| تصاحب عملية الانتخابات عادة أمور غير مستحبة من عصبية وتشنج ومشاحنات لفظية، وتلك أمور يجب أن نتجاوزها بسرعة وبدون أن تخلق أي مضاعفات لدى المواطنين·
فالكويت بما تحويه من تنوع في الأفكار والمفاهيم ومن مزيج رائع ومتنوع من الثقافة والفقه لا بد أن يكون مواطنوها أكثر قدرة على إدارة الحوار السياسي الذي يصاحب العملية الانتخابية مهما كان متطرفا أو متوترا·
فالكويت نشأت وقد اعتاد أهلها على تبادل الآراء واختلاف المتبنيات وطرح الحوار في إطار جو الديوانية الذي يستوعب كافة الاتجاهات، أو من خلال الجو الثقافي العام والندوات العامة والتي تُطرح فيها كافة الآراء، أو من خلال الصحافة الحرة التي تنقل يوميا شتى الآراء المتباينة·
فالكويت هذه بمواطنيها قادرة على هضم كل إفرازات الانتخابات الفكرية والسياسية، لذلك فإنه ومهما طرحت من أفكار متطرفة في اتجاهها أو متشنجة في ذاتها إلا أن الكويتيين وخلال اليومين التاليين من طرحها يحولونها الى أفكار اعتيادية واتجاهات متوازنة وذلك لأنهم اعتادوا على سماعها أو سماع مثلها سابقا وبالتالي فإنها لن تؤثر ذلك التأثير الكبير·
فالهجوم على الحكومة مثلا والذي يستغرب البعض سماعه في الكويت خصوصا أولئك الذين لا يملكون مساحة في حرية التعبير يتصورون أنه نهاية العالم! بينما نحن في الكويت قد تعودنا عليه ليس داخل مجلس الأمة أو المقار الانتخابية فقط بل وفي الدواوين الليلية أيضا·
أما انتقاد السياسات العامة وطرح البدائل المتنوعة فإنه أصبح ديدن الكويتيين في كل المناسبات حيث إن سماع الرأي والرأي الآخر في الجلسة نفسها من الأطراف المختلفة أثناء الحوار السياسي هو سمة أساسية من سمات المجتمع الكويتي·
لذلك فإن وجود ما يقارب العشرين محاضرة أو ندوة ليليا ولمدة شهرين متتالين وفي بلد صغير لهو أمر لا يمكن استيعابه إلا إذا عرفنا الخلفية التاريخية لنشأة المجتمع الكويتي وحبه للديمقراطية وعشقه للحوار في جو من الحرية لا نجد له مثيلا في دول أخرى، وهذا بحد ذاته صمام الأمان لإزالة أي بذور للعصبية أو التشنج ولقلع أي شوائب فكرية أو سياسية لا يتقبلها مجتمع الكويت الحر، وفي ذلك أمان للكويت وأهلها - بعد الله - من كل مكروه أو فتنة· |
