من المعروف للجميع أن الاقتصاد هو البنية الأساسية للمجتمع فالاقتصاد القوي المبني على أسس علمية ومبرمجة على حسب احتياجات المجتمع يؤدي الى بناء مجتمع سليم خال من الأزمات والمشاكل الاجتماعية مثل الفقر والجوع والبطالة، لأن الاقتصاد هو عصب الحياة· إن الوضع الاقتصادي في الدول العربية أصبح يحتاج الى تحديث بشكل جذري، لأجل حل مشاكلها الاجتماعية التي تواجهها وأيضا مواكبة الاقتصاد العالمي في ظل نمو ما يسمى بالعولمة، نظام المستقبل·
إن الدول العربية التي تواكب النظم الحديثة بدأت تشعر أحيانا بالإرباك وأحيانا أخرى بعدم القدرة على المسايرة لدرجة أنها أدركت أن الوقت بدأ يتخطاها· لقد أصبح على الدول العربية لزاما وخصوصا على المجلس الاقتصادي العربي المنضوي تحت الجامعة العربية أن تتداعى الى قمة اقتصادية عربية لبحث هذا الموضوع المهم في أقرب وقت ممكن وجدير بالذكر أن بعض الرؤساء والحكومات مثل الرئيس اللبناني أميل لحود يدعو الى مثل هذه القمة والبحث في آليات وأفكار جديدة وخصوصا الى إقامة السوق العربية المشتركة منذ سنوات بعيدة، لأن السوق العربية خير ضمان للحقوق الاقتصادية العربية وسط خطر العملاق الذي يسمى العولمة·
إن إيجاد السوق العربية المشتركة، سوف يؤدي الى تشجيع التجارة بين الدول العربية، وإيجاد أجواء مشجعة لزيادة الاستثمارات والربط بآلية بنى تحتية مناسبة في مجالات النقل والطاقة والمواصلات من أجل تفعيل الاقتصادات العربية لا شك أن هناك إجماعا عربيا على وضع قوانين اقتصادية بشكل موحد ومماثل للدول الصناعية لكي يواكب العرب النهضة الاقتصادية الحديثة، ولقد ظهر جليا من خلال التغيرات الكبيرة التي دخلت على القوانين الاستثمارية في دول كثيرة من دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصا الإمارات العربية المتحدة والبحرين، لذلك ندعو الدول العربية الى العمل ضمن آلية موحدة وبرنامج موحد لإيجاد السوق العربية المشتركة·
* كاتب بحريني |