رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 25 ذي الحجة 1426هـ - 25 يناير 2006
العدد 1712

في دولة المزرعة.. جفاف الضرع شرط لظهور الصحوة
يحيى علامو

من الثوابت الأخلاقية لأي منظومة قيمية سواء كانت فكرا أو شعارا - أو حتي رغبة - أن تحتضن بالأداة الصالحة المستوفية لشروط السلامة الفكرية والاجتماعية وأي تسرب غير أخلاقي بها كاختلال الشفافية أو نقص في العفة وتحت أي ذريعة أو استنادا لأي مبرر ومهما كانت قوة الزخم والاندفاع يعتبر سقوطا حتميا لهذه المنظومة ولا ينفع معها أي جهد أو أي إنعاش مهما بلغت قوة الأجهزة في إحيائها اللهم إلا تأخير إعلان الوفاة لأن التجربة المعيار الأهم لصلاحية الفكر ومن هنا يأتي أهمية السلوك الفردي وانعكاسه المباشر على حركة الفكر والمجتمع·

والأفكار التي سادت منطقتنا في العقود الماضية وعلى اختلاف مشاربها وخاصة التي وصلت الى مقاعد السلطة كانت تحمل في طياتها بعضا من المشاريع الوطنية والقومية والتي بشرت بفجر جديد يؤسس لحياة عصرية جديدة ولكنها لم تستطع الإفلات من الممارسات السلطوية المنحرفة والتي تراكمت عبر السنين وشكلت حزاما محكما من الفساد لا يمكن اقتلاعه بل أصبح الحفاظ عليه ضرورة لاستقرار النظام وهذا مرده الى القصور الديمقراطي في بنية الفكر والتي لم تستطع السلطة تلافيه لضرورات الهمينة بل وتعمق الشرخ عندما انخرطت كثير من شرائح المجتمع رغبة أو قسرا أو حاجة في هذا الحزام دون أي اعتبار للمسألة الوطنية·· ومن هنا سقط المشروع الوطني بل ومشروع الدولة وأصبحت الأوطان كالأبنية العشوائية أو غير المرخصة··· فرغم وجودها ولكنها بعيدة عن الاستقرار والتطور ناهيك عن كلفة تنظيمها وإعادة بنائها·

 مع استمرار هذا النهج ظهرت جلبة أعراض الورم والانتفاخ التراثي في جسد السلطة وبات أعضاؤها يشكلون مفاصل الاقتصاد من خلال شركاتهم التي ألصقت بأسماء وهمية لإخفاء معالم الفساد الغائرة في الجسد الوطني·

ومن هذه الثقافة الموشومة بالنضال والصراع والتوازن منذ نشأتها خرج علينا أحد مفرزاتها وأحد أهم مهندسيها والذي لم تطأ أرجله الأرض منذ آذار المجيد وحتى صحوته الكبرى وهو السيد عبدالحليم خدام عبر أجهزة الإعلام المختلفة يعلن صحوته من الغيبوبة التي ألمت به طيلة أربعة عقود محذرا ومتوعدا ومعاهدا الله والوطن على فعل أي شيء لإيقاظ الجميع نافيا أن يكون جفاف الضرع هو من أيقظه بل هي وطنيته المفرطة والتي أملت عليه إظهار الحقائق إبراء للذمة وأمانة للتاريخ العازم على كتابته رغم خروجه منه·· ولكن لا ندري إن كان سيذكر مفردات صفقة نفاياته السامة والتي دفنها في البلاد وطمست معالمها آنذاك لمصلحة التوازن الاستراتيجي مع العدو أو سيفرد ميزانية استثماراته وعائلته الكريمة على سطور التاريخ والتي جمعها من مدخراته الشخصية على حد قول أحد المعارضين - للأسف - أم سيمارس النقد الذاتي ويعترف بدوره الإقصائي والإلغائي والتخويني في السياسة السورية·· لن نسترسل في سيرته الذاتية والتي تحمل سيرة مرحلة بأكملها كما استرسل مجلس الشعب السوري فيها والذي لم يكن ليجرؤ على فتحها لولا الضوء الأخضر العالي والذي لا يشع إلا في حالات خاصة جدا·

بلا شك أن الفساد آفة أمتنا المزمنة وذلك لغياب دولة القانون بل لغياب مشروع الدولة ودرجة تعشقه بمفاصل السلطة والمجتمع تخفف عن المرء الاحتقان إن حدث جنوح من هنا أو جناية من هناك لأن الانحراف نتاج طبيعي لدولة المزرعة وخاصة عندما تضعف مناعة السلطة فتصبح الصحوة ضرورة لحرق الخطايا وتبرئة الساحات·· ويخطئ من يعتقد أن الضغوط الخارجية نتاج طبيعي لأخطاء التكتيك أو ثمن لمعاكسة الاتجاه بل الأصح أن فساد النظم سبب مهم لها لأن مناعتها - أي النظم - لا تمنحها المقدرة على الرفض وتحقيق السيادة ولذلك عادة ما تلجأ للمناورة كمقدمة للقبول حفاظا على وجودها·

الاختلاف لا يفسد للود قضية ولكن بدولة المزرعة يعتبر أهم قضية لأنه يعطي المبرر لممارسة أي فعل لإزالة الآخر ولو تطلب الأمر مساندة خارجية، وما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت عن قول قصر الخدام الباريسي الى محج لكل أجهزة المخابرات الدولية ومنها الموساد يؤكد ذلك ولا ندري إن كان سيتبعه بعض الخدم حرصا على السلامة·

التغيير الديمقراطي مطلوب بل وأصبح ضرورة وطنية ملحة لتمتين اللحمة الداخلية والمراهنة على الأجندة الخارجية لإحداث التغيير المطلوب لا يزيد إلا الجراح عمقا والفرصة متاحة للنظم لتحقيق الحصانة ولكن ليس عبر الأجهزة وشدتها بل عبر منافذ الحرية ليستطيع الشعب ممارسة دوره في اقتلاع شأفة الفساد التي أوصلتنا الى ما نحن فيه·· هل نبدأ قبل أن يبدأ بنا الآخرون·· الأمل باق رغم صعوبة المخاض·

�����
   
�������   ������ �����
الخيار الديمقراطي بين الرغبة والانتقام
في زحمة الصخب والضجيج تعتكف الحكمة... وتضيع الحقيقة
في دولة المزرعة.. جفاف الضرع شرط لظهور الصحوة
الوعي التنموي شرط لازم للنجاح
الدستور الأوسطي الجديد
منتدى جمال الأتاسي آخر منافذ التهوية
الانتخابات العراقية والديمقراطية الغائبة
الغلوّ في الطرح
آفة الفكر المزمنة
القبول مقدمة مهمة للحوار
كابوسان أحلاهما مرّ
هل استبدال المفاهيم مقدمة لاستبدال الثقافة؟!
الفساد والمناعة الوطنية
الحرية والمناعة الوطنية
لماذا العرب وحدهم يتراجعون اقتصاديا؟!
هل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟!
درس في المواطنة يستحق رفع القبعة
نظرة موضوعية الى ثورة يوليو
الصدَّامية والصدَّاميون
هل هي أزمة نظم أم أزمة مصطلح؟!
  Next Page

كلمة حق في حي يرزق:
سليمان صالح الفهد
للكويت منزلة القلب:
د. حسن مدن
لا للقبيلة!!:
سعاد المعجل
اللائحة التنفيذية لقانون توارث الإمارة:
علي محمد البداح
عندما لا تموت الملوك:
د. محمد العبودي
نحن أولى من إيران بمفاعل نووي:
مبارك سعد مانع
في دولة المزرعة.. جفاف الضرع شرط لظهور الصحوة:
يحيى علامو
محمد بن راشد والمرحلة المقبلة:
د· هيام عبدالحميد *
من يشتري ثمانين بمئة:
صلاح الفضلي
مشروع دوائر منصف:
فيصل عبدالله عبدالنبي
"إسرائيل" والناخب الأمريكي(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
رحل القائل.. وبقيت الكلمة "كلنا للكويت":
على محمود خاجه
"نزول والكويت باقية":
محمد جوهر حيات
الأمير:
المحامي نايف بدر العتيبي
الدور المطلوب:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي