| اكتملت إنسانية المرأة الكويتية، اكتملت آدميتها كعقل متعلم مستنير قادر على التمييز بين الصح والخطأ، وقادر على إبداء الرأي والاختيار·
فاجأنا سمو الأمير المفدى بمفاجأة القرن حين منح المرأة الكويتية وسام الحقوق السياسية الكاملة التي طالما حلمت بها وطلبتها، شعر ــ لابد ــ برقته وشفافيته بحالة الإحباط التي يشعر بها المجتمع والشارع الشعبي عامة، إحباط على المستوى المادي الاقتصادي التجاري السياسي والاجتماعي، شعر بتدني مستوى الوعي الأخلاقي والديني وحالة الفساد المنتشر، أراد أن يفتح كوة للهواء الأبيض النظيف وأراد أن يشعل شمعة أمل وسط كل هذا الدخان، إن منح سموه للحقوق السياسية الكاملة إصدار للحق وتنفيذه وقراءة صحيحة أصلية للقرآن والسيرة النبوية التي لا تتضمن نصا صريحا يعزل المرأة عن المشاركة، كما أن المرأة المسلمة بايعت محمد عليه السلام ولم يردها لأنها "أنثى"·
كانت تجربة رائعة، وصباح مختلف جديد طازج وجميل، صباح الاثنين 5/17 أول يوم وأول صباح على قرار سموه، كان كل شيء يرقص فرحا الشوارع والبيوت والناس، أردت أن أحضن الجميع وأشاركهم فرحتهم، ولكن حملت بعض نظرات "ذكورية" حقدا وغيرة تنمّ عن قلة ثقة بالنفس وضعف إرادة وشخصية· ذهبت وأخوات فاضلات لمقابلة سمو الأمير المفدى لشكره على وسامه الذي منحنا إيّاه ودهشت لعظم فرحته بنا واهتمامه الشخصي بكل واحدة فينا وكم أثّرت فيّ كلمته الرقيقة المخلصة الدافئة صفقنا له طويلا وقوفا وهو يبتسم بهدوء ورقة بالغتين· كان إنسانا بمعنى الكلمة، سعيدا بنا وبقراره الجميل وذي الأبعاد العديدة·
وأذهلني بعد ذلك موقف سمو ولي العهد حيث قال بضرورة أن "نرد" على التيار المعارض الذي "سيأكل نفسه" وأن القرار "نهائي" كلمات رنانة مؤثرة قوية راسخة، احتفى ولي العهد بنا وجلس معنا وكأنه مع أهله وبينهم، كان تلقائيا عفويا طبيعيا·
خرجت من اللقاء وأنا أحبس دمعة سرعان ما تلذذت بجريانها وأنا وحدي في سيارتي صوب بوابة قصر بيان والسماء زرقاء والناس في الخارج يتابعون حياتهم وأنا فرحة أكاد أطير، بل إني طرت فعلا·
لابد من النظر بجدية إلى قرار سموه الغالي بمنح المرأة حقوقها السياسية كاملة وعدم أخذ الموضوع كترف أو إضافة لا معنى لها· بل يجب أخذ الموضوع مأخذ الجد أخلاقيا واستشعار المسؤولية الجديدة الملقاة على عاتق المرأة اليوم، أهمية أن تعلو بفكرها وسلوكها والتفكير عشرات المرات قبل ارتكاب الخطأ· المرأة اليوم التي تتخبط في الخمر أو المخدرات أو الزنا وغيرها يجب أن تنظر لحياتها من منظور جديد جدي أبيض صالح، فقد وثق فيها الأمير وعليها أن تكون على قدر ثقته، إنها تحمل الآن ثقته الغالية التي لا تقدر بثمن وعليها الالتزام أخلاقيا بمنحها التقدير الكبير بحقها في الانتخاب والترشيح· |
