رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 صفر 1425هـ - 14 أبريل 2004
العدد 1623

دور الأحزاب في المجتمع
موسى داؤود
???? ??????

إن الدول التي تحظى بأنظمة ديمقراطية تعددية تتسم بالحرية والتعددية، ومبنية على أسس نظام مؤسساتي، إن للأحزاب دوراً كبيراً في هذه المجتمعات، إن للأحزاب دوراً محورياً في بلورة وتطوير هذه الأنظمة إلى مستوى أعلى من الديمقراطية، وتعبئة الجماهير نحو تحقيق بناء وتنمية الاقتصاد السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع، وهناك كثير من الأحزاب في المجتمعات العربية، هناك الحزب الاشتراكي، الحزب الشيوعي، حزب الأمة، حزب البعث، الحزب الناصري، الحزب الإسلامي إلخ·· إلخ·· ولكل هذه الأحزاب برامجها واستراتيجياتها للعمل من أجل كسب الجماهير والسيطرة على الحكم عن طريق الانتخابات أو بطرق أخرى، لا نستطيع القول بأن هذه الأحزاب العربية بخير في كل بلد عربي على حدة، وفي العالم العربي بأسره، نقول بأن الأمة العربية تعيش زمنا رديئا، وأنه لا توجد أمة في العالم تفوقنا ذلة ومهانة وأكبر دليل على ذلك تأجيل القمة العربية التي اتفق عليها في تونس، وهذه أكبر مأساة للعرب وإذا كنا نكرر كثير بأننا في أزمة، أزمة في كل شيء فلا يمكن أن تكون أحزابنا خارج ذلك كله، وإذا قال البعض إن من الخطأ التعميم، وإن بعض أحزابنا ناجحة وإن كانت قليلة فهذا صحيح، غير أن وجود حزب أو بضعة أحزاب ناجحة لا يلغي الصورة الغالبة التي تطبع وضعية عشرات الأحزاب وتطبع العمل الحزبي في البلدان العربية·

إذا كانت شعوبنا ودولنا في وضع متأزم وسيىء فلا يمكن أن تكون أحزابنا معافاة وصاعدة ليس هذا فقط بل إن الذهاب بالرؤية من السطح إلى العمق تجعلنا لا نقول بأن الأحزاب يصيبها ما يصيب الأمة، بل القول أيضا بأن الأحزاب لا يمكن أن تكون خارج المسؤولية عما نحن فيه،و لأنها أداة تغيير حقيقي وجوهري في المجتمع، إن العزوف عن العمل الحزبي في البلدان العربية بات ظاهرة بارزة تلحظها الأحزاب ذاتها وهذا ليس عائداً فقط إلى الخوف من السلطة الرسمية والقمع السياسي وإلى المناخ النفسي إثر توالي الهزائم والتراجع الذي تعانيه بل ثمة أمر آخر مؤثر في هذا العزوف هو الجمود العقائدي وترهل وتكلس هذه الأحزاب وفشلها في مجاراة الحياة والتطور والاستجابة لحاجات المجتمع وقضاياه الملحة وعندما تعجز هذه الأحزاب عن أن تكون مثلا وقدوة لمن خارجها (ولأعضائها أيضا) أي أن تكون طليعية ونموذجية وريادية حسب هذه التعابير التي لها معنى ولكنها تصبح طنانة وفارغة وتدعو إلى السخرية عندما لا يدعمها العمل والواقع·

يبقى أن نستدرك هنا أن مسألة العزوف عن العمل الحزبي كما ذكرناه سابقا لا ينطبق تماما على حزب السلطة في البلدان العربية، بل يمكن القول بأن الأحزاب العربية الأكبر والأكثر جماهيرية، هي أحزاب السلطة! لكن علينا أن نعرف هنا حقيقة بسيطة وهي أن هناك فرقا بين أناس يدخلون إلى الحزب بقناعة مبدئية ومن أجل العطاء وتحقيق الذات إنسانيا أو يدخلونه لمصلحة أو من أجل العيش والامتيازات، إن أي حزب لا يمكن أن ينجح في الواقع إذا لم يستوعب ويمارس صفات المواطنة والمجتمعية والإنسانية·

فالمجتمع ليس فقط عمالاً، أو فلاحين أو مثقفين أو فقراء وإذا قلنا بأنه من غير الممكن أو من غير الصحيح أن يكون هناك حزب واحد يستوعب ويمثل كل الشعب بمختلف طبقاته وفئاته ومصالحه وأفكاره ومشاعره، فهذا ليس مبررا لانتفاء أو فقر الصفة المجتمعية لدى الأحزاب، أي أن الحزب بحاجة لأن يدرك بأنه جزء من مجتمع، جزء من الوطن وجزء من الإنسانية وأن يملك رؤية وطنية مجتمعية وإنسانية بالمعنى الواسع والعميق للكلمة حتى لو كان هذا الحزب حزب الخضر الذي يهتم بالطبيعة والنظافة والتلوث·

البارز لدينا في البلدان العربية هو العشيرة، الطائفة، الفرد، المدير، الأمين العام، الحاكم ولم نصل بعد إلى الانتماء والولاء إلى  نطاق أعلى وأسمى، الشعب، المجتمع، المؤسسة، الدولة، المواطنة، الإنسان والإنسانية أما لماذا ذلك كذلك فثمة أسباب وتحليل لكن علينا أن نتوقف هنا حتى لا تتسع الكتابة ويتسع الصراع·

 

�����
   
�������   ������ �����
خمسون عاما من النضال ضد الاستعمار
السيناريوهات الثلاثة لغزو إيران
الانسحاب من غزة هل هو حل جذري للقضية الفلسطينية؟
تنامي قوى اليمين في إيران
ماذا تريد أمريكا من إيران؟
مفهوم المجتمع المدني
فوز تشافيز انتصار للفقراء في فنزويلا
هل أساليب التعذيب في العراق غريبة؟
مشروع الشرق الأوسط وإرادة الشعوب
دور الأحزاب في المجتمع
على القوى الديمقراطية والليبرالية أن توحد صفوفها
الدول العربية والتنمية
ازدواج الجنسية إلى أين؟
نحو اقتصاد عربي موحد
دق ناقـــوس الخـطـــــــر
ما استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية من ضرب العراق؟
 

أربعينية الدم الحسيني:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عباءة صدام حسين!!:
سعاد المعجل
مؤتمراتنا··:
سعود راشد العنزي
دبلوماسي حكومتنا و"كذبة إبريل":
فيصل العلاطي
الشهادات الموقتة:
المهندس محمد فهد الظفيري
الإرهاب عند المسلمين:
يحيى الربيعان
دور الأحزاب في المجتمع:
موسى داؤود
أين الحـكـمـاء؟:
المحامي نايف بدر العتيبي
التخلف الاقتصادي··:
عامر ذياب التميمي
ما أفسده مقتدى:
د. محمد حسين اليوسفي
من فلسطين الى شباب الأكاديمية:
عبدالله عيسى الموسوي
"بول بريمـر" رجل التصعيد الأول:
عبدالخالق ملا جمعة
آثار الارتداد الأمريكي عن الديمقراطية في العراق!!:
د. جلال محمد آل رشيد
القمة العربية: أزمة حوار وثقافة:
خالد عايد الجنفاوي
أخطر وثيقة سياسية عراقية تنفرد بنشرها "الطليعة " بمناسبة:
الذكرى الأولى لسقوط نظام صدام حسين:
حميد المالكي
في "أرشيف الأمن القومي":
رضي السماك