رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 3 ذو القعدة 1425هـ - 15 ديسمبر 2004
العدد 1657

القبول مقدمة مهمة للحوار
يحيى علامو

القبول سمة حضارية تتصف بها الأمم الواعية والشعوب المتطلعة للحرية والتي آمنت بأن التعدد والاختلاف هما من الفطرة الإنسانية التي تدفع بالبشرية الى التجدد والتطور والى إثراء الحياة بكل عوامل البقاء ورغم هذا فقد دفعت هذه المجتمعات ثمنا غير قليل لكي تتخلص من الرواسب الإلغائية وتقوى على النهوض والتقدم·

النزوح الجماعي الى التخلف والحفاظ على ما هو قائم دون أي محاولة لتطويره هي صفة مجتمعات العالم الثالث ومنطقتنا العربية جزء من هذا العالم النائي الذي قاطع كل قوانين التطور وأبقى الأفكار النيرة حبيسة الكتب وحقائب النخب وما خرج منها وأصبح متداولا عجز عن التغيير لأسباب عدة منها الموضوعية والمتعلقة بالمناخ العام وبطبيعة الأنظمة وبثقافة المجتمع إضافة الى التأثير الدولي ومنها الذاتية والتي تعتبر العامود الأهم لتمدد الفكر التنويري مما أبطأ وعي شعوبنا وأبقانا قرونا في زمرة الغياب بسبب السلوك النخبوي المزدوج والحامل لفيروس التخلف نظرا لعدم تخلصه من الرواسب الاجتماعية والتي أثرت على مصداقيته لأن الفكر المتطور يتبعه سلوك متحضر كالصفة والموصوف وأي رواسب ذاتية تسقطه وتضعف من تأثيره وتجعله في أحسن الأحوال مادة ترفيه في زوايا المقاهي والمنتديات الثقافية مهما كان ناهضا، وهذا ما جعل منطقتنا المكان العصي على نمو أي فكرة إصلاحية بسبب هذا السلوك إضافة الى الغلو في الطرح مما حول كثيرا من الأفكار من حل الى أزمة ومن حلم الى كابوس ومن أمل الى قنوط حتى أضحت منطقتنا في كثير من الأحيان مقبرة الأفكار الناضجة أي - عديمة الفعل والتأثير - بسبب إهمال تلك النخب وعدم إعارة أي اهتمام لمسألة السلوك وانسجامه مع الذات باعتباره أحد مكونات الفكر والجزء الأهم في تركيبته وأي لمسة أفك أو مس بالمشاعر أو تبرير لفعل شاذ أو طرح فوقي أو إساءة المعاملات يتحول التبشير بالغد المشرق الى حالة تقلص وانكماش شعبي واجتماعي وصولا الى العجز التام·

القوى الليبرالية والديمقراطية أخذت على عاتقها مهمة العمل على إقامة الدولة المؤسساتية وإقامة مجتمع التعدد والحداثة والتمسك بمقولة فولتير (قد أختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد لأن أدفع حياتي ثمنا للدفاع عن رأيك) ولكن دعوات بعضها الى إلغاء بعض الأطياف ومحاربتها وبكل السبل غير الديمقراطية بحجة ضرورات المجتمع المدني خصوصا من الرموز الظاهرة في الإعلام قد أساء لهذا التيار ولفكره الحضاري وأفقده المصداقية فجعله أقرب الى الشمولية منه الى التعددية إضافة الى وضعه في دائرة الاتهام والشك في الانتماء استنادا الى الصمت عن إدانة ومحاربة أي فعل غير أخلاقي يصدر عن المنظومة الديمقراطية العالمية وما أكثرها والتي تجاوزت كل الأعراف والتقاليد ناسية هذه النخب أو متناسية أن الديمقراطية هي فكر القبول ووعاء الاستيعاب وجذر الانتماء وشفافية صندوقها الانتخابي هي الفيصل بين الجميع·

السلوك الحضاري والالتزام يفرض علينا جميعا خصوصا في هذا الظرف الصعب، أن نكون أكثر قبولا من أي وقت مضى لبعضنا البعض وأن تمتد جسور الحوار الى كل الأطياف وعلى أرضية الانتماء الوطني المستبعدة لأي ظاهرة الاستقواء الخارجي ووقف صراع الأيديولوجيات على قاعدة الحل الديمقراطي لمواجهة الاستبداد الداخلي ومشاريع التقسيم الخارجية وإلا فالمركب سيغرق بما فيه ولن تنفع معه لا المحاولات التعددية ولا الشمولية في إنقاذه·

�����
   
�������   ������ �����
الخيار الديمقراطي بين الرغبة والانتقام
في زحمة الصخب والضجيج تعتكف الحكمة... وتضيع الحقيقة
في دولة المزرعة.. جفاف الضرع شرط لظهور الصحوة
الوعي التنموي شرط لازم للنجاح
الدستور الأوسطي الجديد
منتدى جمال الأتاسي آخر منافذ التهوية
الانتخابات العراقية والديمقراطية الغائبة
الغلوّ في الطرح
آفة الفكر المزمنة
القبول مقدمة مهمة للحوار
كابوسان أحلاهما مرّ
هل استبدال المفاهيم مقدمة لاستبدال الثقافة؟!
الفساد والمناعة الوطنية
الحرية والمناعة الوطنية
لماذا العرب وحدهم يتراجعون اقتصاديا؟!
هل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟!
درس في المواطنة يستحق رفع القبعة
نظرة موضوعية الى ثورة يوليو
الصدَّامية والصدَّاميون
هل هي أزمة نظم أم أزمة مصطلح؟!
  Next Page

إفساد الدين:
د·أحمد سامي المنيس
نواطير الفساد!!:
سعاد المعجل
الطائفيون:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الفساد الإلكتروني:
عبدالحميد علي
تحية إجلال للنواب الأحرار:
محمد بو شهري
اتصالات هادئة في إقليم ساخن:
عبدالخالق ملا جمعة
الاهتمام بالديمقراطية!:
عامر ذياب التميمي
القبول مقدمة مهمة للحوار:
يحيى علامو
من البحرين الى المنفى(1-3):
د. محمد حسين اليوسفي
السلام يساوي الزوال:
عبدالله عيسى الموسوي
لا حول ولا قوة..:
محمد جوهر حيات
التنين الصيني يخيف العالم:
عيد الرشيدي
هل يقلب انخفاض الدولار موازين الاقتصاد العالمي؟؟:
أحمد المهنا
أنا موجود:
فيصل عبدالله عبدالنبي
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية:
رضي السماك