رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 16 رجب 1424 هـ -13 سبتمبر 2003
العدد 1594

متى تستقر الحال في العراق؟
عودة الضاحيü

خمسة أشهر مضت على سقوط سلطة الدكتاتور ولم يعد العراق الى طبيعته، فلا أمان ولا اقتصاد مستقرا ولا مظاهر الفرح التي تعم وجوه الناس، ولا عودة عمل الموظفين والعمال، وفوق كل هذا عدم تمكن الناس من القبض على المجرمين الذين قتلوا وسرقوا ونهبوا حياة وأموال الناس وروعوا أيامهم وأعمارهم·

خمسة أشهر مضت ولم يزل الجناة يرتكبون جرائم إنسانية يندى لها الجبين ولا يرتكبها البشر الأسوياء، في تفجير أنابيب المياه وتفجير مبنى الأمم المتحدة وقتل المبعوثين الدوليين والموظفين وتفجير السيارات قرب مرقد الإمام علي "كرم الله وجهه" واغتيال الشهيد السيد محمد باقر الحكيم والأبرياء من أهالي النجف، وتفجير السفارة الأردنية وعمليات السلب والخطف والقتل العشوائي·

ولم تزل ذيول وأصابع السلطة البائدة تعيث في العراق فسادا فتقتل من تريد وتنهب من تريد وتخطف الأطفال والنساء وتحتمي ببيوت عراقية، وتقوم بتفجير أنابيب النفط وهي الثروة الوطنية الوحيدة في البلد، وتقوم بتفجير أنابيب المياه حتى يموت العراقي عطشا، وتقوم بتفجير السفارة الأردنية ومقر الأمم المتحدة حيث تتعاون مع زمر التنظيمات الإرهابية وقيادات الجريمة العالمية المتمثلة بتنظيم "القاعدة"، دون أن تلقى هذه القوة ما يتناسب مع جرائمها وأفعالها المعادية للإنسان وللعراق ودون أن تجد الردع العراقي المعروف·

يتحدث البعض أن الأمور الأمنية كانت مستتبة في عهد صدام البائد، وأنه برغم قسوته وبطشه فقد كان المجرم يخاف منه فلا يقدم على جريمته ويخشى من بطش السلطة وقسوتها على الناس·

ويتحدث البعض عن استقرار السوق وكيف كان الطاغية وولداه يتحكمون بسعر صرف الدولار ونوع السلع التي يعيش عليها العراقي، وكيف أن التجارة والاقتصاد جميعها معلقة برغبة السلطان ومزاج المعوق النزق عدي·

يتحدث البعض عن قوة الأجهزة الأمنية والمخابرات والشرطة والأمن الخاص والاستخبارات والانضباط العسكري وفدائيي صدام والمفارز الحزبية واللجان البعثية وجيش القدس ومعها قوات رادعة لشعب العراق·

خمسة أشهر مضت على سقوط سلطة الطاغية يتخللها عمل بطيء ووعود ومشاريع على الورق لم نتلمس منها ما يفيد خطوات جادة ترسم لنا مستقبلنا الذي أضاعته سلطة صدام، خمسة أشهر عجاف يتلوى فيها العامل في القطاع الخاص جوعا وضياعا أمام الفوضى وتعطل العمل والإجراءات الاستثنائية، خمسة أشهر طويلة على العراقيين لم تستطع فيها سلطات الاحتلال أن تترك أمور العراق لأهل العراق، فتخبطت وأخطأت وضلت الطريق·

خمسة أشهر لم تزل العيون شاخصة باتجاه ما ينقل العراق من حالة الاستثناء الى حالة الاستقرار، لم نزل نريد مطاراتنا وطائراتنا وسياراتنا وقطاراتنا، لم نزل نريد الأمان والمخابز التي تعطي الخبز، والمحلات التي تبيع بأمان وبانسجام، نريد فرحنا المؤجل وأيامنا التي سرقها صدام، نريد الوطن الذي ألبسوه حلة سوداء كئيبة، نريد محلاتنا نستعيد بها لحمتنا الاجتماعية ونخوتنا وشهامتنا، نريد ضمانات حياتنا ورواتبنا التقاعدية بكرامة، نريد شرطتنا الوطنية وجيشنا الذي يدافع عنا، نريد يخوتنا وبواخرنا ومياهنا التي حرمنا منها الطاغية، نريد فنادقنا ومنتجعاتنا السياحية وشمالنا الحبيب نتجمع فيه صيفا ونستمتع بربوعه ومصايفه، نريد أحزابنا الوطنية العريقة وهي ترفل بعز الديمقراطية، ونريد جوامعنا وكنائسنا وأماكن العبادة نؤدي فيها طقوسنا بحرية وانسجام، نريد جامعاتنا وكلياتنا تضم كل الطلاب ومن كل القوميات والأديان دون تفرقة أو اختلاف، نريد الماء والكهرباء والنفط والغاز والبنزين، نريد معاملنا التي توقفت ونهبتها أيدي السوء، نريد متاجرنا المضيئة وشوارعنا البهية وبيوتنا العامرة، نريد أن يتركوا البناء للعراقيين لأنهم أعرف من غيرهم بما يحتاجه العراق، نريد أن نحترم من يحترمنا ويحترم خصوصيتنا نترك أمر من يريد بنا السوء لله لينتقم منهم والزمن كفيل أن يكشف السوء·

مضت خمسة أشهر على رحيل الطاغية وانهيار سلطته البائدة ولم تستقر الحال ولا عادت الحياة العراقية الى سابق عهدها فهل نحن بحاجة لسلطة الدكتاتور؟

وهي نظرة مبتورة وناقصة وساذجة حين تربط عودة السلطة الدكتاتورية الى العراق مع عودة النظام والقانون·

ولو قمنا بإزاحة الأفعال المعادية للإنسان في العراق من عمليات تخريب وإرهاب منظم تقوم بها جماعات متخصصة في الإرهاب دخلت العراق بشكل غير قانوني معتمدة على الانفلات الأمني والتسيب الذي حصل، وعلى ذيول وأذناب السلطة المتوهمين بعودة السلطة الدكتاتورية للعراق ليهبهم الطاغية ما لا يملك وطمعا بمال الدنيا وخسران الآخرة وشعب العراق·

لو قمنا بإزاحة هذه الأعمال لعاد الأمان والهدوء والسكينة الى ربوع العراق، وعاد القانون ليكون سيد الموقف، وتعود الشرطة العراقية في خدمة الشعب حقا، ويكون الجيش الجديد لحماية الحدود والدفاع عن السلام والديمقراطية الجديدة في العراق، وتعود الدوائر الرسمية بعد أن تخلصت مما يعيق عملها واستمراريتها من براثن ومعوقات العهد البائد، ويعود العمال الى معاملهم أكثر تمسكا بعملهم من ذي قبل·

حينها يعود السوق أقوى مما كان عليه، ويتعافى الاقتصاد الوطني، ويعمل الجميع ويجد الفقير ما يطعم به أطفاله ويستر به عياله، وتعود البسمة التي افتقدناها من وجه العراقي بالرغم من كل محنة الزمن المرير التي روعت روحه وعطلت مستقبله·

فالدكتاتور والإرهاب هما السبب الأول والأخير في تعطل الحياة في العراق، وهما من يعيق عودة الحياة الى طبيعتها وبساطتها وإشراقها العراقي الزاهي·

ولم يزل الطاغية يرسل نباحه من الجحور التي يختفي بها غير خجل من أن تختلط أصواته بأصوات الديكة والتي لم تستطع القناة التي تبشر به أن تمسحها ففضحت نكاته وأضحكت الأمة عليه حين صاح الديك ثلاث مرات وهو يختفي في أحد الخرائب والمزارع يريد شرا بالعراق والعراقيين وهي حياته التي جبل عليها·

لذا علينا أن ندقق جيدا في الذيول التي وظفت ضمائرها لخدمة الطاغية، علينا أن نحصي أنفاسهم ونراقبهم ونتابع تحركاتهم بكل دقة، ونكشف أوكارهم ونتعاون من أجل القبض عليهم، فقد وظفوا حياتهم لهدم حياتنا، وقد كرسوا ما تبقى لهم من عمر لتخريب العراق، وتضامنوا على الجريمة والباطل ومحاربة الحق والمستقبل في العراق·

�����
   

متى تستقر الحال في العراق؟:
عودة الضاحيü
ضرورة استمرار النهج "الحكيم":
د. جلال محمد آل رشيد
أين نحن من الثقة:
أنور الرشيد
آفاق ورؤية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
آراء في اللامشروعية:
المحامي عبد الكريم جاسم بن حيدر
متى تستقر الحال في العراق؟:

العراقيون ومعنى الهوية البعض يتلهّى بشتم العراقيين وكأن شتمهم في الثقافة العربية واجب قومي عروبي:
عمار البغدادى
الجهراء القديمة والواحة وتيماء: مناطق كويتية منسيّة؟:
خالد عايد الجنفاوي
حق الإنسان في السلامة الجسدية وعدم التعرض للتعذيب:
المحامي د.عبدالله هاشم الواكد
إلى كل من يدعي أنه وطني:
محمد حسين الصالح
أين متحف الكويت الوطني؟:
يحيى الربيعان
ألم يحن الوقت لكي يرحلوا؟:
عبدالمنعم محمد الشيراوي
ضرورة استمرار النهج "الحكيم":

المتناقضات!!:
عبدالله عيسى الموسوي
أصداء وأضواء الحكومة العراقية الجديدة:
حميد المالكي
واقع مأساوي:
المحامي نايف بدر العتيبي