يحكى أن دُبيّن ترافقا واتفقا على أن يذهبا للصيد معاً ويقتسما الفريسة بينهما بالعدل· سارا مدة من الزمن وأخذ منهما الجوع مأخذه، لكنهما لم يحصلا على طعام· أخيراً·· مرا بقرية، فشاهدا دجاجة فاصطاداها فرحين·· ولكنهما اختلفا في اقتسامها· فهاجم أحدهما الآخر·· وتقاتلا حتى تعبا وسقطا على الأرض·· وهنا·· مر ثعلب فحمل الدجاجة وفرّ متمتماً: لولا اختلاف الرأي والطرح المهزوز، لما امتلأت بطون الثعالب بالدجاج··!
فهذا الاختلاف الذي حصل بين الدبين في الحكاية المذكورة أعلاه·· يمكن مقارنته بوضع بعض أعضاء مجلس الأمة قبل الحل الدستوري من حضرة صاحب السمو أمير البلاد·· فقد كان بعض الأعضاء في المجلس يفتقدون نظرية مفهوم التعاون بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية أو كيفية طرح الآراء والأفكار والأولويات والمصالح بشكل منظم وفق الرأي السديد والواعي، الذي جعل فرصتهما بالحصول على الفريسة وتقاسمها بالإنصاف والعدل ضعيفة·· لكن بالشطارة واستغلال الفرصة السانحة تحرك من تحرك فدعّم موقفه من خلال وجود الاختلاف المتواصل بين الأعضاء في مجلس الأمة، فقام بالإسراع في تهيئة الأجواء بحل المجلس والتحريك بعد الحل لاحتواء المجلس وفق نظرته وأهدافه التي يطمح بتحقيقها في ظروف غير مراقبة ومتابعة من الدببة المتصارعين دائماً على حصول مزايا وطعم الدجاجة (مجلس الأمة)···! |