رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 16 رجب 1424 هـ -13 سبتمبر 2003
العدد 1594

الجهراء القديمة والواحة وتيماء: مناطق كويتية منسيّة؟
خالد عايد الجنفاوي
kaaljen@taleea.com

بقلم: خالد عايد الجنفاوي

يبدو أن إصرار بعض أعضاء مجلس الأمة في الجهراء على تكرار طلباتهم أنّ الجهراء تحتاج الى المدارس فقط، أو أنّ  المتطلّب الرئيسي للمنطقة هو زيادة عدد هذه المدارس، يؤدي الى التغاضي عن المتطلبّات الحقيقية لهذة المنطقة المهمة، إضافة الى ذلك، فقد أصبح  تكرار هذا الطلب غالبا عن طريق أسئلة عضو واحد فقط، يعطي الانطباع أنّ وضع سؤال بين الفينة والأخرى عن الجهراء في مجلس الأمّة سوف يطمئن قاطني المنطقة أن "كلّه تمام يا فندم" وأن الجهراء لا ينقصها شيء فعلا·

التكتيكات الانتخابية عن طريق وضع الأسئلة "غير الجدية" لا يمكن اعتباره إلا "شقلبات" ومناورات سياسية معروفة وغير مجدية حقيقة، فمتطلبات الجهراء كثيرة ومتعددة، ونحن هنا سوف نضع أيدينا على بعض النواقص الرئيسية في هذه المنطقة الحيوية، ونكرر هنا أننا سوف نتحدث عن "بعض" النواقص الرئيسية وليس كلها، فقد  لا  تتسّع كل صفحات هذا العدد الحالي من جريدة "الطليعة" لذلك·

فبداية، يبدو أنّ وزارات الدولة المتعددة تتعامل في توفير أو تطوير خدماتها في الجهراء على مبدأ إعطاء القليل من الجهد بين الفينة والأخرى دون نتيجة تذكر، و طبعا يجب أن يكون هنالك اهتمام صحافي يغطي هذا القليل من الجهد، وبشكل أساسي يجب أن يصوّر المسؤول الوزاري و هو إما يقطع شريطا ما أو "يطّلع" علي بعض المشاريع "الحيوية" والتي في الأغلب تمضي عقود من الزمن دون إنجازها أو الانتهاء منها· 

أحد أهم المتطلبات الرئيسية لمنطقة الجهراء، والتي عادة يعرفها كل من يأتي الى الجهراء قادما من العاصمة، هو وجود مصنع تكرير للمخلفات أو ما يطلق عليه عمليا "مياه المجاري"، ولم نسمع حقيقة أن الوزارة المسؤولة عن هذا المصنع والتي ربّما تكون وزارة الأشغال، قد استفتت أو أخذت موافقة مواطني الجهراء حول موقع مصنع التكرير هذا، وحتى إن كان هذا الأمر لم يحصل، ونعتقد أنّه لم يحصل فعلا، فأين الدراسات المنشورة حول عدم تأثير الروائح المنبعثة من هذا المصنع على صحة مواطني و قاطني الجهراء؟ لم نسمع أنّ أعضاء المنطقة طرحوا أسئلة حول هذا الموضوع (ولا نعتقد أيضا أنّهم يهتمون بقراءة البحوث أو الدراسات التي ربّما نشرت حول هذا الموضوع)، لربما يكون أعضاء الجهراء صامتين عن هذا الموضوع لأن المصنع  "في الخلا" ولا يضرّ أحدا·

نحن بالطبع لا نظنّ أنّ أعضاء الجهراء بهذه البساطة، ولكن نعتقد أنهم كانوا مشغولين بعيدا عن طرح حلول لهذه المشكلة بتكتيكاتهم الانتخابية المبكّرة، إضافة الى انبعاث الروائح الكريهة من هذاالمصنع، ويلاحظ المراقب المدقق لما يدور في الجهراء، أن هناك مصدرا آخر ينتج بشكل مستمر روائح غير مستحبّة: شوارع منطقة تيماء والواحة التي هي في حالة رديئة جدا وتتطلّب حقيقة الترميم العاجل·

لقد تحدثنا عن ضيق شوارع منطقة الواحة في مقال سابق، ونكرر أن حالة شوارعها المتردية و ضيقها غير المقبول هي مشاكل  لا تزال موجودة ولم تحل حتى الآن، حسب ما نذكر، وأما إن أردنا التحدّث عن منطقة  تيماء السكنية، فيمكن التحدّث عنها بلا حرج، فلقد أصبحت شوارع هذه المنطقة في حالة مزرية، و لا يستحق قاطنوها ما يعانون يوميا من تجمع المياه المتخلفّة من غسيل المنازل في وسط هذه الشوارع الداخلية الضيقة أصلا·

أمّا الجهراء القديمة، فحالة شوارعها ربّما تكون أفضل قليلا مقارنة بمنطقتي تيماء أو الواحة المنسيتين، ولكنها تعاني من مشاكل أسوأ وأكثر تعقيدا، حيث يوجد متنزّه "قومي" واحد في الجهراء (حديقة القصر الأحمر) والتي لا تفي بحاجة قاطني المنطقة·

لقد تم تنفيذ و بناء مقهى شعبي في الجهراء، خلف خيمة مول، لا يتّسع للضغط البشري الهائل عليه، وحتى موقع هذا المقهى، والذي لا نعرف حقيقة لماذا يوصف بالشعبي؟ لا يتناسب مع الهدف الذي بني من أجله، لا بل إن هناك شائعة تدور منذ فترة في الجهراء القديمة أنّ أحد أعضاء الجهراء المعتّقين، قد أنجز هذا المشروع "من أجل المنطقة،" وكأن إسداء أو المساعدة على إسداء خدمات للجهراء قد أصبح عن طريق التفضّل، وليس عن طريق مشاريع الدولة الحيوية التي تدار عن طريق دراسات و خطط موضوعية و مستقبلية·

ما نطالب به، حقيقة، هو مساءلة وزارات الدولة بشكل مستمر، وبحث ودراسة خططها المستقبلية فيما يتعلّق بما سوف تنجزه في منطقة الجهراء، فبدلا من وضع الجهراء في آخر سلّم المشاريع القادمة، يجب علينا حقيقة تكرار الأسئلة حول كيفية ترتيب الأولويات في خطط هذه المشاريع الحيوية، نحن لا نطالب هنا بالطبع بتخريب أو هدم ما تم الاتفاق على إنجازه في الجهراء، ولكننا نطالب بأن تعامل الجهراء كغالبية مناطق الكويت: الإسراع في إنجاز ما هو ضروري و عاجل بالنسبة للمنطقة، إضافة الى التركيز المستمر على صيانة المشاريع القائمة والثانوية، فمواطنو وقاطنو الجهراء غير ملزمين في مراقبة عدم التزام مقاولي الباطن في إنجاز مشاريع الصيانة بشكل عملي ومنضبط، بل هذه هي مهمة عضو المنطقة·

فللأسئلة الانتخابية حول بناء مدارس جديدة أو ترميم المدارس الموجودة حاليا لا يفي بالغرض المطلوب· فيجب أن يكون هناك جهد عملي، جدّي وملموس عند المطالبة بإنجاز المشاريع الحيوية في المنطقة، نحن هنا نتحدّى أعضاء الجهراء في القيام بما يجب أن يقوموا به: المراقبة المستمرة لمشاريع الوزارات في الجهراء، والعمل "بصدق" في تسريع إنجاز هذه المشاريع، فليبدؤوا في مساءلة الوزارة المسؤولة عن إنشاء مركز أو مصنع التكرير الموجود خلف المرور، ويجب أن يتم البحث بشكل جدّي: إن لم يكن هذا المصنع يضر بصحة قاطني المنطقة، ونكرر مقولة جون لوك هنا، لعلّ رسالتها تصل لمن يريد أن يتعظ:

"It is one thing to show a man that he is in error, and another to put him in possesion of truth"

kaaljen@taleea.com

 

 

 

�����
   
�������   ������ �����
الجندي الأمريكي الذي أعرفه
The American Soldier I Know
الخوارق الإسبانية والرصاصات الخفية!
مناجاة: صدام والطرْق المستمر
التطـرف: ثلاث صــفات مشـتـركة
وطنـي وبعضــنـا··
القمة العربية: أزمة حوار وثقافة
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(3 – 3)
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(2-3)
هنيئا روسياCongratulations Russia
(1-3)
"فرانكيشتاين" العراق الموقت
مدينة علمية كويتية شاملة:
ما المانع من وجود زويل كويتي؟
التوائم السيامية الفرانكفونية: المحاكاة والهوية الجزئية
إعفاء عضو مجلس الأمّة من منصبه عن طريق جمع تواقيع الناخبين
العلمانية: الأيديولوجية والخاصية الثقافية
?Secularism: Culture-bound Ideology
”اللي يحب النبي يضرب!”
أيهما يتسع للنقاش الديمقراطي الحر: قبة البرلمان أم قبة ديوان العضو؟
الليبرالي x المتعنت Dogmatic vs. Liberal
نداء إلى السيدة الفاضلة نبيلة العنجري:
تطوير المرافق الترفيهية والسياحية في الجهراء
هل المثقـف الكـويتي معزول عما يـدور حوله؟
Ivory tower Syndrome!
  Next Page

متى تستقر الحال في العراق؟:
عودة الضاحيü
ضرورة استمرار النهج "الحكيم":
د. جلال محمد آل رشيد
أين نحن من الثقة:
أنور الرشيد
آفاق ورؤية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
آراء في اللامشروعية:
المحامي عبد الكريم جاسم بن حيدر
متى تستقر الحال في العراق؟:

العراقيون ومعنى الهوية البعض يتلهّى بشتم العراقيين وكأن شتمهم في الثقافة العربية واجب قومي عروبي:
عمار البغدادى
الجهراء القديمة والواحة وتيماء: مناطق كويتية منسيّة؟:
خالد عايد الجنفاوي
حق الإنسان في السلامة الجسدية وعدم التعرض للتعذيب:
المحامي د.عبدالله هاشم الواكد
إلى كل من يدعي أنه وطني:
محمد حسين الصالح
أين متحف الكويت الوطني؟:
يحيى الربيعان
ألم يحن الوقت لكي يرحلوا؟:
عبدالمنعم محمد الشيراوي
ضرورة استمرار النهج "الحكيم":

المتناقضات!!:
عبدالله عيسى الموسوي
أصداء وأضواء الحكومة العراقية الجديدة:
حميد المالكي
واقع مأساوي:
المحامي نايف بدر العتيبي