رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9-15 ربيع الأول 1420هـ - 23-29 يونيو 1999
العدد 1382

بلا حــــدود
القوي الأمين
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

من الواضح جدا إصرار المرشحين في حملاتهم الانتخابية على ضرورة الاستعانة بالقوي الأمين لمعالجة الأوضاع الشائكة في الوطن· فعلى الرغم من أن كل نواب المجلس السابق يخوضون المعركة الانتخابية الحالية، إلا أن حديثهم عن هموم الوطن في حملاتهم الآن، يتناقض تماما مع ما أبدوه من تقصير واضح أثناء وجودهم في المجلس!! ففجأة أصبح الجميع يتحدث عن الوطنية بحماس، وعن الحاجة الى النقد البناء، والرقابة الفاعلة، والطرح الجريء وأصبح الكل يتحدث عن ضرورة توافر الخبرة والجرأة والقدرة على اتخاذ القرار في شخص أعضاء الحكومة من وزراء وقياديين!!

لقد أثار أداء المجلس السابق لدى المواطن إحساسا باليأس حول مقدرة وجدية أعضائه على تحقيق أدنى قدر من الإنجاز بخاصة تجاه بعض القضايا الحرجة والحساسة والتي لا تقبل الانتظار والتأجيل!! لكن المجلس استمر في إثارة القضايا الهامشية فتحول البرلمان من أداة تشريعية تمثل الأمة، الى ساحة لتصفية الحسابات السياسية!! مما جعل المجلس السابق يصنف كأسوأ المجالس المنتخبة في تاريخ التجربة الديمقراطية!!

إن أولويات العمل الوطني ظاهرة وواضحة وضوح الشمس لمن يحمل جدية في الطرح والقصد وهي أولويات تجاهلها النواب حين كانوا في قمة الجسم التشريعي ثم أصبحوا يرفعونها شعارا في حملاتهم الانتخابية!! وفي ذلك تناقض لا يخفى على المواطن الذي بات عليه أن يمارس مسؤوليته من خلال اختيار القوي الأمين فعلا لا قولا!!

لقد أدركنا الآن، وبعد تسعة أعوام من جلاء كارثة الغزو أن القوي الأمين لم يكن بين الذين وصلوا الى قبة المؤسسة التشريعية وإذا كان عدد قليل منهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة قد اتصف بالقوة والأمانة، فقد بقي ذلك البعض محاربا بسلاح المؤامرة والاغتيال والتهديد العلني والضمني!! فاستطاعت الأكثرية البرلمانية، والتي لم تكن قوية ولا أمينة أن تجمد المجلس بالصورة التي رآها المواطن، والتي أغلقت كل المنافذ على تلك القلة الأمينة عن تحقيق أي قدر من الإنجاز!!

وانطلاقا من ذلك الواقع - الحرج والمؤسف، فقد أصبح على المواطن الآن مسؤولية تغييره وبث الروح من جديد في المجلس من خلال استخدام صوته لضخ الدماء الجديدة في شرايين مجلسنا المريض!! فالدماء القديمة عجزت عن تحقيق تطلعات المواطن، بالإضافة الى أنها استهلكت طاقاتها ومخزونها من العطاء عبر كل تلك السنوات الطويلة من الممارسة النيابية!! والساحة الانتخابية اليوم أصبحت تطرح خيارات لم تكن متوافرة في السابق، وأسماء ووجوه يملؤها الحماس لخوض التجربة ولتقديم طاقاتها في سبيل خدمة الوطن والمواطن!!

لعل أكثر ما يحرص عليه المواطن الآن، هو إعادة دور المجلس وتفعيل أدائه بالصورة التي تضمن تحريك القضايا الراكدة والمجمدة كالإسكان والتعليم والبدون، وقضايا المال العام والاقتصاد··

وقد تكون لكل رؤيته في الأسلوب الأمثل لتطوير وتحسين الأداء في المجلس، فهنالك من يرى ضرورة ضخ المميزين ثقافيا وعلميا من ذوي الشهادات العليا، وهنالك من يرى أن يكون المجلس المقبل فنيا وفقا لطبيعة المشاكل المتفاقمة في الوطن· غير أن الكل قد أجمع على ضرورة التحلي بالأمانة والاستقامة والقوة الخالية من الضعف والاستكانة!! بخاصة بعد أن أدرك الجميع أن غياب تلك الصفات قد ساهم وبصورة مباشرة في إشعال أزماتنا الحاضرة واستمرارها!! وما يثير الأسف حقا في ما نشهده اليوم من ندوات وخطب وبرامج المرشحين أن الجميع أصبح يتحدث عن القوي الأمين وعن حاجة المجلس والوطن له، ومبعث الأسف أنه حديث يطرحه بعض من المرشحين الذين كانت لهم أياد ومساهمات مباشرة في قضايا الفساد الإداري والمالي!!

إن في حق الانتخاب مسؤولية لا تقل عن مسؤولية التشريع والتنفيذ!! وإذا كان المرشحون آخذين في الترويج للقوي الأمين، فإن على الناخبين مهمة دفعه الى قبة المؤسسة التشريعية، خصوصا أن من السهولة جدا التعرف عليه وسط خيام وبرامج المرشحين!! فهنالك مجموعة من الشباب ذوي الدماء الجديدة والدافئة ممن يملكون ضميرا حيا، وشعورا وطنيا صادقا تجاه الوطن وقضاياه!! شبابا يحملون صحائف بيضاء لا رتوش فيها ولا تزوير، تنصع سجلاتهم الوظيفية بياضا، ويقف أداؤهم العملي المخلص شاهدا على أمانتهم وهدفهم الوطني الخالص· وهؤلاء هم الأقوياء الأمناء الذين أصبحنا في أمس الحاجة الى حضورهم بيننا، بعد أن امتلأ المجلس، وضجت خيام المرشحين بأشباه القوي الأمين، ممن يفيضون بالوطنية في خيامهم، ويتشدقون بحب الوطن، ثم يبصمون بغير ذلك حين يأويهم مبنى المجلس، فينغلقون وينعزلون عن الوطن والمواطن!!

�����
   

مزيداً من الحرية والأمان:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ديمقراطية حسب المقاس:
د.مصطفى عباس معرفي
رسالة إلى الناخب(4):
يحيى الربيعان
حسابات التطور!:
عامر ذياب التميمي
كوكاكولا:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
القوي الأمين:
سعاد المعجل
البحرين : بداية الانفراج السياسي:
د. عمران حسن محمد
"فلنكشف المؤامرة":
عادل رضـا
فيصل القاسم:
أنور الرشيد
أسرار تنشر لأول مرة من داخل الزنزانة(الحلقة3)
بطلة البصرة:
حميد المالكي
جزين:
فوزية أبل