من ضمن ما اشتهر به فيصل القاسم مذيع ومقدم البرامج الحوارية المشهورة على قناة الجزيرة القطرية لدى الكويتيين بالذات، هو إيحاؤه إلى المشاهدين والمتابعين لبرنامج بأنه من المقدمين المحايدين بين ضيوفه المتحاورين، وأنه لا يؤيد طرفا على الآخر بحكم أنه مذيع يتصف بالحيادية، لكن عندما يستدعيه المنطق أن يكون مدافعاً عن جزئية معينة لابد أن ينحاز لما يعتقد أن هذا هو المنطق، ولكن المتابع والمشاهد يكتشف غير ذلك وخصوصاً عندما يكون موضوع الحوار يخص مشكلة الكويت والعراق أو بالأحرى موضوع العراق والحصار والغزو العراقي على الكويت، يكتشف المواطن الكويتي بالذات أن ما يقوله فيصل القاسم من كلام وإيحاء كمن يدس السم بالعسل، أي أن ما يعنيه شيء وما يقوله شيء آخر، لذا نجد الكثير من الآراء تصف هذا النوع من العمل بعدم المصداقية وعندما يفقد البرنامج أو المرء مصداقيته يفقد احترام الآخرين له، ويبدو أن هناك العديد من الناس لدينا استهوتهم هذه الروحية في الحوارات وأخذوا يتقلدون بفيصل القاسم· وقد يقول القارئ ما دخل القاسم في هذا الوقت بالذات؟ منذ فترة أراد أحد الإخوة أن يخلق لنفسه مكانة بين أهل منطقته التي يقطنها وفتح ديوانا وأخذ يستدعي أهالي المنطقة ويجمعهم ويقيم الندوات الحوارية، وهذا حق مشروع لكل من لديه القدرة والطاقة والمقدرة على عمل ذلك ولا اعتراض عليه ولا يحق لأحد أن يبدي اعتراضه أو امتعاضه من هذا السلوك، لأن هذا حق من حقوقه وسندافع عنه لهذا الحق· ونحن نثق تمام الثقة أن وعي أهالي المنطقة أكبر من أن ينخدعوا ويسيروا وراء فيصل القاسم، وكما يقول المثل يمكن أن تضحك على الناس بعض الوقت ولكن لا تستطيع أن تضحك على الناس كل الوقت· وبما أننا من دعاة الديمقراطية وتعدد الآراء فإننا ندعو أهالي كل المناطق بالذهاب إلى هذه النوعية المنتشرة بين مناطق الكويت كلها خصوصاً في هذا الوقت الذي نجد الأجواء الانتخابية هي الطاغية والمسيطرة على الساحة الكويتية ليروا بأم أعينهم كيف تدير هذه النوعية من البشر الحوارات الصفراء ليحكموا عليهم بالنهاية فيما إذا كانوا يستحقون المتابعة أم غير ذلك·

كلمة أخيرة "الأولون ما خلوا للتاليين شيئا" وعندما ذكروا أن فاقد الشيء لا يعطيه ففعلا لا يمكن أن يعطي المرء من نفسه ما دام فاقدا للذي يريد أن يعطيه·