رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 شعبان 1426هـ - 28 سبتمبر 2005
العدد 1697

الوعي التنموي شرط لازم للنجاح
يحيى علامو

تعتبر التنمية الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات والمحطة الأهم لنهوضها وتنامي معرفتها وترسيخ وجودها·· ولكي تمضي قدما في الارتقاء لابد من تكامل عناصر النجاح لديها بجوانبها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية·· وأي اجتهاد يستبعد أو يهمل أحد هذه الجوانب وتحت أي مسمى يصيب التنمية بالإعاقة وتصبح الخطط مجرد هدر للوقت والجهد وفي أحسن الأحوال تخرج مصابة بالشلل النصفي·

الوعي التنموي شرط لازم للنجاح وتناميه يعني بالضرورة توافر مناخ من الحرية يحقق ارتفاعا في منسوب المخزون الثقافي والمعرفي بهذه اللجنة أو تلك الأداة المناط بها مسؤولية البناء والتطوير حتى يتضح على الأقل الدور والمهام المكلفة بها·· وأي أهمية يُعلق على دورها؟·· والتعثر الإنمائي العربي إن لم نقل غيابه هو نتيجة طبيعية لقصور هذا الوعي بسبب التسلط وخواء المخزون لأن أغلب النخب الحاكمة جاءت من ذهنية الاستيلاء وليس من ثقافة الإبداع·· وهذه الذهنية تعتبر خصما عنيدا للمعرفة والتطور لأن المحافظة على ثبات هياكلها مهما تآكلت أهم مقوماتها·· وهذا ما أعفاها من البحث ومن متابعة الشأن العام·· ولذلك جاءت كل خططها ونواياها الإنمائية داعمة لفلسفة الحكم ونظرية البقاء·· ومن هذه الذهنية أطلّ علينا مسؤول بدرجة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في سورية متحدثا في اللقاء الشهري لمجتمع الأعمال الذي نظمته مجلة الاقتصاد والنقل بدمشق عن خطط التنمية مجمل المواضيع الاقتصادية ومما جاء في حديثه عن التنمية وحقوق الإنسان بقوله (حقوق الإنسان هي حق التعلم والصحة ومياه الشرب والصرف الصحي وليس حق التظاهر والأحزاب) وانتقد بشدة أرقام الفقر المرتفعة والتي أوردتها مجلة الغربال بقوله أيضا "إن الناس تأكل وتشرب وما حدا عما يموت من الجوع"·

لا نجد جديدا في الكلام فالإناء ينضح بما فيه·· والثقافة مرآة العقل وهكذا تصريحات تعكس هذه الثقافة التي أخذت حظها كثيرا في أنابيب اختبار الحكم ووصلت لقرابة أربعة عقود ولكنها لم تنتج سوى الفقر والبطالة والفساد··  ولكنها نسيت أو تناست أن المشكلة ليست بكفاءة الفرد أو بطموح مجموعة أو وجود ثقب من هنا أو فتحة من هناك وإنما بالهيكلية العامة للنظام الذي يأبى أن يحدث تغييرا سوى بالشكل، متجاهلا جدلية العلاقة بين السياسة والاقتصاد·

الإقرار ببعض حقوق المواطنة كالتعلم والصحة والماء والهواء فضيلة تحسب للسيد نائب رئيس الوزراء لأنه قلما نجد مسؤولا يعترف بالمواطن أصلا، ولكنه في المقابل أنكر باقي حقوقه السياسية انسجاما مع أدبيات الثقافة السائدة، أي أنه أجاز الحق وأنكر المطالبة به ولم يعطنا الضمانة التي أجازها الدستور في المادة 39 منه حيث أعطت الحق بالتظاهر بما آثار في نفوسنا الريبة والشك في المصداقية لأن بداية القصيدة انتقاء وتجاوز·· ناهيك عن الشك في إمكانية تحقيق نبوءته في التحول المجتمعي الكامل والتحول الجذري في الاقتصاد بعيدا عن الشفافية وعن أي محاولة لترميم الانهيارات الداخلية التي خلفتها الشمولية في ظل المادة الثامنة من الدستور السوري والمتعلق بقيادة البعث للدولة والمجتمع والتي تعتبر العقبة الكأداء لأي نمو في المجتمع··

يا سيدي احترم صدق نواياك ورغبتك في التطوير والإصلاح ولكن التنمية هي أولا فكر وثقافة ومن ثم منظومة قوانين وتشريعات ولا يمكن الفصل بين عناصرها الثلاثة والتي تشكل أعمدة البناء·· أما تقليلك من حجم الفقر واتساعه في الوطن بقولك (ما حدا عما يموت من الجوع) فهذا يؤكد حاجتنا الماسة الى الحريات لبناء دولة المؤسسات بسبب مقدرتهاعلى تصوير الواقع بوضوح معقول ليستطيع المسؤول من خلالها معرفة ما يجري على الأرض·· وعندها تصبح تصريحاته وتحليلاته منطقية بعض الشيء وقريبة من الحدث بل أقرب للتحقيق·· بدل الغياب السلطوي المعيب، عن كل مفاصل الحياة·

تنمية الإنسان بداية النهوض·· ولا يعني أن نقف بانتظار ثورة ما لإحداث النقلة النوعية·· فإطلاق الحريات خطوة لا تحتمل التأجيل والاعتراف بالآخر أهم النقلات·· فهل نبدأ بهذه الخطوة ونفوّت الفرصة على الأعداء الذين يراهنون على التقوقع في إحداث الثغرات والنعرات لا أرى الضوء·· ولكن ثمة في الأفق شعاع·

�����
   
�������   ������ �����
الخيار الديمقراطي بين الرغبة والانتقام
في زحمة الصخب والضجيج تعتكف الحكمة... وتضيع الحقيقة
في دولة المزرعة.. جفاف الضرع شرط لظهور الصحوة
الوعي التنموي شرط لازم للنجاح
الدستور الأوسطي الجديد
منتدى جمال الأتاسي آخر منافذ التهوية
الانتخابات العراقية والديمقراطية الغائبة
الغلوّ في الطرح
آفة الفكر المزمنة
القبول مقدمة مهمة للحوار
كابوسان أحلاهما مرّ
هل استبدال المفاهيم مقدمة لاستبدال الثقافة؟!
الفساد والمناعة الوطنية
الحرية والمناعة الوطنية
لماذا العرب وحدهم يتراجعون اقتصاديا؟!
هل تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟!
درس في المواطنة يستحق رفع القبعة
نظرة موضوعية الى ثورة يوليو
الصدَّامية والصدَّاميون
هل هي أزمة نظم أم أزمة مصطلح؟!
  Next Page

قرار الدويلة.. كيف نقرؤه؟:
د·أحمد سامي المنيس
تجنيس من يستحق:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
التصريح الفيصل!!:
سعاد المعجل
حلبة سباق ضاحية جابر العلي:
المحامي نايف بدر العتيبي
تساؤلات وخواطر حول الانتخابات البرلمانية القادمة(2):
مسعود راشد العميري
من صاد عضوية البرلمان.. عشى عياله:
محمد بو شهري
"لا تعطونهم ويه":
على محمود خاجه
معطيات مختلفة!:
عامر ذياب التميمي
طرائف الانتخابات الأفغانية:
د. محمد حسين اليوسفي
الوعي التنموي شرط لازم للنجاح:
يحيى علامو
مطبوعات لا تستحق اسمها:
محمد موسى الحريص
الإسلام دين المبادئ ولكن..!(1-2):
علي غلوم محمد
محطات من الصراع:
عبدالله عيسى الموسوي
مؤسسات الفك المفترس:
عبدالخالق ملا جمعة
السيد السيستاني نموذج التسامح الإسلامي:
فيصل عبدالله عبدالنبي