رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 16 رجب 1424 هـ -13 سبتمبر 2003
العدد 1594

لتعارفـــــــوا
ضرورة استمرار النهج "الحكيم"
د. جلال محمد آل رشيد
drjr@taleea.com

بالرغم من أجواء الحزن البالغ التي تلف العالم الإسلامي الواسع بوشاح أسود ملطخ بحمرة الدماء الهاشمية الغالية على قلوب المحترمين من المسلمين الشيعة والسنة، بيد أنه لا مفر من أن نستبدل بعيني العاطفة، وإن كانت صادقة وجياشة، عيني الرؤية العقلية، وإن كان عزيزا على القلوب المؤمنة بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وآله نبيا، أن تحلل مثل هكذا موضوعات تحليلا عقليا خالصا، لكن دماء جد الشهيد السعيد آية الله العظمى الحكيم، دماء الإمام الحسين عليه السلام ذاتها، نقوم بتحليل قضيتها تحليلا عقليا·· بعد الانتهاء من الطرح العاطفي الذي لا ينكر أهميته غير المكابرين المتعجرفين إنسانيا، الممسوخين أخلاقيا·

رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم، أدام الله ظله الوارف، وفي كلمته التأبينية لشقيقه آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله تعالى عليه، ذكر بأن آية الله الحكيم كان "لكل العراقيين"، للشيعة والسنة والأكراد والتركمان، لكل المذاهب، لكل القوميات، لكل الأقليات·· كل العراقيين·

ويلاحظ على هذا التذكير أمران، أولهما هو الدعوة "لعراق موحد" في خطاب الشهيد آية الله الحكيم، وثانيهما، وهو الأهم في تقديرنا الشخصي، هو أن القيادة الجديدة للمجلس الأعلى تنوي إكمال مسيرة النور المتمثلة في الدعوة الى عراق موحد من جهة، وتسوده العدالة الاجتماعية وعدم هضم الأقليات والحقوق من جهة أخرى، تماما مثلما كان ساريا أيام الشهيد العظيم·

سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، أشار من جهته الى نقاط كثيرة تستحق الوقوف عندها، وإن كانت إحدى النقاط الجوهرية التي أشار لها هي أن آية الله العظمى الحكيم، قُدس سره الشريف، كان يرفض صيغة اللجوء للانتخابات المباشرة، وإن كان هذا حقا أساسيا له لا يجادل فيه غير المغرضين، وكان سبب رفضه الذي قد نستغربه جميعا، هو أنه كان يعرف أنه سيكتسح تلك الانتخابات، مما كان "قد" يعني توجسا وترددا لدى الأقليات العراقية، مما جعله يتنازل، ويقبل صيغة "مجلس الحكم الانتقالي" الذي لم يوصل له غير جزء بسيط مما كان سيحصل عليه بالانتخابات الحرة المباشرة، مع العلم أن الانتخابات الحرة المباشرة هي الوضع الطبيعي في أعرق ديمقراطيات العالم، مما يجعل الإنسان لا يسعه إلا أن ينحني إكبارا لهذه الأريحية في ميدان العمل السياسي، وهو ميدان يقول عنه متخصصوه بأنه خال من الأخلاقيات والعواطف، ولكن علماء الدين الربانيين، من أمثال الشهيد الحكيم، يثبتون يوما إثر آخر، بأنهم أكبر من تحليلات السياسيين المادية البحتة الخالية من البعد الروحاني الذي كان يتحلى به شهيد محراب إمام المتقين·

شعب الحضارات المتعاقبة في آلافها الستة، شعب بلاد الرافدين العظيم، من جانبه، أثار قضية حساسة جدا في إحدى شعاراته التأبينية في أثناء تظاهرات تأبين الشهيد العظيم، حينما ردد العراقيون شعار "الله الله الحكيم وينه، ضيعوا جسمه علينا"، فكأن العراقيين الشرفاء لخصوا الموقف بمجمله في عبارة مقتضبة قصيرة، ولكنها تتضمن من ملامح الذكاء الشيء الكثير، وذلك بسبب إشارة الشارع العراقي الواعي، وبأصدق عفوية، الى أن "فكر" الشهيد الكبير، وآراءه السياسية التي دخل الى العراق مع أنه يعرف تماما أنها ليست آمنة، يجب أن تظل سيدة الموقف، لذلك أكدوا أن "ما ضاع" من آية الله العظمى ما هو إلا جسمه النحيل فقط، وليس فكره ورؤاه السياسية التي أنارت، ولا تزال، درب العراقيين، فيجب استمرار حالة "العراق الموحد"، واستمرار الوئام المذهبي والقومي والإثني في عراق العراقيين جميعا، لأن هذه الحالة المتحضرة هي الحالة الجوهرية التي دفع آية الله العظمى ثمنها دما نقيا غاليا على قلوب المؤمنين وقلوب المتحضرين وقلوب من يرون أنفسهم بشرا·

فالهم الرئيس، إذا، في فكر آية الله العظمى الحكيم، كان يتمثل في الحفاظ على العراق، موحدا، ومتحابا·

ولم لا؟ إذا كانت عيناه اللتان تمتدان جينيّا الى عيني رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله، هما اللتان احتضنتا العراق وكل العراقيين، فلم لا يحبه ويثق به كل أهل العراق قاطبة، سواء أكانوا شيعة أم سنة أم أكرادا أم مسيحيين؟

غير أن عزاءنا هو أن أخاه سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم، الرئيس الحالي للمجلس الأعلى، أشار الى إصراره على السير على هذا الطريق القويم ذاته، مما يطمئن شرفاء العراق وشرفاء العرب والمسلمين الى "استمرار" النهج الحكيم·· نهج الحكيم·

ونحذر، بصفتنا مسلمين، وبصفتنا شرقيين، الأجهزة الاستخبارية لدول الإجرام والإرهاب في العالم، سواء أكان تنفيذه للجريمة على نحو مباشر، أو بتوسيط بعض خدمهم، بأن أناسا قبلهم أهرقوا دماء أهم قيادة في العالم الإسلامي في حينه، وهو الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، فأدى هذا الفعل الإرهابي الى تقوية دين محمد عليه وآله السلام، لدرجة أن المصطفى صلى الله عليه وآله قال "حسين مني"، وهذا واضح لأنه حفيده، ولكن الغريب هو باقي ذلك الحديث النبوي نفسه، حيث إن تتمته هي: "··· وأنا من حسين"، الذي لا يمكن فهمه إلا في إطار محدد هو أن الرسالة الإسلامية، برمتها، لم تكتسب قوة الدفع إلا من خلال هذه الدماء الطاهرة التي روت شجرة الإسلام الطيبة وأرض كربلاء، مما أوصل هذه الثمار الطيبة، عبر الأجيال، إلينا اليوم·

لذلك، يجب أن تعي دول الاستكبار العالمي، إن كان بعضها دولا، بأن دماء الفقيه الكبير آية الله العظمى الحكيم ستؤتي ثمارا مختلفة عما كانوا يخططون له في سراديبهم المظلمة العفنة!! وذلك لأنهم يمكرون، ويمكر الله، والله "خير" الماكرين!!

 

خارج الموضوع

سؤال: من الذي سجد للولايات المتحدة الأمريكية، ولبريطانيا "العظمى"، وركع للجمهورية - وليس الجماهيرية - الفرنسية، ولكنه اختطف وأخفى الإمام موسى الصدر الذي هو نور من الأنوار المحمدية المعاصرة بسبب عداء الإمام موسى الصدر "للشر المطلق إسرائيل"؟ أليس هذا، قانونيا، إرهابا دوليا أيضا؟

 

drjr@taleea.com  

�����
   
�������   ������ �����
مشروع الشرق الأوسط الكبير··· العناصر والأهداف
توسيع استثمارات الكويت في العراق
قرار الجدار·· هل من استثمار؟
محامو الأردن ومحاكمة صاحبهم
جدول زمني لرحيل القوات الأمريكية
الحكومة ونوابها·· مَن "يستعرّ" ممن؟
"الوساطة" في التعليم الشرق أوسطي
حقا المشاركة السياسية وتوريث الجنسية للمرأة
المقاومة·· مقارنات ودروس
صور التعذيب··
صدام يحكم العراق؟!
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت
تعريف "الإرهاب"
بكلمة واحدة؟·· "إسرائيل"!!
قراءة في الدستور العراقي الموقت
آثار الارتداد الأمريكي عن الديمقراطية في العراق!!
الإرهابي شارون في قفص ميلوسيفيتش؟
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين(2/2)
سياسة "إسرائيل" التفاوضية مع الفلسطينيين 1/2
"السؤال الأكبر"·· قبل التأمينات!!
من هــم أعداء العراق؟
  Next Page

متى تستقر الحال في العراق؟:
عودة الضاحيü
ضرورة استمرار النهج "الحكيم":
د. جلال محمد آل رشيد
أين نحن من الثقة:
أنور الرشيد
آفاق ورؤية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
آراء في اللامشروعية:
المحامي عبد الكريم جاسم بن حيدر
متى تستقر الحال في العراق؟:

العراقيون ومعنى الهوية البعض يتلهّى بشتم العراقيين وكأن شتمهم في الثقافة العربية واجب قومي عروبي:
عمار البغدادى
الجهراء القديمة والواحة وتيماء: مناطق كويتية منسيّة؟:
خالد عايد الجنفاوي
حق الإنسان في السلامة الجسدية وعدم التعرض للتعذيب:
المحامي د.عبدالله هاشم الواكد
إلى كل من يدعي أنه وطني:
محمد حسين الصالح
أين متحف الكويت الوطني؟:
يحيى الربيعان
ألم يحن الوقت لكي يرحلوا؟:
عبدالمنعم محمد الشيراوي
ضرورة استمرار النهج "الحكيم":

المتناقضات!!:
عبدالله عيسى الموسوي
أصداء وأضواء الحكومة العراقية الجديدة:
حميد المالكي
واقع مأساوي:
المحامي نايف بدر العتيبي