هل سمعتم عن دولة بلا متحف وطني؟·· بلا تراث!! قبل أعوام عدة أنتجت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي فيلما رائعا، أطلقت عليه اسم %1 وهو عبارة عن دراسة علمية ممتازة استهدفت تحديد نسبة الفرق بين الإنسان والحيوان عموما·
وبالتالي كشف الفيلم أن القرد هو أقرب الحيوانات للإنسان والفارق بينهما هو %1 فقط، وهذا الفارق ناتج عن أن الإنسان له تراث بينما القرود ليس لها تراث·
ويبدو أن الكويتيين أصلهم قرود فعلا حيث لا يوجد في بلدهم متحف وطني يحفظ تراثهم ويدل عليه، ولو سألنا الجهات الإدارية ذات الصلة بهذا الشأن، فإن الرد سيكون جاهزا وسيعلقون الفأس برقبة صدام حسين·
إن إهمال هذا الجانب العام من حياتنا الثقافية يعتبر قصورا كبيرا في حق المجتمع الكويتي، فالمتاحف الوطنية ملك الأجيال المقبلة، وبعض الكويتيين اليوم لديهم متاحف حافلة بكل المقومات المتحفية التي تحتاجها الحكومة لإنشاء متحف وطني·
وعلى سبيل المثال هناك: متحف الطريقي بمنطقة الفيحاء·· ومتحف سيف الشملان بمنطقة الدسمة، ومتحف طارق بمنطقة الجابرية، ومتحف العبدالمغني بمنطقة الشامية وغيرها·
فلِمَ لا تشتري الحكومة هذه المتاحف كلها أو بعضها وتشكل منها نواة لمتحف وطني كبير وشامل قبل أن يدرك الأجل أصحاب هذه المتاحف، وبالتالي قد تضيع بين ورثة لا يقدرون قيمتها؟
وبإمكان القائمين على رعاية المتاحف الوطنية في الكويت إن كان لهم وجود في وزارة الإعلام أو غيرها، أن يجسدوا العادات والتقاليد في الحياة الكويتية القديمة ويشمعونها لتعكس ماضيا لأجيالنا المقبلة، وهذا أفضل مما يعود به “يوم البحار” الواقع أمام مبنى مجلس الأمة الكويتي، حيث بات الأمر يقتضي إزالة هذه “الخرايب” من جذورها، بعد أن أصبحت تشكل ضررا بالغا على البيئة الكويتية، كما تترك أثرا كئيبا للمشاهد، وتؤذي الماضي الجميل للمجتمع الكويتي، فضلا عن كآبة المنظر· إن المتاحف هي أكبر شاهد على ثقافة الشعوب وماضيها وحاضرها·· ومستقبلها·
yahya@taleea.com |