رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 رجب 1426هـ - 17 أغسطس 2005
العدد 1691

منتدى جمال الأتاسي آخر منافذ التهوية
يحيى علامو

الشرط الصحي لأي بناء يكمن في كثرة النوافذ وذلك لإتمام عملية التهوية ضمانا لصحة البيئة والإنسان ومنعا لتكاثر البكتريا الضارة والفطريات والتي تعتبر الأماكن المغلقة البيئة المناسبة لتكاثرها·· ومن هنا فإن الأماكن الموبوءة غير قابلة للحياة الإنسانية·

بلا شك فإن النموذج النُظُمي العربي هو شمولي الطابع يعتمد الإغلاق  والترصيص أساسا للحكم باعتباره بركة من السماء وقدرا في الأرض وطاعته فرض عين ومقربة الى الله، وهذه الفلسفة ساعدت على نمو كل أنواع العصيّات والجراثيم التي قرحت الجسد الوطني وجعلته مرتعا للفساد والإفساد·

لا نختلف كثيرا على أن الشمولية آفة أمتنا المزمنة وخطورتها ليست في الطغيان فحسب وإنما في عدم مقدرتها على العيش خارج إطار الأجهزة والغرف المظلّلة·· إضافة الى دونية نظرتها للشعوب والتي تعتبرها في أحسن الأحوال سوقا لشعاراتها بعيدا عن أي فعل يحترم وجودها·· ولهذا لم تستطع عبر مراحل سطوتها أن تبني هيكلا غير مضمون السقوط·

العظة من التجارب والأخطاء صفة إنسانية·· والشعوب التي تقدمت هي التي قرأت واستقرأت ورفضت تأجير أو بيع حريتها تحت أي مبرر كان·· ودمشق التي غابت عن مسرح الحرية عقودا استبشرت خيرا بتفتح الربيع بين ظهرانيها من خلال خطاب القسم الذي أوحى بولادة مرحلة هي أقرب لمشروع إصلاحي يؤسس لدولة القانون والمؤسسات والتي غابت عنا كثيرا·· وفعلا تفتحت الورود وأمسى الربيع حقيقة من خلال ولادة المنتديات بأطيافها المختلفة والمطالبة بوقف تأميم الفكر والإنسان وعودة التنوع إلى فطرتنا·· ولكن ما كان ربيعا أضحى وهما·· فأٌُغلقت النوافذ وتوقفت السقاية وعادت مفاعيل القمقم الى عهدها·· وحده ربيع المفكر الراحل الدكتور جمال الأتاسي بقي حيا ليس قناعة في التعدد أورغبة في الإصلاح وإنما تلميع ودعاية لمرحلة·· وعندما فشل التسويق أغلق كآخر منافذ التهوية·· والمؤسف أن هذه الخطوة جاءت بعد وعود المؤتمر القطري بالتغيير والإصلاح·

الانتماء مسؤولية وهذه تحتم القلق والخوف من الآتي وخاصة عندما يتعرض الوطن الى ضغوطات خارجية تهدد مستقبله مما يلزم الجميع حكاما ومحكومين بالتماسك من خلال فتح قنوات الحوار وتقليص الهوة بينهما بعيدا عن حالة التكوّر والانكماش التي أوصلتنا الى حالة الوهن هذه·

كثرة النوافذ وتفعيل الشفافية هي خطوة لابد منها للمضي في طريق الإصلاح والبناء ورد فعلي وعملي على الضغوط الخارجية·· والمعارضة الوطنية الصرفة هي من كانت متمسكة بالحوار الوطني طريقا لتمتين اللحمة وخروجا من المأزق بعيدا عن سياسة الاستقواء الخارجي··· والتجمع الوطني الديمقراطي في سورية المتمثل بمنتدى جمال الأتاسي مثال ناصع للالتزام ولا أدل على ذلك من تحمله لكل ألوان الإقصاء والإلغاء والتهميش بعيدا عن سياسة الاستقواء·· وهنا نذكّر بثناء المفكر معن بشور أمين عام المؤتمر القومي العربي خلال محاضرته عن العروبة والإسلام في مقر نقابة الأطباء بحلب في مطلع هذا العام على هذه المعارضة بحضور المسؤولين السوريين التي أعتبرها أنموذجا محترما للمعايير الوطنية والقومية، وعلى هذا ألا تستحق هذه الصفوة أن تفتح لها الأكاديميات لغرس القيم الوطنية الأصيلة لا أن يغلق لها منتدى، الهدف من ورائه تعميق لغة الحوار وترسيخ مبدأ احترام وقبول الآخر في المجتمع بدلا من محاربتهم في أي نشاط سلمي يصب في هذا الاتجاه·

لست متفائلا·· ولكنني لست متشائما في أن يعود الربيع مرة أخرى بخطى واثقة أكثر انطلاقا من خطاب القسم لأن نقص الأوكسجين يعني الاحتضار ومن ثم الموت المحتم·

�����
   
�������   ������ �����
الخيار الديمقراطي بين الرغبة والانتقام
في زحمة الصخب والضجيج تعتكف الحكمة... وتضيع الحقيقة
في دولة المزرعة.. جفاف الضرع شرط لظهور الصحوة
الوعي التنموي شرط لازم للنجاح
الدستور الأوسطي الجديد
منتدى جمال الأتاسي آخر منافذ التهوية
الانتخابات العراقية والديمقراطية الغائبة
الغلوّ في الطرح
آفة الفكر المزمنة
القبول مقدمة مهمة للحوار
كابوسان أحلاهما مرّ
هل استبدال المفاهيم مقدمة لاستبدال الثقافة؟!
الفساد والمناعة الوطنية
الحرية والمناعة الوطنية
لماذا العرب وحدهم يتراجعون اقتصاديا؟!
هل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟!
درس في المواطنة يستحق رفع القبعة
نظرة موضوعية الى ثورة يوليو
الصدَّامية والصدَّاميون
هل هي أزمة نظم أم أزمة مصطلح؟!
  Next Page

"البدون" صداقة مع المعاناة:
ناصر الخالدي
مخبولة بروكلين!:
أحمد حسين
العراق بين رؤيتين:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عوّرت قلبي يا هادي:
على محمود خاجه
المنافذ... يا معالي الوزير؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
النقد بين الموضوعية والرأي الشخصي:
مشاري الصايغ
هل هناك من أمل؟:
عامر ذياب التميمي
السودان بعد قرنق:
د. محمد حسين اليوسفي
منتدى جمال الأتاسي آخر منافذ التهوية:
يحيى علامو
كفاكم رهانا على شارون:
عبدالله عيسى الموسوي
الاستراتيجية الصينية لتحقيق الأمن النفطي:
عبدالعظيم محمود حنفي*
دور القمة العربية في مكافحة الإرهاب:
عبدالله العبدالعالي
آفاق جديدة في نظرية الديمقراطية المبادرة أمريكية:
راشد الرتيبان*
مواردنا البشرية..:
محمد جوهر حيات