رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 15-21 رجب 1423هـ - الموافق 21-27 سبتمبر 2002
العدد 1545

ما استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية من ضرب العراق؟
موسى داؤود
???? ??????

 إن زعماء الولايات المتحدة الأمريكية ابتداء من الرئيس روزفلت ومروراً بـ دويت آيز نهاور ونيكسون، فورد وكيندي ووصولاً إلى بوش الابن كلهم عندما يستلمون السلطة في البيت الأبيض يملكون عقيدة “DOCTRINE” سياسية واقتصادية محددة على ضوئها يحددون فيها سياستهم الخارجية والداخلية والتي تخدم مصالحهم الاستراتيجية في العالم· إن عقيدة بوش الابن هي محاربة الإرهاب بكل الوسائل الممكنة بعد أحداث 11 سبتمبر سنة 2000، ولهذا الهدف جند وسخر كل وسائل الإعلام من سمعية وبصرية لخدمة هذه الاستراتيجية ولأجل تبرير عدوانه على العراق لإزاحة الرئيس صدام حسين من السلطة ربط النظام العراقي بالإرهاب وتملكه لأسلحة الدمار الشامل وعدم تعاونه مع المفتشين الدوليين والأمم المتحدة ولأجل شن هذا الهجوم تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بحشد أكبر عدد ممكن من الدول الأوروبية والعربية لمساندتها في هذا العدوان، وحتى الآن معظم الدول الأوروبية باستثناء بريطانيا معارضة لهذا الهجوم على العراق، وكشف استطلاع للرأي أجرته شبكة التلفزيون البريطانية “CHANNEL4 أن (%52) من البريطانيين يعارضون مشاركة جنود في بلادهم في عملية عسكرية في العراق مقابل %34 يؤيدون مشاركة كهذه، وفي ألمانيا أكد المستشار الاشتراكي الديمقراطي الألماني غيرهارد شرويدر مجدداً تحفظاته على هجوم عسكري محتمل ضد العراق معتبراً أنه قد “يخرب التحالف ضد الإرهاب”· ومن جانب آخر عبر وزير خارجية ألمانيا فيشير عن رفضه أي عملية عسكرية على العراق محذراً مما سماه فتح “جهة ثالثة” في العراق إلى جانب مكافحة الإرهاب الدولي وأزمة الشرق الأوسط· وأما على الصعيد العربي فمعظم الدول العربية رافضة المشاركة في ضرب العراق والسماح للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام قواعدها لضرب العراق· باستثناء دولة قطر التي أعطت تسهيلات لأمريكا باستعمال قاعدتها الجوية  “العديد”  للعمليات الحربية الأمريكية بدلاً من القواعد السعودية، إن تركيا الجارة للعراق مترددة في المشاركة في الهجوم على العراق لأن لها مصالح نفطية واقتصادية مع العراق فمصالحها تتأثر بضرب العراق وبما أنه في حلف عسكري مع أمريكا فمن الصعب عليها عدم المشاركة بجانب أمريكا، وأما الأكراد في العراق لا يؤيدون عملاً عسكرياً أمريكياً للإطاحة بصدام (تأييداً أعمى) وأنهم لم يتخذوا قراراً بالهجوم من عدمه: وقال مسعود البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني لرويتر الأسبوع الماضي إن قواته لن تشارك في هجوم أمريكي دون الحصول على الحكم الذاتي والأمن مستقبلاً، السؤال الآن: ما استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في ضرب العراق؟ هناك أهداف عدة لضرب العراق·

أولاً: كسب أصوات الشعب الأمريكي في الانتخابات الرئاسية المقبلة·

 ثانياً: الخروج من الأزمة الاقتصادية والفساد الاقتصادي الذي يعانيه الشعب الأمريكي ثالثاً: إفلاس الشركات الكبرى والفساد الإداري مثل شركتيENRON   و "WorldCom" ومحاكمة المسؤولين عن الفساد في هذه الشركات وتورط ديكو تشيني في تجاوزات في مؤسسة بترولية كان يديرها، وقيامه ببيع أسهمه الخاصة قبل إفلاسها قبل شهرين فقط بالإضافة إلى الكثير من التحايلات المالية دون لعب خصومه هذه الورقة، هو خيار الحرب ضد العراق· إن إدارة بوش الابن وبتحريض من الصقور مثل ديكو تشيني بقرع طبول الحرب وتأجيج الوضع العسكري ضد العراق لأجل إبعاد النظر عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها الشعب الأمريكي، وبانتصاره على النظام العراقي بعد الحرب، تضع الولايات المتحدة الأمريكية يدها على ثاني احتياط نفطي في العالم، ويجمع الخبراء على أن جورج بوش إذا لم يقم بشن الحرب في هذه المرحلة لإسقاط النظام العراقي، فإنه لن يكون بوسعه القيام بذلك لاحقاً وأما الهدف الثالث لضرب العراق هو تغيير خارطة المنطقة بأسرها، وخلق كيانات جديدة وضعيفة مثل تقسيم العراق إلى شمال وجنوب، وإيجاد حكومة عميلة موالية لأمريكا مثل أفغانستان، ولا يشكل خطراً على مطالح الغرب والكيان الصهيوني والسيطرة على النفط العراقي والاستغناء عن النفط السعودي، وتعويضه بنفط بحر القزوين·

 أما سيناريو الحملة العسكرية على العراق فهو حتى الآن  " السيناريو الأفغاني" أي القصف الجوي المكثف ومن ثم تحريك قوات برية للتمشيط والتمركز، الأمر الذي لا يستمد حشداً بشرياً كبيراً، إذ لا تكفي الآلة العسكرية الأمريكية والبريطانية الموجودة في المنطقة للقيام بما هو مطلوب بل أكثر وحتى من دون صحة فرضية استخدام الأراضي الأردنية، فإن القواعد العسكرية التركية والحاملات والبوارج الأمريكية البريطانية لن تجد صعوبة في إنجاز هذه المهمة المطلوبة، ومن هنا فإن بدء العملية خلال فترة قصيرة قد يكون وارداً بكل المقاييس ولاسيما أن التفهم لقرار الرئيس الأمريكي يكتسب مزيداً من الأنصار والمؤيدين في الوقت الذي تزداد فيه عزلة العراق، إن تهديد العراق وإيران وتنفيذ المخطط يخلط المنطقة ويضعها في جحيم لا تعرف أمريكا نهايته ويهدد الصديق لأمريكا قبل العدو في وقت تحالفت إدارة بوش مع حكومة شارون والمخطط رهيب يهدد الأمن القومي من المحيط إلى الخليج·

�����
   
�������   ������ �����
خمسون عاما من النضال ضد الاستعمار
السيناريوهات الثلاثة لغزو إيران
الانسحاب من غزة هل هو حل جذري للقضية الفلسطينية؟
تنامي قوى اليمين في إيران
ماذا تريد أمريكا من إيران؟
مفهوم المجتمع المدني
فوز تشافيز انتصار للفقراء في فنزويلا
هل أساليب التعذيب في العراق غريبة؟
مشروع الشرق الأوسط وإرادة الشعوب
دور الأحزاب في المجتمع
على القوى الديمقراطية والليبرالية أن توحد صفوفها
الدول العربية والتنمية
ازدواج الجنسية إلى أين؟
نحو اقتصاد عربي موحد
دق ناقـــوس الخـطـــــــر
ما استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية من ضرب العراق؟
 

حقيقة مصنع "لقاح الحمّى القلاعية": إنتاج الجراثيم بدلاً من لقاح الحمّى القلاعية! :
حميد المالكي
لماذا يكره الناس أمريكا؟!:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
المهرجانات الاستهلاكية والثقافة:
يحيى الربيعان
مذلة قادتنا وجبروت قادتهم:
عبدالله عيسى الموسوي
تضــــــــامــن التعــــــاسـة!:
عامر ذياب التميمي
جسر الصبية ومرحلة ما بعد صدام:
د. محمد حسين اليوسفي
ما استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية من ضرب العراق؟:
موسى داؤود
بيان المثقفين الأمريكيين:
رضي السماك