
من الشراع إلى البخار:
يحيى الربيعان
لولا:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
استحقاقات الديمقراطية!:
عامر ذياب التميمي
الكويت بعد سقوط نظام صدام:
د. محمد حسين اليوسفي
“عرفات” واللعب على المكشوف:
عبدالله عيسى الموسوي
الجامعة العربية·· في الميزان:
د. جلال محمد آل رشيد
الدول العربية والتنمية:
موسى داؤود
صدام حسين والدين ورجال الدين في العراق :
حميد المالكي